الزوجة الضحية مع زوجها
الزوجة الضحية مع زوجها


رئيس صندوق المأذونين: الحل في إصدار «كارنيهات» مؤقتة.. وتفعيل المأذون الإلكترونى

المأذون الفنكوش.. «بعد 8 سنوات اكتشفت أن زواجها لم يوثق»

بوابة أخبار اليوم

الجمعة، 16 أكتوبر 2020 - 01:31 م

 

حبيبة جمال

قصة غريبة بكل ما تحمله الكلمة من معان، أشبه بروايات السينما والأفلام العربية .. قصة فتاة تزوجت من شاب وأقاما حفل زفاف عائلي كبير، وفجأة بعد ثمانية أعوام اكتشفت بأن وثيقة الزواج مزورة وغير مسجلة في الأوراق الرسمية، وأن زواجها حيلة ابتكرها هذا الرجل بمساعدة أسرته للإيقاع بها..

 

أعد مسرحية كاملة وأحضر شخصًا مثل دور المأذون، وبعد سنوات تكتشف تلك الزوجة المسكينة الحقيقة وأنها وقعت ضحية مأذون فنكوش.. تفاصيل أكثر نسردها لكم في السطور التالية.

 

داخل شقة بسيطة بمنطقة شبرا مصر، عاشت ثناء مع أسرتها الصغيرة، فتاة جميلة الملامح، عندما كبرت واشتد عودها، تقدم لها شاب للزواج منها، وسرعان ما رزقهما الله بطفلين، ولكن عرفت المشاكل طريقها لهما، فلم تجد أمامها حلا سوى الانفصال عنه، وأخذت الطفلين وعادت لمنزل أسرتها، وقررت أن تعيش حياتها لهما فقط، فخرجت لسوق العمل لكي تنفق عليهما، فعملت داخل مكتب ملابس، وهناك تعرف عليها هاني، حاول التقرب منها أكثر من مرة، ولكنها كانت ترفض.

 

وذلك لأنه متزوج ولديه من الأبناء اثنين، أبلغها أنه يريد الزواج منها، حاول إيقاعها بكافة الحيل، حتى أبلغها أن هناك مشاكل بينه وزوجته، فوجدت نفسها محاطة يوميَا بكلامه المعسول، لدرجة أن والدته ذهبت لمنزل أسرتها وطلبت خطبتها، وزوجته اتصلت بها وأكدت لها حدوث مشاكل بينهما واستحالة العيش بينهما، فرضخت ثناء له في النهاية وقررت الزواج منه، واتفقا على موعد الزفاف أن يكون شهر أكتوبر من عام ٢٠١٢، لتبدأ المأساة منذ هذا التاريخ.


يوم الزفاف
«عريس وعروسة.. مأذون وشهود... أهل وأصدقاء»، مشهد زواج شرعي مكتمل الأركان كما اعتدنا على رؤيته، فرحة كبيرة للجميع، ارتدت ثناء فستانا بسيطًا وزفت لعريسها والتقطت الصور التذكارية، وانتهى الحفل دون أن يخطر ببال أحد أن ما حدث أشبه ما يكون بالكاميرا الخفية.

 


عاشت ثناء معه، وبدأت حياتهما الزوجية، قررت مساندته والوقوف بجانبه في كل صغيرة وكبيرة، وجدت فيه من سيعوضها عن أيامها، بنت معه حياة جديدة، لدرجة أنها أصبحت تمتلك محلًا كبيرًا، ثم بدأ يستنزفها ماديًا – على حد قولها-، ثمانية أعوام مضت دون أن تشك فيه لحظة واحدة، لتشاء الأقدار أن تنكشف الحقيقة، وذلك عندما أبلغها أنه يمتلك شقة سوف يبيعها، ويأخذ مكانها شقتين إيجار قديم لها ولزوجته الأولى، وبعد فترة عندما أرادت أن تذهب لتلك الشقة اكتشفت كذبه، من هنا بدأت الحقيقة تنكشف خطوة بخطوة، وفي يوم من الأيام تفاجأت برسالة لها عبر تطبيق الواتساب بأن زواجهما الذي تم كان عرفيًا، وأنه طلقها، وسرق وثيقة الزواج من الشقة، ولكنها كانت تحتفظ بصورة منها.

 


 حالة من الصدمة انتابتها وكاد عقلها يذهب بها نحو الجنون، حاولت التواصل معه لمعرفة الحقيقة، فاكتشفت أنه تزوجها من أجل الأموال، وذلك بناء على رسائل صوتية أرسلتها لها زوجته الأولى.

 


رحلة بحث قطعتها ثناء للخروج من المأزق الذي وجدت نفسها فيه، ذهبت للسجلات ولكنها وجدت أن الوثيقة غير مسجلة، فذهبت للمأذون المكتوب اسمه ولكنها اكتشفت أنه شخص آخر ولا يعرف عن هذه الوثيقة شيئًا، حاولت أن تصل لحل مع زوجها بشكل ودي قبل أن تتخذ إجراءات قانونية ضده ولكنه رفض، فذهبت وحررت له محضرًا في قسم الساحل، ثم ذهبت لإقامة دعوى إثبات علاقة زوجية، وتحددت لها جلسة في شهر أكتوبر الجاري، تلك هي القصة كاملة كما قصتها علينا ثناء، مطالبة بأن تأخذ حقها، فحالتها المادية تدهورت بشكل كبير لدرجة أنها أصبحت بائعة متجولة في الشوارع، فتقول: «كل ما طلبته منه أن يعطيني خمسين ألف جنيه لكي استأجر شقة للمكوث فيها مع أولادي، وأن يتزوجني رسميًا ويطلقني، ولكنه رفض، لذلك لم أجد أمامي سوى القانون، وهناك أرفقت مع المحضر كافة الصور والمحادثات الصوتية، ولكن حتى الآن لم يحدث جديد، فكل ما أريده هو حقي فقط».

 


المأذون الفنكوش
لم تكن ثناء هي الزوجة الوحيدة التي وقعت ضحية لأشخاص يؤدون دور المأذون، فهناك حالات مشابهة لذلك، فمنذ عدة شهور تقدم النائب محمد زين وكيل لجنة النقل بمجلس النواب، بطلب إحاطة يتطرق فيه لمشكلة الأشخاص الذين ينتحلون صفة مأذون، وأشار لوجود حوالى ٤ آلاف منتحل صفة مأذون، لذلك تواصلنا مع إبراهيم سليم، رئيس مجلس إدارة صندوق المأذونين للوصول لحل وكيف نتجنب مشكلة انتحال صفة المأذونين، فقال: «انتشرت فكرة انتحال صفة المأذونين بصورة كبيرة جدًا منذ فترة وخاصة لزواج القاصرات، والمتضرر الوحيد في تلك العملية هي الزوجة، ولكن يجب أن نوضح أن عقد زواجها حتى ولو أنها وقعت ضحية لمأذون مزيف فهو عقد سليم من الناحية الشرعية، وأنها كانت تعيش معه في الحلال وذلك لتوفر الأركان الشرعية فيه، وهي الزوج والزوجة والوكيل والشهود».

 


واستكمل قائلًا: «فكل منطقة لها مأذون معروف وتابع للمحكمة في نفس المنطقة، فمن الممكن بعد الزواج بسبعة أيام تذهب للمحكمة التابعة لها وتكشف عن الوثيقة، أيضًا عقود الزواج يتم تسجيلها في الأحوال المدنية، فبعد ٣٠ يومًا أو ٤٠ يومًا من كتب الكتاب، تذهب لسجل الأحوال المدنية تطلب وثيقة زواج كمبيوتر مميكنة، هذه الطرق تسطيع من خلالها التأكد من صحة الوثيقة».

 


وعن الحلول المقترحة لتجنب فكرة انتحال صفة مأذون، قال: «نناشد وزارة العدل بعمل كارنيهات مؤمنة معروفة ومعلن عنها بعدد المأذونين الشرعيين على مستوى جمهورية مصر العربية، كما نطالب بسرعة تطبيق فكرة المأذون الإلكتروني، كما أننا نحتاج تعاون من مباحث الأموال العامة في حالة التقدم ببلاغ ضد منتحلي الصفة».

 

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة