حمدى الكنيسى
حمدى الكنيسى


يوميات الأخبار

نحن معك: «لا تصالح»

بوابة أخبار اليوم

السبت، 17 أكتوبر 2020 - 06:56 م

 

الأبناء أطفالاً وصبايا وشباباً صار لكل منهم عالمه الخاص تحيط به اسوار الموبايل والآى باد واللاب توب.

عندما يتأكد - يوما بعد يوم - توالى الانجازات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية منذ انطلقت ثورة ٣٠ يونيو (شعبياً وعسكريا) تتحرك من جديد ماكينة دعوات المصالحة الإخوانية والتوسل لنسيان ما اتضح من وجه الجماعة عندما اختطفت الحكم بعد ثورة يناير، وسرعان ما تكشفت نواياها وافكارها الحقيقية وتحركت خلاياها التنظيمية بصورة وحشية فى «رابعة» و «النهضة» ثم الاعتداءات البربرية على الكنائس وحتى داخل بعض المساجد ضد من لا يكونون معهم، وبلغت العدوانية ذروتها اللا أخلاقية بتدبير وتنظيم الحملات الدعائية عبر الفضائيات القطرية والتركية، والكتائب الالكترونية بهدف التشكيك فى الانجازات والتشويه للنجاحات وصولاً إلى الهدف الأكبر وهو ضرب الاستقرار، وإفشال وإسقاط الدولة.
لذلك رحب الوطنيون الحققيون بالرد الحاسم الصارم على تلك الدعوات الخبيثة حيث قال الرئيس السيسى: كيف يمكن التصالح مع  من يريدون هدم مصر؟! لقد بقيت معهم - اثناء حكمهم - عاماً ونصف العام  أحاول ان افهم واصل الى نواياهم حتى ظهروا بوجههم الخفى، ثم قالها - بالبلدى - اصالح ازاى اللى عايز يهد البلد. ويأذى الشعب ويضيع ١٠٠ مليون؟!
وكان من الطبيعى أن نرحب بهذا الرد المنطقى العملى قائلين له: نعم لا تصالح. لا تصالح وبالمناسبة يبدو أن هناك من قالها «لا تصالح» منذ عشرات السنوات وان كان النداء مرتبطاً وقتها يرفض التصالح مع العدو الصهيونى، وإذا بما قاله ينطبق بشكل أو بآخر على العدو الإرهابى.
قالها: «أمل دنقل»
لا تصالح.. لا تصالح ولو منحوك الذهب.
أترى حين أفقأ عينيك ثم أثبت جوهرتين مكانهما.. هل ترى؟!
هى اشياء لا تشترى!!
لا تصالح ولو توجوك بتاج الإمارة.. على أوجه البهجة المستعارة كيف تنظر فى يد من صافحوك.
فلا تبصر الدم فى كل كف
إن سهماً أتانا من الخلف.. سوف يجيئك من ألف خلف
لا تصالح على الدم.. حتى بدم
لا تصالح ولو قيل رأس برأس.. أكل الرءوس سواء؟!
وهل تتساوى يد سيفها كان لك.. بيد سيفها أثكلك؟!
سيقولون.. جئناك كى تحقن الدم.. جئناك - يا أمير - الحكم سيقولون.. ها نحن ابناء عم.
قل لهم: انهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك؟
لا تصالح ولو قال من مال عند الصدام.. ما بنا طاقة لاتتشاق الحسام لا تصالح.. ولو قيل ما قيل من كلمات السلام
لا تصالح ولو ناشدتك القبيلة.. باسم حزن الجليلة.. ان تسوق الدهاء.
لا تصالح: إنه ليس ثارك وحدك.. لكنه ثائر جيل فجيل
تقدير لما تحققه وزارة الثقافة من إنجازات متألقة، وتقديراً لما تشهد، الأوبرا من انشطة ثقافية وفنية متفوقة، قبلت الدعوة للمشاركة فى أمسية شاملة حول حرب أكتوبر المجيدة، وقد تحققت لهذه الأمسية (ندوة وغناء) كل عناصر النجاح من اعداد بالغ  الدقة والتنظيم يحسب لدينامو الأوبرا «آمال سعد الدين»، وإشراف عام للقدير «الدكتور مجدى صابر»، وإقبال جماهيرى رائع فى إطار الاجراءات الوقائية.
ثم كانت إدارة الندوة للصديق المتوهج فكراً وحواراً «جمال الشاعر» وتواصل تدفق المناقشات والآراء ووجهات النظر العميقة الساخنة وأسعدنى ان اشارك فيها مع الكاتب القومى الموسوعى «أحمد الجمال» والمقاتل عسكريا وسلمياً «اللواء اسامة المندوه» الى جانب ما حفلت به الامسية من ابداع التخت الشرقى (عشاق النغم) فى أجمل الاغنيات الاوكتوبرية والوطنية بصفة عامة.
وحيث ان الامسية.. بشقيها: «الندوة والاغانى» تجد طريقها الى ملايين المشاهدين عبر قناة وزارة الثقافة (ولعل قنوات ماسبيرو وغيرها تستثمرها بدورها هى الأخرى) فإننى اكتفى بإبراز أهم المحاور والنقاط كالتالى:
١ - كيف كانت حرب الاستنزاف أفضل إعداد وتمهيد لحرب أكتوبر؟
٢ -  كيف تحدى أبطال قواتنا المسلحة المستحيل بعينه متمثلاً فى الموانع الطبيعية والصناعية الرهيبة؟
٣ - توليت أنا والأستاذ أحمد الجمال واللواء أسامة المندوه الرد المفحم على محاولات نتنياهو لتشويه حجم ونتائج انتصارنا الأوكتوبرى، متجاهلاً بصفاقة كيف استغاثت إسرائيل بأمريكا لانقاذها من الانهيار والضياع كما كانت تصيح وتصرخ جولدا مائير، ولولا الدعم الامريكى الضخم بعشرات  آلاف الاطنان من الاسلحة والطائرات والمدرعات وأحدث الوسائل التكنولوجية.. لكان ضياعها الشامل.
٤ - تباينت الآراء حول الموقف العربى قبل وأثناء الحرب، لكنها اتفقت فى النهاية على التقدير والاعتزاز بالشعب العربى، وانتماء مصر التاريخى والوجودى للأمة العربية.
٥ - تأكد ان اسرائيل  ستظل العدو الى أن تقوم الدولة الفلسطينية المستقلة وتتحرر الجولان السورية وبالتالى تتراجع وتتلاشى الوجهة الصهيونية لها بروادها امثال نتنياهو واليمين المتطرف، وعندئذ تزول دواعى ومظاهر العداء.
٦ - أبدى الكثيرون من جمهور الندوة قلقاً مشروعا من انغماس الأجيال الجديدة فى مواقع التواصل الاجتماعى وما يحمله الانترنت وروافده من جاذبية احتوائية لهذه الأجيال بما قد تبعدهم عن الارتباط بقضايا الوطن، بل تؤثر بالسلب فى مشاعر الانتماء خاصة ما تحمله المواقع إياها من وساوس ودعاوى وتزييفات تستهدف ارباك العقول وتشويه الانجازات.. وهنا توقفنا ـ داخل الندوة  حول أهمية دور الإعلام بالتنسيق مع الوزارات والهيئات المعنية اجتماعياً ونفسياً ودراسياً.
٧ - ارتباطاً بهذه القضية الحيوية، عدت أنا - شخصياً - للتأكيد على أهمية وحتمية الا يكون احتفاؤنا واحتفالنا بحربنا المجيدة مقصوراً على اليوم الذى تحل فيه ذكراها حيث يتعين ان يكون ذلك على مدار العام من خلال الدراما بمختلف اشكالها، ولنا فى ذلك أسوة بفيلم «الممر» ونجاحه الجماهيرى الرائع، ومن خلال المناهج الدراسية لمختلف المراحل التعليمية، وكذلك بإقامة التماثيل لأبطال الحرب الذين حطموا اساطير اسرائيل، مع استثمار إطار الجداريات، وتكرار اسلوب  الاحتفالات الشعبية كما حدث هذا العام والاكثار من الندوات  بالتنسيق والتكامل مع الامسيات الفنية كما تجلى فيما حققته الأوبرا.
من ينقذ  جلباب أبى؟!
لا أبتعد كثيراً - أو حتى قليلا -  عما ذكرته فى السطور السابقة عن الأجيال الجديدة وما يتهددهم بتكنولوجيا وسائل الاتصال الحديثة، مما يثير القلق الآن من تفكك الروابط الأسرية، وبالتالى تراجع دور الأب وتقلص دور الأم إلى جانب اختفاء دور المعلم، إذ إن الأبناء أطفالاً وصبايا وشباباً صار لكل منهم عالمه الخاص تحيط به اسوار الموبايل والآى باد واللاب توب، وتحتويه داخلها مواقع التواصل الاجتماعى وغير الاجتماعى.
ولعل المستشار الكاتب الصديق د. خالد القاضى قد سبقنى الى الكتابة فى هذه القضية الشائكة قائلاً فيما يشبه الصياح: «سأعيش فى جلباب أبى وكأنه يدق الأجراس منبهاً الى ضرورة العودة الى احضان الاسرة واستيعاب افكار ونصائح الاب، ومعه طبعاً الام ومعهما ايضاً المعلم، وإذا تصور البعض ان هذه الصيحة تتناقض مع عنوان المسلسل الشهير لن أعيش فى جلباب ابى الذى كتبه الصديق القدير مصطفى محرم نقلاً غير مباشر عن رواية العظيم «إحسان عبد القدوس» فقد يفوتهم المعنى والمغزى البعيد عن المحور المباشر للمسلسل الذى رفض الابن خلال ممارسة نفس العمل الذى كان يمارسه أبوه، بينما المقصود الآن هو ما تمثله الافكار والقيم والمبادئ والتقاليد التى يكون الأب (والام) مصدر نقلها وترسيخها للأبناء مما يحميهم من الانزلاق الى افكار ورؤى اجنبية .. أو معادية.. أو عبثية، وهنا يكون لمفهوم «سأعيش فى جلباب أبى» ما يجسد القيمة الثقافية والاخلاقية والاجتماعية «وطبعاً الوطنية» والمهم أن يتحول «جلباب أبى» بمعناه الشامل الى حملات اعلامية وثقافية شاملة لصالح مصرنا الغالية وأمتنا العربية والاسلامية.
كلمة .. ورد غطاها
عليه العوض ومنه العوض فى سوريا التى كانت قلب العروبة النابض، فقد تحولت الى اشلاء دولة وكيانات متشرذمة ويلتهمها التغيير الديموجرافى الخطير فتفرض «تركيا العثمانية» لغتها ومناهجها الدراسية على المنطقة التى تحتلها فى الشمال، وتفعل ذلك بالضبط «إيران الفارسية» داخل محافظة دير الزور حيث يتم تغيير اسماء الشوارع باسماء الخمينى ورفاقه من الملالى وقيادات الحرس الثورى.. وفى الوقت نفس يتحول الشباب السوريون الى مرزقة يتاجر بهم إردوغان الملعون ويدفعهم الى ليبيا وكاراباخ.. حيث يقتلون.. ويضيعون.
وإذا كان للنظام الحاكم أخطاؤه الجسام فإن لقاعدة المعارضة خطاياهم الرهيبة التى لن يغفرها التاريخ لهم يترنح قلمى وأنا أخط به كلمات الحزن والاسى لرحيل فتى الشاشة الأول ونجم العصر الذهبى للفن «محمود ياسين».. الذى تدفق ابداعه درامياً «مسرحياً وسينمائياً وإذاعياً وتليفزيونيا» مستثمراً وسامته ولغته العربية التى تمكن منها تماماً وصوته الرخيم الذى كنا نحسده عليه نحن الإذاعيين. (يرحمه الله ويسكنه فسيح جناته بقدر ما أعطى للفن ولمصر وللقيم الأخلاقية).
مثلما فضحت تسريبات وثائق «هيلارى كلينتون» أدوار قطر وتركيا والجماعة الإرهابية، فإنها ابرزت دون أن تقصد الدور الرائع للأمير «سعود الفيصل» الذى قاد بإصرار الضغط الدبلوماسى على فرنسا وأمريكا وغيرهما للاعتراف بشرعية ثورة يونيو.. مؤكداً أن المساس بالقاهرة هو مساس بالرياض.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة