صورة الضحية
صورة الضحية


خلعت زوجها المدمن بعد يأسها من شفائه.. فـ«مزق وجهها»

بوابة أخبار اليوم

الخميس، 15 أكتوبر 2020 - 08:52 م


كتب: أيمن فاروق – سمر ياقوت

شجرة الصبر، هكذا استخدمت هذه الزوجة، التي تدعى أسماء، صاحبة الـ18 عامًا، هذا المصطلح، وكانت تصف به حالها، وهي تحكي مأساتها بألم، أمام جهات التحقيق، عيناها جفت من الدموع من كثرة المآسى والآلام التي عاشتها .. عذاب من نوع خاص تحملته لا تعرفه إلا من عاشته .. تتنفس صاحبته الألم وتكابده في أيام عمرها وسنواته .. لا تستطيع الهرب منه وتشعر به يطعنها في أنحاء متفرقة من جسدها أهمها قلبها الذي تحمل الكثير، لدرجة أن هذا العذاب سلب منها سعادتها.


 هكذا بدأت الزوجة كلماتها في التحقيقات، وحكت مأساتها مع زوجها "ع.م" الذي تعرفت عليه بالصدفة.. وأحبته لكن انتهى به الحال إلى إدمان المخدرات، والسجن مرتين .


 صبرت الزوجة معه ولكن كان جزاؤها في النهاية تمزيق وجهها بسبب إقامتها دعوى خلع ضده ورفضها الإنفاق على إدمانه المخدرات.. وإليكم التفاصيل.


أسماء من أسرة متوسطة الحال في الصعيد، كان عمرها حينئذ ثماني عشر عندما، أحبت زوجها في لقاء جمعهما صدفة، وبعد قصة حب كانت حديث الأهالى والأصدقاء تحدت  أسرتها وتزوجت منه، لكنها يبدو أنها كانت تعشق السراب.


 مشت طريق معاكس لأحلامها، تمنت بعد اكتشاف حقيقة الزوج أن تعود بها الأيام وتنصت لكلام والديها، لكنها الحياة التي تحمل بين طياتها إخفاقات ونجاحات.


 تلك الزوجة شعرت أن حياتها مع هذا الرجل كلها إخفاقات، فكانوا يصفونها بشجرة الصبر، لما تحملته معه من مآسي، بعد أن ارتضت أن تعيش معه في شقة بالإيجار، بمحافظة الإسكندرية، وتحديدًا منطقة القباري.


 في بداية حياتهما كانت سعيدة، يخرجان معًا تمسك بيد حبيبها وزوجها بخطى متباطئة يتبادلان كلمات الغزل والحب، لكن سرعان ما مر شهر العسل ، وحملت أسماء، وتحول الزوج، وأصبح على النقيض تمامًا عن هذا الشخص الذي أحبته، وكأنه تحول ثلاثمائة درجة، لدرجة أنها شعرت أن شخصًا ما أوقع به تحت تأثير السحر والدجل.


 الأيام والشهور تتوالى والزوجة تنجب 3 أبناء، وزوجها لا يتغير ولكن حالته تزداد سوءًا، أصبح ليله نهار ونهاره ليل، أدمن المخدرات مع أصدقاء السوء، جلسات الكيف لا تحلو إلا في توقيت متأخر من الليل، ولأن النهايات دائمًا تكون مرتبطة بالمقدمات، فكان لهذا الزوج أن يسقط في مأزق حتى يفيق من غيبوبته، ودخل الزوج السجن، لكنها قررت الصبر، وألا تتخلى عن زوجها، وتسانده في محنته وكلها أمل بأن يخرج من محنته ويتغير للأفضل، بحثت عن عمل تنفق به على أبنائها الثلاثة، وساعدها والده، وظلت الزوجة تتحمل المسئولية، لمدة أربع سنوات، مدة سجن الزوج حتى خرج من سجنه، واستقبلته زوجته والسعادة تكاد أن تقفز من وجهها، نساء قليلات استطعن اجتياز مثل هذه التجربة القاسية بنجاح، لكنها قوية.


 حاولت استعادة سيطرتها على زوجها وإبعاده عن شبح الإدمان، لكنه خرج من السجن أكثر شراسة وقسوة، كان دائم التعدي عليها وضربها، فلا يتركها إلا بعد تدخل الجيران وإبعادها عنه، ليخرج بعدها من المنزل ولا يعاود إلا مع اقتراب أذان الفجر، ازداد فى إدمان الكيف، وتحول إلى مدمن شرس لا يمكنه مفارقة سيجارة الحشيش وأنواع أخرى من المخدرات لا تعلم الزوجة المسكينة عنها شيئًا.


 الكثير من صديقاتها نصحوها بالانفصال عن زوجها وخاصة أنه لم يعد الأب او الزوج الذي يؤتمن على تربية أولاده، فهو شخص آخر غير الذي عرفته.


 شيطان في هيئة إنسان، استمرت الحياة بينهما هكذا، حتى ألقى القبض عليه للمرة الثانية في قضية مقاومة السلطات، لم تحزن الزوجة كثيرًا مثل التجربة الأولى، كثرة الضرب تولد التبلد، كما إن أسماء اختارت ألا تنفصل عن زوجها لأجل أبنائها، حتى لا يواجهوا مصيرًا قاسيًا من مجتمع لا يرحم أبناء المطلقات كما إنها ترفض نظرة المجتمع إليها على انها مطلقة، واختارت أن تُكمل فصول مأساتها بصمت، وألم دفين بين ضلوعها، وألا ترضخ أو تتألم لأحد، فقط تخيرت لقب "شجرة الصبر"، هذه المرة حكمت المحكمة على زوجها بـ5 سنوات، ولأن التجربة ليست بجديدة، فهى كعادتها تعمل سواء في وجود زوجها أو عدمه، لكن هذه المرة قررت العمل "كوافيرة"، لتلبية احتياجات أبناءها، والإنفاق على بيتها، فكانت بمثابة الأب والأم والصديق لأبنائها.


ليلة خروج دامية
أصبحت الزوجة غير عابئة بموعد خروج زوجها من السجن، فهو والعدم سواء، بل تتمنى أن يستمر بين أربعة جدران، ولكن تعاود الحنين لوالد أبنائها وزوجها، فهى كشجرة الصبر تتحمل الكثير ، علمت الزوجة من أحد زملائه أن موعد خروجه اقترب، لكن شعور بالفرحة الناقصة أو السعادة الباهتة، فهذه المرة تختلف عن سابقتها، الأبناء أصبحوا في المرحلة الجامعية، وابنته عمرها 20 عامًا، والصغرى 16 عامًا، والابن 18 عامًا، فماهي بفاعلة حينما يخرج الأب ويشاهده أبناءه ويتبادلون النظرات مع أب كسره الإدمان وحوله إلى مجرد شبيه رجل أو شبح إنسان، كانت الزوجة تحمل مشاعره متناقضة وأوجاع وآلام قاسية على قلبها، ولا تعرف ماذا تفعل؟، لكن الزوج كعادته خرج غير مكترث بشيء، عاد إلى منزله، لمح أن الوضع اختلف نوعًا ما فخمس سنوات كفيلة لتغيير كل شيء، الأبناء اختلفوا وأصبحوا كبار، وكذلك زوجته كسا المشيب شعرها، ولم تعد تقابله بابتسامة أو فرحة مزعومة لكنها هنأته بالخروج واسقبلته، وكعادته دخل إلى حجرته في الليلة الأولى وطلب من أسماء إعداد الطعام ونام حتى اليوم التالي.


استيقظ الأب مبكرًا، جلس مع زوجته وبنتيه وابنه صاحب الـ18 عاما، بدأ يتحدث معه، وبدأ ينسجم مع والده ويأخذه معه في سهراته حتى علمه شرب المخدرات، وأصبح الابن مدمنًا مثل والده، لدرجة أنهما يتعاطيان المخدرات في المنزل سويا، شعرت الأم بخيبة أمل وتمنت لو أنها انفصلت عن زوجها منذ سنوات، لأن ابنها هو الضحية وليس الأب فقط، وفى أحد الأيام تقدم شاب لخطبة ابنته الكبرى، وأثناء الحديث سخر من الشاب وانتهت الجلسة بضرب الشاب والاعتداء عليه أمام الجيران دون أي سبب، وهنا خرجت الزوجة وبناتها من شقة الزوج المدمن، وقررت الابتعاد إلى الأبد وأقامت دعوى خلع، ذكرت فيها جميع الأسباب السابقة.


بعد علمه برفع زوجته دعوى خلع، تعدى عليها بالضرب المبرح هي والبنات وتدخل الجيران لفض الاشتباك بينهم ليخلصوهم من يده وأخرجوه  من المنزل، مما أثار غضبه وقرر أن ينتقم منها فانتظرها على بداية الشارع وتسلل من خلفها وأمسك بها وشل حركتها وانهال عليها بسلاح أبيض "مطواة"، ومزق وجهها وأحدث بها إصابات بالغة في مختلف أنحاء الجسم وأصابها ايضًا بنزيف داخلي بالبطن وثقب بالرئتين حتى سقطت على الأرض والدماء تغمر وجهها وظل يضربها بركلات بقدمه حتى تجمع الأهالي ونقلت إلى المستشفى لتلقي العلاج، وأخطر قسم الشرطة وتحرر محضر بالواقعة ضد الزوج "ع.م.ع"،وتولت النيابة التحقيق.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة