عصام السباعي
عصام السباعي


حتى‭ ‬لا‭ ‬يلعبوا‭ ‬فى‭ ‬الدماغ‭!‬

عصام السباعي

الإثنين، 19 أكتوبر 2020 - 03:32 ص

ثلاث قصص قصيرة لم ولن يفارقن عقلى ووجدانى فى كل المواقف طوال حياتى، وكل واحدة منهن مجرد سؤال وإجابة.. القصة الأولى: لماذا يكون الطفل الصغير مطمئنًا ويضحك من أعماق قلبه، عندما يقذف به والده أو والدته أو أياً كان من أهله فى الهواء، ولا يشعر بالخوف ولا يصرخ من الذعر؟ الإجابة: إنها الثقة، فهو يثق تمام الثقة أنه لن يضره، وأنه سيستقر فى النهاية بين كفوف يديه أو فى حضنه.

 

القصة الثانية: عندما يشتد الجفاف، وينقطع الغيث، وتنزل مع غيرك لأداء صلاة الاستسقاء، لماذا لن تندهش لو وجدت من يحمل بين يديه المظلة؟ الإجابة: السبب هو الإيمان، فهو مؤمن بأن الله لن يخذله، ولذلك حمل معه المظلة ليحمى نفسه من المطر الذى سينهمر بعد تلك الصلاة.

 

القصة الثالثة: لماذا نقوم يومياً بضبط المنبه على التوقيت الذى نريد الاستيقاظ فيه، برغم أننا نعلم يقينا أنه قد لا يطلع علينا صبح ونموت فى أى وقت؟.. الإجابة: إنه الأمل الذى لا يموت حتى أمام حقيقة الموت.. وهكذا نعيش حياتنا بالإيمان والثقة والأمل، وتخيلوا شكل حياتنا بدونها، حياة بلا طعم أو لون كما المياه الراكدة، وينطبق نفس الشيء على الدول، وإذا كان علماء الجيوبوليتيكس مثل راتزل وهاوسهوفر، ومن قبلهما بكثير ابن خلدون، قد خرجوا علينا بنظرية أن الدولة كائن حى، وله مراحل حياة مثل الإنسان، فيمكن أن نقول إن بلدنا لن ينهض إلا بالثقة والإيمان بتعدد ألوانه، والأمل بتعدد فروعه من عمل وعلم وانضباط، وكذلك أن ذلك الكائن الحى قد يتعرض لهجوم من البكتريا والفيروسات وبالتالى يمكن أن نفهم سر المحاولات التى يقوم بها أعداء الوطن، من أجل تحطيم ذلك الكيان من خلال فيروسات تكسر ثقة الشعب بنفسه وبقدراته وبقيادته، وتحطيم الأمل المطمئن فى أحضانه بمستقبل أفضل له ولأولاده، وأن يفقد صبره وإيمانه بالهدف الكبير العظيم.. مصر القوية العصرية الفتية، ولا أعتقد أن الشر سينجح فى اللعب فى دماغ أى شخص، مادمنا نقبض بقوة على الإيمان، ونعمل باجتهاد لتحقيق الأمل، ونحافظ بكل قوة على تلك الثقة التى تضاعفت أكثر وأكثر فى الرئيس عبد الفتاح السيسى، منذ كاد مركب الوطن أن يتحطم فى عام حكم الشياطين، وحتى استعاده وقاده، ليعود شراعه يحتضن السماء، ويسير على أنفاس العمال فى كل المواقع.


لا توجد مناسبة إلا وأكد فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي ضرورة الاهتمام بوعى المواطن، ودور الإعلام فى تلك المهمة، من خلال عرض كافة الآراء، وترسيخ القيم والثوابت المجتمعية، وعزل ومكافحة الفكر المتطرف،⊇حيث أكد أهمية وعى المصريين فى كافة المراحل، لمجابهة كافة التحديات والأزمات التى تواجه الدولة المصرية، سواء فى الداخل أو الخارج، وتابعت بعض المناقشات لتلك النقطة هنا وهناك، ويهمنى هنا التأكيد على أن كلام الرئيس كان محددا بقوله إن جوهر تقدم مصر هو الاستقرار النابع من وعى الشعب المصري، وبالتالى فالخطاب هنا يخاطب العقول، بحيث تزن ما يتحقق على أرض الواقع من أجل النهوض بمستويات المعيشة، أو بتعبيرى جودة الحياة، وهو أمر منطقى وطبيعى فى إطار المصارحة والمكاشفة التى يحرص عليها فى كل القضايا، خاصة أن تماسك الجبهة الداخلية، جزء أساسى من قوة الدولة، وعامل مهم فى استقرارها، وقدرتها على مواجهة عبث العابثين وتخريب المخربين، والمجال الخصب لما يعرف بحروب الجيلين الرابع والخامس التى تستهدف التلاعب بالعقول وتغييب الوعى، ولا أعتقد أن هناك غيابا فى الوعى لدى المصريين، لنحاول إيقاظه، ولكن هناك وعى كبير مكّن مصر من أن تستعيد روحها وتسترد تماسكها، فى أعقاب شهور النكبة والنكسة الجديدة فى عام حكم إخوان الشيطان، أما المطلوب فهو أن يكون ذلك الوعى فى يقظة دائمة، وهذا دور أكثر من قطاع فى مقدمته إعلام واع متماسك يعمل فى تناغم وتنسيق كامل ورؤية واضحة للأهداف والأدوات واللغة، وأن تكون هناك مشاركة من الإعلام المحلى بهيئة الاستعلامات ومراكز الشباب وقصور الثقافة والجامعات والفن بكافة أشكاله، والأهم استمرار نفس المنهج المتبع من الصراحة والشفافية والمكاشفة.

‮«‬انفجـار‮»‬‭..‬‮ ‬فــــى‭ ‬وجه‭ ‬التنمية


من أكبر التحديات التى تواجهنا الانفجار السكانى، وأميل دائماً إلى استخدام تعبير انفجار، لأنه الأدق فى وصف الحال، لأن ذلك الانسياب غير الطبيعى للمواليد الجدد، هو بالفعل قنبلة تنفجر فى وجه الجميع، لأنها تبتلع كل جهود التنمية، كما أعتبرها أحد مكونات حروب الاستنزاف التى يتعرض لها البلد، بعضها نصنعه بأيدينا كمواطنين، والبعض الآخر يأتينا عبر الحدود، ولن أضيف جديدا لما أكد عليه الرئيس عبدالفتاح السيسى فى أكثر من مناسبة، أو أستطيع شرح خطورتها بصورة أفضل مما فعل الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، خلال الندوة التثقيفية 32 للقوات المسلحة، واسمحوا لى بالتوقف هنا عند عدة نقاط، أولها: ما أكده الدكتور طارق توفيق نائب وزير الصحة والسكان لشئون السكان، من وجود الجزر المنعزلة فى التعامل مع تلك القضية المهمة، وبقدر غضبى من وجود مثل تلك العقبة، بقدر احترامى لصراحة الرجل، وللشفافية الكاملة فى تعامله مع ذلك الملف، والهدف الاستراتيجى للدولة 2015−2030 هو الوصول إلى مجتمع أكثر تجانساً يحقق التوازن بين عدد سكانه وموارده الطبيعية، قادر على تلبية تطلعات أفراده لتحقيق جودة أفضل فى الحياة، وهو أمر يتطلب عدة إجراءات حتمية تتعلق بالمجلس القومى للسكان نفسه، باعتباره المايسترو الرئيسى فى التعامل مع تلك القضية، سواء بنقل تبعيته لرئاسة الجمهورية أو مجلس الوزراء، خاصة أن وزارة الصحة ووزيرتها الكفء الناجحة الدكتورة هالة زايد تحمل ماتنوء به الجبال فى برامج ومبادرات ناجحة تغطى كل المصريين، كما يستدعى الأمر منح المجلس مع فروعه الـ27 الصلاحيات والامتيازات التى تكفل له السيطرة على تدفقات المواليد، وأعتقد أن الشعب المصرى والحكومة قادران على عبور ذلك التحدى، وتقبل قرارات حتمية وصعبة، مثل منح امتيازات فى الدعم وبرنامجى تكافل وكرامة وكل أشكال الدعم والقروض الشخصية للأسرة المكونة من فردين، وحتى لو وصل الأمر إلى منح نسبة مئوية فى تنسيق المدارس والثانوية العامة لمثل تلك الأسر، القضية خطيرة، وكل تأخير فيها سيكون له تأثيرات أخطر على الحاضر وكل المستقبل.. فتدبروا!.


 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة