إلهام أبوالفتح
إلهام أبوالفتح


لحظة صدق

مع دخول المدارس.. اللهم أعوذ بك من هجوم الكورونا !

بوابة أخبار اليوم

السبت، 17 أكتوبر 2020 - 06:40 م

كل عام والأسرة المصرية بخير بمناسبة عودة المدارس، ومع دعواتنا أن ينجى الله مصر من كل سوء ويديم علينا نعمة الأمن والصحة، فمازالت تحذيرات الرئيس أول أمس من الموجة الثانية من كورونا تحمل كل معانى الحيطة والحذر من الوباء اللعين، إذ يجتاح العالم للمرة الثانية فى موجة أعنف وأشرس وكل يوم تحمل لنا الأنباء أرقاما مفزعة عن بطشه واستفحاله، ومن حسن حظنا أن حكومة مصر اتخذت الإجراءات الأعنف فى المواجهة منذ الأيام الأولى لانتشاره، حين قرر الرئيس تخصيص مبلغ 100 مليار جنيه لمواجهة الكارثة، ورغم ضخامة هذا الرقم إلا أن هذه الميزانية التى ضوعفت أرقامها بعد ذلك كشفت عن عمق الرؤية بخطورة هذا الوباء، وكلنا يعرف التعويضات التى تم تخصيصها للعمالة الموسمية والمعاشات والعزل والطوارئ والتباعد والإغلاق التى اتخذتها حكومة الدكتور مصطفى مدبولى، فكنا أول من بدأ الإجراءات الحاسمة وآخر من خففها!
لكن الآن.. مع الموجة الثانية من كورونا، وتصاعد أعداد الإصابات إلى أرقام خيالية، واقتراب عدد الإصابات فى أمريكا من 9 ملايين والوفيات وصلت إلى 300 الف ودخلت الهند المنافسة بـ 8 ملايين إصابة و113 ألف وفاة، وتقترب منها البرازيل وتتسارع وتيرة الإصابات والوفيات فى باقى الدول الأوروبية، حتى روسيا التى أعلنت عن التوصل إلى فاكسين للعلاج تسارعت فيها أرقام الإصابات من مليون ونصف المليون معلنة و25 ألف حالة وفاة من أعلنت عن الفاكسين!!
أعود إلى مصر المحروسة بسلامة الله، يجب أن تكون الأرقام المفزعة من حولنا جرس إنذار لنتخلى عن حالة اللامبالاة التى نعيشها حاليا، فرغم أن الحكومة وكل السلطات لم تخفف من الإجراءات الاحترازية وقد شاهدنا الرئيس السيسى وكل المسئولين خلال المؤتمرات والمناسبات الاحتفالية والاجتماعات لا يتخلون عن الكمامة ويلتزمون التباعد، إلا أن الشارع غير ذلك، فباستثناء البنوك والمستشفيات فإن الإجراءات الاحترازية لا تحترم فى المحال والمواصلات والأسواق التجارية، وفى بعض أماكن العمل لا تكاد تشعر أن العاملين فيها سمعوا عن الوباء اللعين!
وأمام هول ما أسمع وأشاهد عن احتمالات الموجة الثانية فى نظر العلماء، وأقرأ عن سيناريوهات تفيد بأن الوباء سيستمر إلى نهاية عام 2021، محققا إصابة لا تقل عن 70% من سكان العالم، وخاصة مع ظهور حالات «اللا أعراض»، إى الإصابة والقابلية لنقل العدوى قبل ظهور الأعراض، فإننى أحذر من سيناريوهين لا ثالث لهما؛ الأول: أن القدرة على المواجهة تعتمد على تدابير الإغلاق المعمول بها ومدى التزام الناس بالإجراءات الاحترازية مهما كانت درجة الثقة فيمن تواجه أو تصافح أو تعمل معه أو تعيش، ويتطلب ذلك فرض إجراءات صارمة من التباعد على مدى العام المقبل.. ولا مجال للهزار أو التهاون لأن العلماء يحذرون من تكرار وباء إنفلونزا عام 1918 والذى أودى بحياة ما يصل إلى 50 مليون شخص حول العالم!
أما السيناريو الثانى فهو أن يلتزم معظم الناس الإجراءات الاحترازية ويكونون على قدر المسئولية..ولا نهمل حتى لا نستيقظ على الكارثة التى تعيشها الدول الأوروبية وأمريكا الذين ظنوا أنهم فى مأمن فأتتهم الموجة الثانية من الوباء من حيث لم يحتسبوا..!
ومع بداية دخول المدارس أتمنى من الله أن نلتزم بالحيطة والحذر لأن التهاون فى التباعد الاجتماعى فى الفصل الدراسى وفى حوش المدرسة كما هو فى المصنع والمواصلات والتجمعات سيضعنا فى اختيارين أحلاهما مر إنه الاختيار بين أن نعيش حياتنا باستهتار ولا مبالاة وحتما النتيجة ستكون كارثية، أو أن نطبق الإجراءات بجدية ودون أى تهاون حتى نجتاز هذه المرحلة الصعبه، مدركين أن حياتنا وحياة أحبائنا تبدأ حين نحافظ على سلامة وحياة الآخرين اللهم أعوذ بك من هجوم الكورونا.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة