قبة عمارة تيرينج
قبة عمارة تيرينج


حكايات| أسطورة عمارة «تيرينج» التاريخية.. بيت أشباح تعلوه «مشنقة للأزواج»

نادية البنا

الخميس، 15 أكتوبر 2020 - 11:46 م

 

«لعنة تمثال أطلس».. «غرفة المشنقة».. أسطورتان التصقت لعنتهم بأكبر مبنى تجاري في الوطن العربي فترة ما قبل الاحتلال البريطاني على مصر، وظلت تلك اللعنة تحاوط المبنى الآثري الضخم، فكتبت عليه الغرق في بحور النسيان، ليظل مهمل ولا يجرؤ أحد على الاقتراب من "عمارة تيرينج" أو التصوير.


فمن يحاول أن يرى «التمثال الملعون، وغرفة المشنقة»، يمكنه أن يراهم عن بُعد من وبشكل واضح من أعلى كوبري الأزهر، ولكن إذا حاول الوصول إلى العمارة نفسها، فسيحاوط بالعديد من المواقف التي تثير القلق.

 

لذلك قررنا كشف حقيقة اللعنة التي أصابت "عمارة تيرينج"، وما هي رواية تمثال أطلس وما علاقته بذلك المبنى العريق، وهل هناك حجرة للمشنقة بالفعل، ولماذا أطلقت تلك الأساطير.

 

 

سر لعنة «تمثال أطلس»
كان أطلس هو أحد آلهة الإغريق الجبابرة الأقوياء شارك في حرب ضد الأولمبيين سميت بحرب الجبابرة ولكنه خسر، وحكم عليه أن يرفع قبة السماء على كتفيه، يظل حاملها إلى أن ينتهي الكون... وتأكيدًا لتلك الأسطورة صنع الإغريقيون تماثيل لرجل قوي البنية يقف بلا ملابس ويحمل على كتفيه كرة تمثل قبة السماء، وتم تداول هذا التمثال في العالم أجمع وما زال يصنع منه مستنسخات معدلة، ويوجد أعلى سطح عمارة تيرينج غرفة صغيرة غامضة يعلوها أربع تماثيل لأطلس يحملون كرة تمثل الكرة الأرضية كما يقول البعض وكانت تلك الكرة تضئ ليلا وتنطفئ نهارًا وقت بناء العمارة، وعقب طرد مالك عمارة تيرنج الفرنسي من مصر ووضع الاحتلال البريطاني يده عليها، ترددت الأقاويل حول تلك اللعنة الأولى التي حلت على تمثال أطلس وصاحب تيرينج، وأوقفت نشاطها بعض الوقت.

 

«غرفة المشنقة» وخروج الأشباح
رغم مرور عقود طويلة على بناء عمارة تيرينج إلا أن أسرارها وأساطيرها لم تنته، فغرفة القبة التي تعلو العمارة هي كل ما يستطيع المارة رؤيته من المبنى، والذي يثير فضولهم ليعرفوا ما هذا المكان، وعند سؤال الباعة بمنطقة العتبة، أين يوجد هذا المكان وما هي قصته،، لم نجد إلا كل ما هو اسطوري.


فالرواية الأولى أن تلك الغرفة على سطح عمارة تيرينج هي غرفة مشنقة مغلقة منذ مئات السنين، يعلوها تماثيل يخرج منها اشباح كل من تم شنقهم بها لذلك يخاف الكثيرون من استمرار البحث عن تلك الغرفة المسكونة .

والرواية الثانية أن تلك الغرفة كان يستخدمها الضباط الانجليز وقت الاحتلال البريطاني، حيث كانوا يصعدون لسطح العمارة وبرفقتهم أي رجل يتم إيقافه هو وزوجته ويتم اغتصاب السيدة أمام زوجها ثم شنقه في غرفة المشنقة.

 

ولمعرفة حقيقة أساطير عمارة تيرينج وما هي قصتها الحقيقية تحدثت بوابة أخبار اليوم مع أستاذ التاريخ المعاصر دكتور جمال شقرة، ليوضح لنا الحقيقة.

 

 

قال أستاذ التاريخ المعاصر دكتور جمال شقرة، إن عمارة تيرينج بدأ إنشاءها في 1913 وانتهى منها 1935 وتتكون من خمس طوابق، وكانت أكبر مركز تجاري في مصر بهذا الوقت.


 وعندما فرض الاحتلال ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎني ﻓﺮﺽ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﺮﻓﻴﺔ، وقام بمصادرة ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻤﺘﻠﻜﺎﺕ التي تعود ملكيتها ﻟﻸﺟﺎﻧﺐ ومن بينهم ﻓﻴﻜﺘﻮﺭ ﺗﻴﺮﻳﻨﺞ، صاحب عمارة تيرنج.


واستكمل دكتور جمال شقرة، إن بريطانيا منحت متجر تيرينج وقتها ﺗﺮﺧﻴﺼًﺎ ﻣﺸﺮﻭﻃًﺎ ﻟﻠﺘﺠﺎﺭﺓ في ﻣﺼﺮ ﻣﻊ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ، ﻭﻧﻈﺮﺍ ﻟﻔﻘﺪﺍن المتجر ﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻹﻣﺪﺍﺩ بالبضائع فقد ﺗﻢ ﺗﺼﻔﻴﺔ ﻧﺸﺎطه ﻋﺎﻡ 1920، وﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺗﻨﻘﻠﺖ ﻣﻠﻜﻴته ﺑﻴﻦ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟملاك.


وعلق «شقرة»، على ما يتم تداوله من أساطير عن عمارة تيرينج، قائلًا: «كل ما يتم تداوله مجرد أساطير خرافية، فكل من تملكوا العمارة في الازمنة المختلفة، لم يكن لهم أي أعداء لكي يعدوا غرفة مشنقة بأعلاها، ولا يوجد دليل على أن الغرفة كانت تستخدم كمشنقة».

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة