سر الصنعة
سر الصنعة


في كتابه الجديد..

عبد الوهاب داود يكشف كواليس صناعة الأكاذيب في الصحافة والإعلام

نادية البنا

الإثنين، 19 أكتوبر 2020 - 02:01 م

 

صدر حديثًا عن الهيئة العامة للكتاب، برئاسة الدكتور هيثم الحاج علي، كتاب «سر الصنعة.. كواليس صناعة الأكاذيب في الصحافة والإعلام الدوليين»، للكاتب عبد الوهاب داود.


ويتناول الكتاب، تجربة خاصة عاشها مؤلف الكتاب، يكشف فيها تلخيص لحكايات شاهدها على مدار ما يقرب من ثلاثين عامًا من العمل بالقرب من مطابخ صناعة الأكاذيب في الصحف ووسائل الإعلام العربية والدولية.


وقال داود: "هذه ليست دراسة توثيقية، ولا ورقة بحثية، ولا تحليل علمي أكاديمي يستند إلى أي من المناهج المعروفة على كثرتها، وتنوعها، وعلمي بها.. فلا تسألني من فضلك عن الهوامش، أو المراجع والأسانيد والوثائق، ليس لعدم وجودها، أو ندرتها.. ولكن لأنها الجزء الأكبر والأهم من متن هذا الكتاب، أو قل إن المعلومات هي المتن كله، منذ الكلمة الأولى، وحتى السطر الأخير.. ولكن لكثرتها التي تستعصي على الحصر، ووفرتها التي لا تحتاج إلى بحث، ووضوحها الذي لا يتطلب جهدًا لرؤيته، ولقيام هذا الكتاب على أساسٍ واحد وحيد، واضح، ولا لبس فيه، هو ترتيب هذه المعلومات بطريقة سهلة، ومباشرة، وإعادة توزيعها، أو ترتيبها كقطع "البازل" المتفرقة، لتكوين صورة يجاهد البعض في جعلها غير مرئية، أو واضحة، ويجاهد آخرون حتى لا يرونها كما هي، بلا تزييف».


وتابع: «هي تجربة خاصة جدًا، وتلخيص لحكايات رأيتها بعيني على مدى ما يقرب من ثلاثين عامًا من العمل بالقرب من مطابخ صناعة الأكاذيب في الصحف ووسائل الإعلام العربية والدولية، فعرفت كواليس صناعتها، وطبخها، وأساليب تجميلها، ودسها بين السطور، رصدت شواهدها، ومراحل نموها، والطرق المتبعة لترويجها، وتقديمها للقارئ الكسول، ووجدت أنه من واجبي سردها لمن يريد أن يعرف، أو يقرأ، أو يترك لعقله الحكم».


ويتابع: «اعتمدت في بعضها على ما نشرته تلك الصحف ووسائل الإعلام بنفسها، واعتمدت في بعضها الآخر على رصد ردود الفعل، والبيانات الرسمية، كما اعتمدت على البحث والتنقيب في كل ما طالته يدي من كتب، ومقالات، ودراسات، أو معلومات على شبكة المعلومات الدولية، لاستكمال الصورة التي لا أرجو أن يتخذها أحد كحكم نهائي، وقاطع، لا لبس فيه.. بل هي مجرد بداية لجهد أرجو أن يتواصل، لكشف حقيقة ما يحدث في الغرف البعيدة، المغلقة».


وذكر المؤلف، في الكتاب، واقعة حدثت معه شخصيا، قائلا: «لعله من المهم هنا أن أذكر واقعة حدثت معي شخصيًا، منذ سنوات قريبة، إذ كنت أجلس في إحدى مقاهي وسط القاهرة المعروفة بروادها من الصحفيين والكتاب والفنانين، ويقصدها الكثير من الأجانب المقيمين في مصر، ليلتها اقترب مني شاب تبدو عليه أمارات الارتياح المالي، طالبًا سيجارة له ولزميله، كانا يجلسان بالطاولة المجاورة لي بالمقهي. رفضت أولًا كنوع من الدعابة، ثم أعطيته ما طلب مازحًا، فقال لي إنه وزميله مدخنان، لكنهما لا يشتريان التبغ، فضحكت مندهشًا من سلوكهما الذي لا يتسق مع ما يرتديان، ولا ما يتناولان من مشروبات لا تدل على بخل، أو تقتير، لكنه قطع دهشتي بقوله "أصلنا بنشتغل زبالين"، ضحكت، وكشفت بوضوح عن دهشتي التي كانت قد زادت، فأكد على كلامه، مستشهدا بصور على هاتفه المحمول، له ولآخرين، ولم تمض ثوانٍ معدودة حتى تحول الحديث من المزاح إلى الجد، وإلى الجد جدًا، وخصوصًا عندما عرض أمامي صورًا لأحد "الزبالين" يبدو أنه تعرض لمجزرة على يد العاملين بأحد المقاهي بمنطقة "دار السلام"، ثم بدأ يحكى لي قصة الواقعة، وكيف وصلت إليه تفاصيلها، وماذا حدث بعدها، فسألته إن كانت هذه التفاصيل التي يحكيها للنشر أم أنه يحكيها لي لقتل الوقت أو التسلية فقط بعد أن عرف بعملي كصحفي؟ وهنا كانت صدمتي الكبرى، إذ قال إنه قد أرسلها للنشر بالفعل، وحصل مقابلها على مقابل "محترم"، موضحًا أنه إلى جانب عمله كزبال، يعمل "محرر صحفي"، لكنه لا يرسل مواده إلا للصحف الأجنبية، وتحديدا لصحيفتي "الجارديان"، و"التايمز"، فهما لا تطلبان منه سوى الصور، وتفاصيل الواقعة، ثم سألني عن إمكانية التعاون مع صحيفة مصرية تسهل له الحصول على عضوية نقابة الصحفيين، بما يمكنه من الاستمرار في العمل مع الصحيفتين البريطانيتين، مؤكدًا أنه على استعداد لدفع أي مقابل مالي تطلبه الصحيفة المصرية، خصوصًا أن البريطانيتين تدفعان مقابلًا سخيًا "يكفيه وزيادة".


واضاف: "طبعًا يحق لأي شخص أن يشكك في هذه القصة، بتفاصيلها كافة، ولن ألوم أحدًا على ذلك، خصوصًا أنني شخصيًا لم أصدقها في وقتها، ولم أستسلم لما يقوله ذلك الفتى، فنشرتها في مقال تفصيلي بجريدة "الدستور"، وحرصت على إبراز تفاصيلها في العناوين، وتم إبرازها في الصفحة الأولى من الصحيفة، وانتظرت التكذيب من الصحيفتين، انتظرت الاحتجاج، أو الرد بأي توضيحات من أي نوع، لكن أيًا من ذلك لم يحدث، بل حدث ما هو أكثر غرابة، ووضوحًا في ذات الوقت، بنشر الصحيفتين للقصة كما حكاها وصورها "فتى القمامة" وصديقه".


ولد الشاعر والروائي عبد الوهاب داود، بمحافظة المنوفية عام 1966، وتخرج في كلية الآداب بجامعة المنوفية، قسم الصحافة، بدأ عبد الوهاب داود حياته العملية في الصحافة عام 1993، مشاركا في تأسيس جريدة "العربي" تحت إشراف الكاتب صبري موسى، وانتقل بعدها لمجلة "أخبار النجوم" بمؤسسة "أخبار اليوم" من 1998 حتى 2002، ثم شارك في تأسيس جريدة "المال"، وهي أول صحيفة اقتصادية يومية مستقلة عام 2002، وفي 2004 شارك في تأسيس جريدة "الكرامة".


صدر لـ"عبد الوهاب داود"، عدة أعمال إبداعية، منها: "ليس سواكما" الصادر عن المجلس الأعلى للثقافة عام 1995، و"بيانات هامشية" صادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب عام 2000، وفي رواية "ظهورات" والتي صدرت عن دار ميريت عام 2005، و"رواية المهزوم" عن دار "منشورات البندقية" عام 2016، وغيرها الكثير.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة