إبراهيم الرفاعي
إبراهيم الرفاعي


 في ذكرى استشهاده..

إبراهيم الرفاعي.. «أسطورة الصاعقة» الذي أوجع الإسرائيليين

إسلام دياب

الإثنين، 19 أكتوبر 2020 - 01:07 ص

جاء إلى الدنيا ليقاتل دفاعًا عن كل الذين مرّ بهم وعرفهم أو مشوا معه وحاوروه في تلك القرى والمدن، عن كل من يعيشون في هذه المساحات التي طار فوقها بالهيلوكوبتر والأنتينوف وبالأليوشن، كل من رآهم يرشفون الشاي في المقاهي ويحتفلون بأعياد الميلاد ويهمسون بالنجوى.

 إنه العميد أركان حرب إبراهيم الرفاعي، مؤسس وقائد المجموعة 39 قتال، هذه المجموعة الاستثنائية في تاريخ العسكرية المصرية، الذي وصفه الكاتب الصحفي والأديب الكبير جمال الغيطاني في روايته «الرفاعي» بحكم عمله مراسلا عسكريا لجريدة الأخبار بمؤسسة أخبار اليوم على الجبهة  بأن كلمة «الرفاعي» في الموروث الشعبي المصري تشير إلى ذلك الشخص الخبير في اجتذاب الأفاعي والقضاء عليها.

 

 ويبدو أن مقولة «إن كل منا له نصيب من اسمه صحيحة»، فهاهي تصدق مع العميد أركان حرب إبراهيم الرفاعي- رحمه الله- الذي يمكن يستحق عن جداره لقب بـ«رفاعي الصهاينة».


و«بوابة أخبار اليوم» تسرد لقرائها ما حدث في اليوم المشئوم الذي وضع الفصل الأخير في حياة أسطورة الصاعقة المصرية الذي صرخت من ضرباته إسرائيل والموافق ذكراه 18 أكتوبر.

اقرأ أيضا.. في ذكرى استشهاده| «أسطورة الصاعقة».. نفذ 72 عملية انتحارية ولقبت مجموعته بـ«الأشباح»

 فمنذ 47 عامًا في مثل هذا اليوم تم استدعاء الرفاعي إلى مبنى القيادة العامة للقوات المسلحة ومركز العمليات لمقابلة الرئيس السادات، ووزير الحربية الفريق أول أحمد إسماعيل، وتم عرض موقف الثغرة وطلبا منه أن يضع بنفسه خطة لنسف وتدمير المعبر الذى تستخدمه القوات الإسرائيلية لنقل قواتها إلى منطقة الدفرسوار، فجاءت الخطة بتدمير دبابة أوأكثر من دبابات العدو فوق المعبر، من خلال 3 قوارب اقتحام تأتى من جنوب البحيرات إلى المعبر ويقوم أفراد الضفادع البشرية بالغوص إلى أعماق المعبر ووضع العبوات الناسفة على جميع أجزائه، على أن يتم التفجير بعد ساعة من زرع العبوات الناسفة،  فإذا ما تم التفجير، انعزلت قوات العدو فى الغرب عن قواته فى الشرق، بما يعنى انعدام الإمداد والتموين، وفيى حال فشل تعطيل دبابة أو أكثر على جسم المعبر تنفذ الخطة البديلة،  وهى الدفع بمجموعات اقتحام تعمل على تدمير أكثر من دبابة أمام المعبر مباشرة، ووصل الرفاعي ومجموعة التنفيذ لكن توصلوا إلى استحالة تنفيذ خطته، لأن العدو الإسرائيلى سيطر على جنوب الدفرسوار مما يلغى عملية قيام الضفادع البشرية لتلغيم المعبر، وفى مركز القيادة كانت هناك تعليمات جديدة من الفريق سعد الدين الشاذلى رئيس أركان الجيش،  بضرورة تحرك المجموعة عن طريق «المعاهدة» للوصول إلى موقع تقاطع «سرابيوم» عند قرية «نفيشة»،  لمنع قوات العدو من التقدم لاحتلال الإسماعيلية.


انطلق الرفاعي بفرقته فى صمت ودون أن يشعر أحد بهم، واستمر الاشتباك مع العدو بالصواريخ المضادة للدبابات إلى أن سقط الرفاعى أرضا، بعد أن اخترقت شظية صدره، فسال دمائه على تراب الأرض التى دافع عنها وعن أهلها ولقي الشهادة.


- إبراهيم الرفاعي من مواليد قرية الخلالة، مركز بلقاس بمحافظة الدقهلية في 27 يونيو عام 1931، والتحق بالكلية الحربية عام 1951 وتخرج 1954، وانضم عقب تخرجه إلى سلاح المشاة وتم تعيينه مدرساً بمدرسة الصاعقة وشارك في بناء أول قوة للصاعقة المصرية وعندما وقع العدوان الثلاثي على مصر 1956 شارك في الدفاع عن مدينة بورسعيد، والتحق بفرقة «بمدرسة المظلات» ثم انتقل لقيادة وحدات الصاعقة للعمل كرئيس عمليات وتولى خلال حرب اليمن منصب قائد كتيبة صاعقة بفضل مجهوده والدور الكبير الذي قام به خلال المعارك.

وخلال عام 1965 صدر قرار بترقيته ترقية استثنائية تقديرًا للأعمال البطولية التي قام بها في الميدان اليمني، وبعد معارك 1967 وفي يوم 5 أغسطس 1968 بدأت قيادة القوات المسلحة في تشكيل مجموعة صغيرة من الفدائيين للقيام ببعض العمليات الخاصة في سيناء، باسم فرع العمليات الخاصة التابعة للمخابرات الحربية والاستطلاع كمحاولة من القيادة لاستعادة القوات المسلحة ثقتها بنفسها والقضاء على إحساس العدو الإسرائيلي بالأمن، وبأمر من مدير إدارة المخابرات الحربية اللواء محمد أحمد صادق وقع الاختيار على إبراهيم الرفاعي لقيادة هذه المجموعة، فبدأ على الفور في اختيار العناصر الصالحة.


كانت أولى عمليات هذه المجموعة نسف قطار للعدو عند «الشيخ زويد» ثم نسف «مخازن الذخيرة» التي تركتها قواتنا عند انسحابها من معارك 1967، وبعد هاتين العمليتين الناجحتين، وصل لإبراهيم خطاب شكر من وزير الحربية على المجهود الذي يبذله في قيادة المجموعة، وفى عام 1968 كان الرفاعي ومجموعته أصحاب الفضل في أسر أول ضابط إسرائيلي وهو الملازم، دانى شمعون، والعودة به إلى القاهرة دون إصابات، بعد أن أذاق الرفاعي ومجموعته جيش الاحتلال الإسرائيلي مرارة الهزيمة المصحوبة بالحسرة، في عدة اشتباكات، ووصفتهم الصحف الإسرائيلية في وقت ما قبل الحرب بـ«الشياطين المصريين»، وكانت المجموعة الوحيدة التي سمح لها الرئيس جمال عبدالناصر بكسر اتفاقية «روجرز» لوقف إطلاق النار، كما يذكر عنهم أيضا أنهم أول من ألفوا نشيد الفدائيين المعروف بين رجال القوات المسلحة.


وفي مطلع عام 1968 نشرت إسرائيل مجموعة من صواريخ أرض – أرض لإجهاض أي عملية بناء للقوات المصرية، وعلى الرغم من أن إسرائيل كانت متشددة في إخفاء هذه الصواريخ بكل وسائل التمويه والخداع، إلا أن وحدات الاستطلاع كشفت العديد منها على طول خط المواجهة، وقال الفريق أول عبدالمنعم رياض لإبراهيم الرفاعي «إسرائيل نشرت صواريخ في الضفة الشرقية.. عايزين منها صواريخ يا رفاعي بأي ثمن لمعرفة مدى تأثيرها على الأفراد والمعدات في حالة استخدامها ضد جنودنا».

 فعبر برجاله قناة السويس واستطاع أن يعود وليس بصاروخ واحد وإنما بثلاثة صواريخ، وأحدثت هذه العملية دويًا هائلًا في الأوساط المصرية والإسرائيلية على حد سواء حتى تم على إثرها عزل القائد الإسرائيلي المسؤول عن قواعد الصواريخ، وصبيحة استشهاد الفريق عبدالمنعم رياض طلب عبدالناصر القيام برد فعل سريع وقوي ومدو حتى لا تتأثر معنويات الجيش المصري باستشهاد قائده، فعبر الرفاعي القناة واحتل برجاله موقع المعدية 6، الذي أطلقت منه القذائف التي كانت سبباً في استشهاد الفريق رياض، وأباد كل من كان في الموقع من الضباط والجنود البالغ عددهم 44 عنصرًا إسرائيليًا.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة