صورة ارشيفية
صورة ارشيفية


حكاية خطيئة.. وضحية الحب الحرام‎

علاء عبدالعظيم

الجمعة، 16 أكتوبر 2020 - 07:08 م

 

الذنب سوف يثقل كاهلها أمام الخالق عز وجل، حيث لم تتذكر يوما بأن طفلها الذي كانت تحمله داخل أحشاءها، ونسيت ضعف طفولته، ومسكنة صغره، لايزيدها نومه إلا ثقلا، وضعفا، ولم تراودها نفسها ولو لبرهة، وقررت التخلص منه خشية الفضيحة بمساعدة زوج أمها، وقتلا روحا بريئة مطمئنة لم تلحق أن ترتوي من ماء الدنيا.

تعددت لقاءات الحب المحرم بينها وبين ابن قريتها، الذي كان يمطرها بكلمات الحب والولع، وغاصا في بحر من الحب الحرام، معتقدة زواجه منها، وبعد مرور الأيام، شعرت بأعراض الحمل، وهرولت مسرعة تخبره بقدوم ثمرة حبهما المحرم، ووقعت المفاجأة على رأسها كالصاعقة، وبدأت كلمات الحب والولع إلى كلمات السخط، وأخذ  يماطلها، ويتهرب منها، بعدما باءت كل محاولاتها معه بالفشل، للاعتراف بالطفل.

 

مرت عليها الأيام، بطيئة متثاقلة، تقضي نهارها في حيرة، وندم، وتبيت ليلها في هم ونكد، فلم تجد سبيلا إلا أن تخبر والدتها، التي أطلقت صرخات مكتومة، تمزق احشاءها، من هول المفاجأة، والفضيحة ستتردد على ألسنة أهل القرية، وقبل طلوع الشمس، تسللت الأم وابنتها خلسة، وتركتا القرية، واصطحبتها للاقامة معها بمدينة السلام بمحافظة القاهرة، أثقلت رأسها بالتساؤلات، واعتقدت بأن موت الطفل هو الخلاص من الفضيحة، ورسمت خطتها بمساعدة زوج أمها، وقامت بخنق الطفل دون رحمة أو شفقة، بعدما، أحكمت قبضتا يديها حول رقبته الضعيفة، ولم تتركه إلا وهو جثة هامدة، بعدما تحجر قلبها، وتجردت من كل معاني الإنسانية، وبدموع التماسيح، حملته وتوجهت إلى المستشفى، وبدموع كاذبة، تروي للطبيب حالة طفلها، وأثناء توقيع الكشف الطبي، علت وجه الطبيب الدهشة، عندما وقعت عيناه على وجود آثار كدمات حول رقبته.

 

انتقل على الفور المقدم، قدري الغرباوي، رئيس مباحث قسم شرطة السلام، وبورود التحريات، التي أشرف عليها العميد، حازم الدربي، رئيس مباحث القطاع، وبتضييق الخناق على الفتاة، التي أنكرت عدم قتل طفلها الرضيع، بمساعدة زوج والدتها، واعترفت بالجريمة، وذكرت أنها أرادت أن تتخلص، من الطفل بعدما حملت سفاحا من ابن قريتها الذي أنكر نسب الطفل له، وباءت كل محاولاتها معه بالفشل.

تم تحرير المحضر اللازم، وأحالهما اللواء، نبيل سليم مدير مباحث العاصمة إلى النيابة، التي صرحت بدفن جثة الرضيع، ضحية الحب الحرام بعد العرض على الطب الشرعي، وتقرر حبسهما ٤ أيام على ذمة التحقيقات.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة