بابجي
بابجي


«بابجي» وأخواتها.. وراء خراب بيوت «المصريين»

بوابة أخبار اليوم

الخميس، 15 أكتوبر 2020 - 03:57 م

كتبت: حبيبة جمال

 

أصبحت الألعاب الإلكترونية خطرًا يطارد الأسرة المصرية، وبدلًا من أن تكون أداة للترفيه أصبحت وسيلة لهدم العلاقات الزوجية وخراب البيوت، فكانت تلك الألعاب سببًا في الخلافات بين الزوجين التي وصلت حد الطلاق، لتصل أيضا بالأزواج لساحات المحكمة، ففي حياة الناس تتكاثر الحكايات التي دائمًا ما تغلقها الأبواب، وتحتفظ بأسرارها، ولكننا هنا سنغوص في تلك الحكايات لخروجها من خلف الأبواب المغلقة وصولًا لساحة المحكمة، وفي هذا التقرير نسرد لكم قضايا من أرض الواقع بطلها الألعاب الإلكترونية خاصة لعبة بابجي، التي ضربت عقول الرجال.

 

الحكاية الأولى دارت أحداثها في محافظة كفر الشيخ، حيث تعيش هبة، تلك الفتاة التي على مشارف الثلاثين من العمر، هي فتاة ملتزمة دينيًا، مشهود لها بالاحترام، عاشت داخل أسرة ميسورة الحال.


كبرت "هبة" حتى تخرجت في كلية الصيدلة، وانتظرت فتى أحلامها الذي سينقلها إلى حياة جديدة، وظهر العريس، ذلك الشاب الذي يعمل طبيبًا بيطريًا، ورغم أنهما لم تربطهما قصة حب، إلا أنها منذ الوهلة الأولى تعلق قلبها به، كانت فرحتها به كبيرة جدًا، فقد أحبته وشعرت أنها ستجد معه الحياة التي تتمناها، رأت فيه الزوج والسند الذي سيشاركها كل تفاصيل حياتها، حلمت معه بمستقبل أفضل، وأنه سيكون ملتزمًا مثلها، يشجعها على الصلاة، ويأخذ بيدها لحياة أجمل، وسرعان ما تم زفافهما وسط حفل عائلي كبير حضره الأهل والأصدقاء.

 

لكن منذ دخولها عش الزوجية وأحلامها وآمالها تحطمت على صخرة الواقع الأليم، عندما وجدت اهتمامه تحول لإهمال، بسبب انشغاله بلعبة بابجي التي اقتحمت حياتهما فجأة، فأصبح لا يجلس معها ولا يتحدثان سويًا، حاولت معه مرارًا وتكرارًا الاهتمام بها ومشاركتها في قراراتها، ولكن دون فائدة، كادت أن تيأس من حياتها معه، حتى جاء خبر حملها.

 

فرحت "هبة" كثيرًا واعتقدت أن طفلها الذي تحمله بين أحشائها سيعيد الحياة السعيدة بينهما، ولكن ازداد الأمر سوءًا بعد الإنجاب، لدرجة أن زوجها أصبح يقضي أكثر من ست ساعات داخل غرفته لقضاء متعته في القتل والتدمير، تناسى أنه أب، لدرجة أن اللعبة شغلته عن الصلاة، لم تطق هبة حياتها المملة، فتركت البيت وعادت لمنزل أسرتها، خمسة أشهر هناك وسط أسرتها، وهو لا يبالي، حتى تدخل الأهل لعودتها لزوجها، حاولت الحديث معه ولكن يبدو أنه أصبح مدمنًا لتلك اللعبة، فشلت محاولاتها في إصلاحه، فلم تجد إلا اللجوء للقضاء؛ لتنال حريتها من الإحساس بإهمال شريك حياتها، فذهبت للمحامي رائد نوفل ليرفع لها قضية خلع، وهنا في مكتبه جلست تقص حكايتها البائسة، فلم تكن اللعبة وحدها سببًا في قرارها، ولكن عدم إنفاقه عليها وإهمالها جعلها تتخذ القرار بعدما يئست من كل شيء، بالفعل رفعت القضية وتحدد لها جلسة وتنتظر الزوجة كلمة النهاية من المحكمة.

 

بيتنا كافيه


لم تكن هبة وحدها هي الزوجة التي عانت من إهمال زوجها بسبب لعبة بابجي، فالحكاية نفسها تكررت مع نسرين، تلك الشابة الجميلة التي قررت الانفصال عن زوجها وشريك حياتها التي أحبته أربع سنوات، وكانت قصة حبهما يتحاكى عنها الجميع، نسرين تلك الفتاة الحسناء، التي كانت تعمل في إحدى الشركات، حتى تعرفت على أحمد، الذى أحبها منذ أن التقت عيناه بها، وانتظرت اليوم الذي ستتوج فيه قصة حبهما بالزواج، كان في فترة الخطوبة يدمن لعبة "البلايستيشن"، والتي سببت لهما مشاكل كثيرة، حاولت نسرين التغاضي عنها، على أمل أنه سيتغير بعد الزواج، لم تدر بما ينتظرها، لم تمر الأيام حتى انقلبت حياتهما رأسًا على عقب، وتحولت عاطفة الزوج لقسوة، واهتمامه لإهمال شديد منه، فأصبح يتركها بالساعات للنزول لأصدقائه للعب، وفجأة اقتحمت حياتهما لعبة بابجي، وبات ليلًا ونهارًا يلعبها، لدرجة أنه أهمل عمله، بل ترك الوظيفة التي ينفق منها على بيته، وحول بيتهما لكافيه يجلس فيها أصدقاؤه، وبدلًا من أن تكون زوجة أصبحت وكأنها صبيًا مطلوب منها تقديم المشروبات لهم، فلم تطق نسرين تلك الحياة الجديدة التي لم تخطر ببالها أن تعيش تفاصيلها، فأسرعت لمحكمة الأسرة تطلب الطلاق بعدما خارت قواها مع هذا الشاب، لتنتهي حياتهما بالانفصال.


باب الخيانة
 

الحكاية الثالثة شاركتها الزوجة المسكينة عبر جروب للسيدات على موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك"، أخذت تحكي قصتها التي بدأت منذ ٢٢ عامًا، عندما كانت طالبة بالجامعة، وأحبت زميلها في الدراسة، نشأت بينهما قصة حب توجت بالزواج، عاشا سويًا أيامًا من الحب وليال من السعادة، وسرعان ما رزقهما الله بثلاثة أطفال، بدأت حياتهما تتغير فجأة، عندما قرر الزوج أن يجرب لعبة بابجي التي يتحاكى عنها أصدقاؤه في العمل، تعلق بها كثيرًا، حاول إقناع زوجته أن تلعبها معه، لتشاركه أوقات اللعب، لكنها فضلت أن تكون أم صالحة تأخذ بالها من أطفالها، وتهتمبهما.

 

وفي يوم وعندما وجدت اللعبة تأخذ زوجها منها لساعات طويلة، قررت أن تحملها عبر هاتفها دون أن تخبره، وراحت تلعب معه على أساس أنها فتاة أجنبية، فهيتتقن اللغة الإنجليزية جيدًا، لم يشعر ولو للحظة أنها زوجته، فتعلق بها وبدأ يحكي لها عن حياته وتفاصيلها، وطلب رؤيتها، خاصة بعدما أخبرته بأنها من إحدى الدول التي كان من المقرر له أن يسافر إليها مع زوجته للعمل، فوافقت، فطلب من زوجته ألا تسافر معه تلك المرة بحجة غير مقنعة، فأصبحت لا تعرف كيف تتصرف وهي تجد بيتها التي عاشت فيه ٢٢ عامًا من الذكريات سينهدم بسبب لعبة، فقررت أن تشارك قصتها لعل تجد حلا أو نصيحة بدلًا من أن تنتهي قصة الحب بالطلاق.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة