المجني عليه
المجني عليه


«خرابة» قتل «أبو سيدنا» فى المسجد وكبّر: «أنا المهدي المنتظر»

بوابة أخبار اليوم

الخميس، 15 أكتوبر 2020 - 05:33 م

كتب: محمود صالح – محمد الجريتلي
 
لم يكن أحد يعيره اهتمامًا، وكل ما يعرف عنه فى قريته أن زوجته تركته منذ سنوات، ومن يومها وهو شارد، يمشي في شوارع القرية لا وجهة له، تصرفاته غريبة، وملابسه بالية، وكلماته التى ينطقها ليست مفهومة، وعلى هذا عرفه الناس، وتعاملوا معه وفقًا لهذا الأساس.

لكن فى صلاة الفجر، كان "جمال خرابة" الذي عرفه الناس على هذه الحالة يمسك سكينًا، ويدسه تحت ملابسه، وعندما هم المصلون إلى الصلاة إذ به يتحرك من الخلف بخطوات بطيئة، وما أن ركع المصلون حتى جاء خلف "السيد منصور" الشهير بـ "سيد أبو سيدنا" وطعنه طعنة غائرة فى ظهره، ثم قال "أنا المهدي المنتظر، أمرني الله بقتلكم يا مشركين"!. تفاصيل أكثر عن تلك الواقعة التي شهدتها قرية الأسدية التابعة لمركز أبو حماد بمحافظة الشرقية ترويها السطور التالية.

لم يكن "جمال خرابة" معروفًا فى أهل قريته "الأسدية" إلا بالرجل الذي فقد عقله، منذ عشر سنوات تقريبًا وهو على هذه الحالة، يبيت لياليه فى الطرقات، ويفترش الرصيف، ويأكل مما يجود به عليه الناس، رفقًا به وبحالته، خصوصًا بعد أن علم الجميع قصة زوجته التى تركته منذ ذلك الحين، وهي التى أوصلته إلى هذه الحالة التى عليها.

بعد طلاقه من زوجته التى تركت له المنزل، وهو يوم بعد آخر تظهر عليه علامات الخرف، مرات ينادى فى الناس معلنًا أنه نبي من عند الله، ومرات يقول بأنه "المهدى المنتظر"، ولا يلتفت إليه العامة والسائرون فى الطرقات إلا بالضحك تارة وبالشفقة تارات أخرى، وعلى هذا اعتاده الناس وتعاملوا معه، لكن لم يظن أحدهم أن يومًا ما سيكون قاتلا، ويرتكب جريمته داخل مسجد!.

صلاة الفجر
وقت أن نادى المنادي بصلاة الفجر، هم "السيد منصور" الشهير بـ "أبو سيدنا" البالغ من العمر 65 عامًا من مرقده كعادته، توضأ ثم خرج من البيت ملبيًا نداء الله، دخل المسجد وبدأ فى صلاة ركعتي السنة، وجلس يسبح الله منتظرًا إقامة الصلاة.

وما هي إلا دقائق وقام المؤذن وأقام الصلاة، فاجتمع الحاضرون واصطفوا للصلاة، وما هي إلا لحظات أخرى حتى صرخ الرجل صرخة جعلت المصلين يقطعون الصلاة فى رعب، وإذ بهم يروا "أبو سيدنا" غارقًا فى دمائه وسكين مغروز فى ظهره.

كان "جمال خرابة" قد دخل المسجد وقت إقامة الصلاة، عليه علامات الريبة، وجهه متجهم وملامحه يكسوها الغضب، لكن ولأن الناس اعتادوا رؤيته على هذه الحالة، لم يلفت انتباهم إلا أنه دخل يصلى رغم أنهم لم يعتادوا منه الصلاة.

المهدي المنتظر
لكن فور ركوع المصلين، إذ بـ "جمال خرابة" يخرج السكين من بين ملابسه، ويمسكه بيده بقوة، ثم أتى خلف المصلين واستعد لإتمام جريمته كان فى نيته أن يقتلهم جميعًا، لكن كان للقدر رأى آخر، فقد كان الأقرب إليه "أبو سيدنا" وهو الذي اختاره الله ليقتل فى مسجده وفى رحابه.

فور أن صرخ "أبو سيدنا" من الطعنة التى طعنت فى ظهره، حتى قطع المصلون صلاتهم، فوجدوا "جمال خرابة" يمسك السكين فى يده ويصيح فيهم قائلًا: "أنا المهدي المنتظر.. أمرني الله أن أقتلكم يا مشركين، وسأقتلكم دون رحمة، أنا نبي من عند الله".

لكن قبل أن يتم جملته إذ ببعض المصلين ينهالون عليه لينتزعوا من يده هذا السكين، وبالفعل تمكنوا من ذلك، وسيطروا عليه قبل أن يقتل أحدا آخر. وعلى الفور نقل الشيخ "سيد" إلى مستشفى أبو حماد الركزي، وهناك قبل إسعافه وافته المنيه.

يحكي الشيخ محمد ابن المجنى عليه لـ "أخبار الحوادث" قائلًا: "لم يكن أبي يعرف إلا بدماثة خلقه، فقد ربانا منذ صغرنا على حفظ كتاب الله، وقد لقى ربه وهو بين يديه، ولا أظن أن أحدًا يتمنى موتة أفضل من تلك الموتة التى لقى ربه عليه، فقد لقى ربه راكعًا، وداخل بيت من بيوت الله".

وأضاف: "كلنا نعرف وكذلك أهل القرية أن "جمال خرابة" فاقدا لعقله، وأنه منذ سنوات بعيدة وهو يبيت الشارع ويدعى النبوة والمهدوية، وجميعنا نتعامل معه على هذا الأساس، حتى أبى كان كثير العطف عليه وإطعامه، وكان يجود عليه بما يستطيع، لكننا جميعًا فى صدمة، بعد أن قتل أبي داخل المسجد بهذه الطريقة الوحشية.
 
 
هذا وقد تلقى اللواء إبراهيم عبد الغفار مدير أمن الشرقية، إخطارا من اللواء عمرو رؤوف  مدير المباحث الجنائية، يفيد بلاغا من مستشفى أبو حماد المركزى بوصول السيد منصور الشهير بـ السيد أبوسيدنا البالغ من العمر 65 عامًا مصابا بجرح طعنى وتوفى بعد ساعتين من وصوله المستشفى.

وتبين من تحريات ضباط مباحث مركز شرطة أبو حماد، قيام "جمال خرابة" في العقد الرابع من عمره، مقيم في مدينة القرين، و يعاني من اضطرابات نفسية ودائم التنقل بين قرى مدينة القرين وقري مركز أبوحماد، ويهزي بعبارات غير مفهومة أبرزها أنا المهدي المنتظر، أنا نبي الله،  خاصة أثناء الصلاة في المساجد ويتعمد سب وشتم المارة وقذفهم بالحجارة.
 
وعليه تم القبض عليه وتحرير محضر بالواقعة، وبإحالته إلى النيابة العامة قررت نيابة أبو حماد العامة بالشرقية بإشراف المستشار محمد الجمل المحامى العام لنيابات جنوب الشرقية  إيداع المتهم بقتل مسن أثناء صلاة الفجر بمستشفى الأمراض العصبية لبيان مدى حالته أثناء ارتكاب الواقعة، وحبسه على ذمة التحقيقات.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة