الناس.. أجمل ما في حياة مصطفى أمين
الناس.. أجمل ما في حياة مصطفى أمين


«الناس».. أجمل ما في حياة مصطفى أمين

بوابة أخبار اليوم

الخميس، 15 أكتوبر 2020 - 07:04 م

متعته الكبرى في هذه الحياة كانت في أن يعرف الناس، يعرفهم من الخارج والداخل، يدرسهم ويحبهم، أحبب الكثيرين ولم يتعامل مع الذين يكرهوننه كأنهم مرضى أو دعا لكره أحدا للطبيعة البشرية.

الكاتب الصحفي الكبير مصطفى أمين في كتابه «مسائل شخصية» قال: كنت أعطى عــذرا الفاشل الـذى يحقد على الناجح وأعـذر الضعيف الـذى يكره القوى، وأجـد مبررا للفئران عندما تمقت السباع، وعرفت طـوالا كالعمالقة وعمالقة كالأقزام، وعرفت أقـوامـا أقـزامـا من خارجهم وصغارا متضائلين من داخلهم، وعرفت عراضا صعاليك لهم طباع الملوك، وملوكا لهم أخــلاق الصعاليك.


وتابع أمين: عشت مع النجوم فى سمائها، وعاشرت الفاشلين فى جحورهم ومغاورهم وحفرهم ورأيـت مواكب النصر تحف بها الطبول والهتافات والزغاريد، وشهدت مآتم الهزيمة تنهمر منها الدموع وعبارات الندم وأصوات البكاء والعويل.

الكلام لا يزال لمصطفى أمين: إن بعض الناس فى داخلهم يختلفون كثيرا عما فى خارجهم، أثوابهم موشاة بالقصب، مطرزة بالماس والياقوت، وجلودهم محفورعليها الحقد والضغينة والحسد والرغبة فى الانتقام، ولكن هؤلاء أقلية مسحوقة، إنما الأغلبية الساحقة من الناس الطيبين، يقفون معكفى الشدة،ويسندونكفى المحنة، ويعطفون عليك فى الأزمة، تنشق الأرض فتجدهم حولك، لاتعرف من أين جاءوا ولا من أرسلهم، لم تعرفهم من قبل ولم تسمع بهم، صغارا فى مراكزهم كبارا فى صمودهم، لا يحملون سياطا يضربون بها، ولا سيوفا يحاربون بها، ولا مدافع يطلقونها، ولكنهم يحملون قلوبا كالقلاع لا تسقط أبدا، ولهم ألسنة حادة كالسيوف يقطعون بها رؤوس الطغاة والبغاة والمستبدين، ورأيت فى قاع المدينة نبلا وإيمانا وصمودا وشجاعة وجرأة ومروءة لم أرمثلها فى قمة المدينة صحيح أننى رأيت على القمة أبطالا وعباقرة وعمالقة ووجدتهم أشبه بالجبال الشامخة، وصعدت إلى قممهم لأجد أنهم وصلوا إليها بكدهم وعرقهم وجهدهم وإيمانهم وقد أخذت من هؤلاء بعض أشخاص أتحدث عنهم كما رأيتهم من قرب، بلا مكياج، ولا ألوان ولا أقنعة.

مصطفى أمين - من كتاب «مسائل شخصية»
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة