التوك توك
التوك توك


جرائم «التوك توك» تطارد سكان المدن الجديدة.. والأهالي: «أنقذونا»

بوابة أخبار اليوم

الجمعة، 16 أكتوبر 2020 - 11:37 ص

محمد عطية

منذ مايقرب من 15 عامًا، بدأ سرطان التكاتك فى مصر، وتزايد انتشاره فى الشوارع الكبيرة والجانبية حتى الحارات الضيقة، ويوم وراء يوم، لا يخلو الأمر من خناقات ومشاكل وجرائم تحدث كل يوم من سائقيه، يحدث هذا تحت سمع وبصر الجميع؛ إلا أن المسئولين بدوا وكأنهم «شاهد ما شفش حاجة»!

‎ ولم تتوقف فوضى وعبث التكاتك داخل المناطق الشعبية بل انتشرت بصورة مفزعة في الشوارع الرئيسية والمناطق الحيوية، حتى وصلت المدن الجديدة، لا ننكر قيام بعض الحملات لمنع ظهوره فى الميادين والشوارع، لكن ماهي إلا ساعات- بعد انتهاء الحملات- ويعاود سائقو التكاتك اقتحام العاصمة الكبري مرة أخرى بكافة شوارعها!

كان أول ظهور لهذه المركبات في مصر ببعض المناطق النائية أواخر عام 2005، إلا أنه انتشر يومًا تلو الآخر دون وجود أي تراخيص له، وانتشر بشكل كبير فى القرى والأحياء المصرية، لتبدأ معه أنواع أخرى من الجرائم وطرق ارتكابها؛ من اغتصاب وقتل وخطف وتحرش.

‎جرائم
‎وتعددت الجرائم التي يرتكبها سائقو التوك توك أو تتم بمساعدتهم، وكذلك في بعض الجرائم يكون السائقون هم الضحايا، ولعل أشهر هذه الوقائع، حوادث السرقة والقتل، على سبيل المثال ما ورد في بلاغ تلقاه مدير أمن الجيزة من أحد المواطنين يدعى «صلاح» يفيد تعرضه لسرقة هاتفه المحمول عن طريق المغافلة أثناء سيره بدائرة قسم أكتوبر ثاني على الفور أمر مدير الأمن بتشكيل فريق بحث جنائي لتحديد الجناه، وبتفريغ الكاميرات بالقرب من محل الواقعة، وبعمل التحريات اللازمة قيام 5 أشخاص لاثنين منهم معلومات جنائية مسجلة، بتكوين تشكيل عصابى فيما بينهم تخصص نشاطه الإجرامى فى ارتكاب جرائم سرقات المحمول عن طريق المغافلة، متخذين من دائرة قسمى شرطة ثان وثالث أكتوبر مسرحًا لمزاولة نشاطهم الإجرامى،  وبتقنين الإجراءات الأمنية وبإعداد الأكمنة الثابتة والمتحركة تم ضبط المتهمين، بمواجهتهم اعترفوا  بارتكاب الواقعة وتحرر محضر بالواقعة وإخطار النيابة.

وفي واقعة أخرى تفأجات سيدة أثناء مرورها برفقة ابنها دلف أحد الأشخاص وراءها بتوك توك وبمجرد أن وصل بمكان مظلم تحرش بها وحاول الإمساك بأماكن حساسة من جسدها، حاولت السيدة الهدوء من أجل طفلها وفكرت بفكرة جهنمية فطلبت منه رقمه كونها ستعاود الاتصال به مرة أخرى للقاء سويًا، ثواني ووصلت إلى المنزل وتركت صغيرها وذهبت إلى قسم شرطة ثان اكتوبر تطلب مقابلة رئيس المباحث وبمجرد دخولها بدأت تشرح له ما حدث، سرعان وانتقل لتفريغ الكاميرات للتأكد من صحة الواقعة، وبينما عاد مرة أخرى فكر رئيس المباحث بخطة فطلب منها استدراج السائق وايهامه بلقاء لإقامة علاقة معه، بالفعل وبعد وضع الخطة وبتقنين إجراءات ضباط المباحث، تمكن ضباط المباحث من ضبطه حال وصوله إلى المنزل، واقتياده إلى القسم وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة وتحرر محضر بالواقعة وأخطر مدير أمن الجيزة، الذي أمر بإحالته إلى النيابة العامة.

‎يجلس رئيس مباحث قسم شرطة أكتوبر ليتلقى بلاغًا من الأهالي بوقوع جريمة قتل في أحد الشوارع الجانبية بمنطقة 6 أكتوبر، سرعان ما انتقلت قوة من المباحث إلى مكان البلاغ، وتم ضبط المتهم، وبالفحص تبين أنه صاحب توك توك، وتعدى عليه عاطلان حاولا سرقة التوك توك الخاص به مما أدى إلى وفاة أحدهما بينما فر الآخر هاربًا، على الفور تم اقتياده إلى ديوان القسم بينما امر رئيس المباحث بسرعة إعداد عدة كمائن لضبط المتهم الهارب، وإخطار النيابة العامة.

‎قرارات صارمة ولكن!
بعد انتشار تلك الجرائم البشعة لجأت الحكومة في عام 2008 إلى استصدار القانون رقم 121 لسنة 2008 بقانون المرور، الذي اعترف بضرورة ترخيص التوك توك، حيث يشير في المادة الخامسة إلى توفيق أوضاع التكاتك وترخيصها خلال 6 أشهر، وتحديد أماكن سيرها مع التحذير من سيرها في الطرق السريعة والمدن وخارج المحافظات ولجأت إلى فرض الغرامات على أصحاب المركبات الغير مرخصة ووصلت قيمة الغرامة إلى 5 آلاف جنيه.

وفي عام 2014 أصدر وزير التجارة والصناعة  قرارًا وزاريًا رقم 105 لسنة 2014، لوقف استيراد التوك توك ومكوناته والدراجات النارية، إلا أن قرارًا أعقبه حمل رقم 107 لسنة 2014، بإضافة بنود تخص الإفراج عن الشاسيهات والمواتير لإنتاج التوك توك محليًا، وكانت تلك محاولات لمنع وجود التوك توك داخل مصر لكن في النهاية لم تضع حدًا قاطعًا للأزمة، بالإضافه إلى تعديل قانون المرور بمصادرة «التوك التوك» في حال سار بدون ترخيص أو لوحة معدنية، ووقتها بالفعل بدأت الحملات والمصادرات وغيرها من قبل رجال الشرطة، لكن لم يمر سوى أسابيع بسيطة «وعادت ريمة لعادتها القديمة» لتعود معها الجرائم لكن تلك المرة بشكل أبشع مما سبق.

‎  ومنذ عام تقريبًا ومع زيادة عدد جرائم التوك توك قرر رئيس مجلس الوزراء عملية إحلال التوك توك بوسائل مواصلات أخرى مثل «المينى فان» فهي أكثر أمانًا وتحضرًا، بل قرر توفير قروض ميسرة لمساعدة سائقي التوك توك باستبداله بسيارات «الميني فان»، وقتها بدأت الحملات من جديد بشوارع العاصمة للسيطرة على التوك توك بشوارع ووضع لافتات تمنع سيره بالمدن والمناطق والشوارع الرئيسية، لكن بعد بضعة أيام عاد وباء التوك توك من جديد وكأن شيئًا لم يحدث ، لكن تلك المرة كان اكثر بشاعة لأنه احتل أحياء وشوارع المدن الجديدة الأكثر هدوءًا.

‎من ينقذنا؟!

انتقلت «اخبار الحوادث» إلى مدينة 6 أكتوبر حيث الأحياء الراقية والهادئه لنفاجأ بسير التوك توك بالشوارع الرئيسية رغم وجود لافتات تمنع سيرها، ليس فقط بل تواجدها بجميع الأحياء الجديدة، توجهنا إلى هناك وتحدثنا مع بعض الأهالي؛ وبدأ الحاج مصطفى حديثة قائلاً: انا اسكن أنا واسرتي بالحي 300 بمنقطة التوسعات الشمالية التابعه لمدينة 6 أكتوبر فهي منطقة جديدة وهادئة للغاية وبجوارها الكثير من الكامبوندات الراقية ورغم كل ذلك ينتشر التكاتك هنا بشكل رهيب وهذا يمثل خطورة على أولادي وبناتي، ولأن المنطقة هادئة تمامًا فمن الممكن أن يتسبب التوك توك  في سرقة أحد أو التحرش بهم خاصة في ساعات الليل حيث تكون شوارع المنطقة شبه خالية من المارة، وعندما فكرت بالشراء في مدينة جديدة وهادئة وراقية كان هدفي وحلمي هو الخروج من العشوائيات والتكاتك وضجيجها وتسببها في الكثير من الكوراث، فهل جئت الى هنا لأجد ما تركته؟!

أما المواطن «أحمد» الذي يسكن بالمنطقة ذاتها، فيقول: التكاتك تظل تسير ليلاً بالمنطقة وهذا يسبب لي القلق والخوف وحدث من فترة أن ابنتي تعرضت للسرقة من أحدهم وبعدما اتصلت بي هرولت إليها، وحاولنا الإمساك بالسائق لكن لم نلحق به، فأين رئيس الجهاز الذي خرج لنا عشرات المرات ووعدنا بالسيطرة عليها والقضاء عليها نهائيًا من اكتوبر ولكن لم يف بوعده!

‎ وانتقلنا إلى ميدان الحصري فوجدنا العشرات من التكاتك برغم وجود لافتة على بعد أمتار قليلة منها تمنع سيرها، ومن هنا بدأنا بسؤال الأهالي، ليقول لنا «محسن»: ازاي أكون ساكن في منطقة زي اكتوبر وشاري شقة بملايين وأجد التكاتك على أول الشارع بهذا الشكل، ليس فقط بل إنها تسير عكس الطريق بسرعة جنونية ولا ترعي المارة أوالسيارات، واضاف؛ يجب إنهاء منظومة التكاتك من المدينة كلها، والسؤال الذي لا أجد إجابة له دائماً: من الذي سمح لهم بالسير هنا وفي قلب مدينة جديدة؟!

‎وتضيف المواطنة «ميار»: بدأت اشعر بالخوف والقلق أثناء سيري في شوارع مدينة 6أكتوبر بسبب التكاتك المتزاحمة في كل مكان، وأوقات كثيرة يقترب مني التوكتوك في محاولات للتحرش بي؛ حتى أصبحت 6 اكتوبر مدينة مخيفة فأنا اتذكر جيداً أول ما جيت أكتوبر مكنش فيها تكاتك، وكانت رغم أن شوارعها كانت تكاد تخلو من المارة، إلا أنني كنت اشعر بالأمان أكثر!


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة