خالد رزق
خالد رزق


مشوار

صحافة لا تعرف الرخيص

خالد رزق

السبت، 17 أكتوبر 2020 - 06:30 م

هى ليست المرة الأولى التى أكتب فيها عن أستاذنا الكاتب الكبير الأستاذ جلال دويدار وهو رئيس تحرير الأخبار الذى عملت تحت رئاسته للفترة الأطول فى حياتى المهنية، وقد ترك هذا الموقع قبل نحو 15 عاماً، وعليه فلا حرج والأكيد أنى إذ أكتب فإنما امتناناً لأستاذ ومعلم، وليعرف جيل جديد من الصحفيين الذين لم يعاصروا كبارنا ويتلقوا عنهم أصول المهنة وأخلاقياتها قبل أن يتلقوا حرفتها.. كيف كان هؤلاء ولماذا كانوا ويبقون كباراً وكيف صنعوا للصحافة مكانة كبيرة.
وعن أستاذى أذكر موقفين اثنين يجسدان كيف تكون الصحافة صاحبة عقل وضمير يتحكمان بمنهجها ويرعيان فى منطلقاتها صالح الوطن والمجتمع، الأول كان فى النصف الثانى من التسعينات أو ربما بدايات الألفية، وقتها انتشر وعلى نحو فج تناول الصحف المصرية لأخبار جرائم الجنس، إلا جريدة الأخبار رئيس تحريرها الأستاذ جلال رفض لها الانجرار لهذا المستنقع وبالمناسبة هى بعدها تسير على النهج الذى رسمه ، درس الأستاذ جلال أنك إن بدوافع الحرص على زيادة التوزيع لجأت لصحافة رخيصة، تكون بدورك رخيصاً وهو رخص لا يليق بالمهنة وبالصحفى وبجريدة تحترم دورها.. واليوم أنظر إلى كثير من المواقع والصحف وبعضها يحقق انتشاراً فأشعر أنى غريب عن هذه المهنة.. درس آخر تعلمته وأذكر بوضوح أنه كان فى عام 2004 وقتها كانت الدنيا تضج بالحديث عن مشروعات قومية عملاقة تقام تحت رعاية الرئيس المخلوع حسنى مبارك، وأوفدنى الأستاذ لإعداد تحقيق عن ما كان يعرف بالمنطقة الاقتصادية شمال غرب خليج السويس، وبدلاً من تحقيق عن مشروع قومى عملاق ناجح قدمت تحقيقاً عن وهم كبير يسوقه رجال أعمال نافذون حينها وبعضهم، كانوا حصلوا على أراضى المشروع، وبغير تردد نشره الأستاذ ولسان حاله يقول إن الصالح الوطنى والحقيقة فوق كل شيء
أثار الموضوع ضجة وتلقيت تهديدات مباشرة من عصابة المنتفعين، ووظف أحدهم أسلوب التهديد والرشوة فى آن واحد لأنفى ما سبق وقدمت من حقائق أو سيجد هو من ينشره بالأخبار، ولجأت للأستاذ فكان رده بسؤال من الذى نشر التحقيق قلت أنا فرد لا أنا من نشرت التحقيق ونحن لا نغير حقيقة وليرينا هؤلاء أقدارهم.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة