مهن في طي النسيان
مهن في طي النسيان


أبرزهم «الراقص على الجمر والقرداتي والمشعلجي».. 7 مهن في طي النسيان

مصطفى عبدالله ميري

الإثنين، 19 أكتوبر 2020 - 05:42 م

التطور سُنة الحياة الطبيعية، فكل عصر يأتي بأنماط جديدة من المهن يذاع صيتها ثم ما تلبس أن تختفي بالتدريج بعد دخول التكنولوجيا عليها، فمصر عرفت عبر مختلف العصور مهن وحرف ذاع صيتها في كل أنحاء العالم لكنها انقرضت  وتحولت هذه المهن إلى تراث وذكريات.

فالتكنولوجيا كما لها مميزات لها عيوب، فهي أثرت على كثير من الصناعات وفقدها المجتمع للأبد مثل صناعه تبييض النحاس، وصناعة البابور، والسقا الذي يجوب شوارع القاهرة بالمياه. 

وفي هذا التقرير ترصد«بوابة أخبار اليوم» أبرز المهن التي عفا عليها الزمن، ووذهب في طي النسيان.

القرداتي

«القرداتي».. من أوائل المهن التي انقرضت في مصر، وكان الغرض منها تسلية الناس بغرض كسب المال، وكان أغلب القرداتية يسمونه «ميمون» فكان يقوم بالتطبيل على الدف لكي يقوم «ميمون» ببعض الحركات البهلوانية التي كان من ضمنها عجين الفلاحة كما كان يقوم بإلقاء التحية على الحاضرين والعزف على الناي.

فالقرداتي كان يجوب شوارع القاهرة والإسكندرية وأغلب المدن الكبرى، ويجمع الناس حوله يشاهدون عرض القرد وحركاته البهلوانية، وكان هذا القرد غالبا ما يكون من فصيلة القردة الصغيرة التي يطلق عليها «النسانيس»، وكان هدفه إدخال البهجة والسرور والبسمة علي وجوه الحاضرين، وفور انتهاء العرض يقوم بقلب الدف بعد تقديم عرضه ليجمع فيه المال.

المشعلجي

«المشعلجي».. مهنه قديمة كان ممتهنها يخرج قبل غروب الشمس حاملا عامود من الحديد، يعلوه إسطوانة دائرية الشكل بداخلها قطعة من الكتان والزيت المشتعلة، ويحمل على ظهره سلم خشبي، ويجوب شوارع محددة له سلفا، ليقوم بالصعود إلى أعمدة الإنارة وإشعالها، ويعود مرة أخرى في الصباح لإطفائها.

«المشعلجي» وانطلق في شوارع المحروسة في القرن الـ19، مع انتشار أعمدة الإنارة في شوارع المحروسة، وتعتمد على النار في إشعالها، ويعمل صاحبها ببلدية القاهرة، ويمارس مهام عمله يوميا في إنارة الشوارع الرئيسية.

عازف البيانولا

«عازف البيانولا».. مهنه قديمة كان صاحبها يجوب شوارع المحروسة، يحمل على ظهره صندوق كبير، يقف في الشوارع الهادئ بالقرب من المنازل أو الساحات التي يلعب فيها الأطفال، يحرك الذراع المعدني لتخرج أجمل الموسيقى من البيانولا فيتجمع حوله الأطفال والمارة حتى تنتهي الموسيقى، فيعطوه نقود وينصرف بعدها ليعيد الأمر في مناطق أخرى، ومع التطور اختفت أيضا البيانولا واختفى حاملها، وربما اختفت الساحات أيضا وأصبح الأطفال يلعبون في النوادي.

 مبيض النحاس

«مبيض النحاس» أو الراقص على الجمر.. حرفة قديمة انتشرت في كل المدن والقرى المصرية، في الفترة التي كانت تستخدم فيها الأوعية النحاسية في كل الاستخدامات الحياتية، فمبيض النحاس يلعب دور كبير في المحافظة على حياة الإنسان، فكل الأوعية النحاسية قاتلة إذا لم يجرِ لها «التبييض» وهو عبارة عن تغطية الوعاء بطبقة رقيقة من القصدير، دورها منع تفاعل النحاس مع الهواء، ومن ثم عدم ظهور مادة «الزرنيخ» السامة، وكان «مبيض النحاس» يستخدم قدميه في إجراء عملية التبييض، الأمر الذي كان يجعله يقوم بحركات راقصة داخل الوعاء، ومثل الكثير من الحرف اليدوية تتعرض إلى منافسة قوية في ظل ظهور صناعات الأوعية الحديثة مثل التيفال والألمونيوم.

 

السقا

«السقا».. مهنة قديمة انتشرت في القرن التاسع عشر  في القاهرة، خلال فترة الدولة العثمانية، وابتكرها المصريون بسبب ملوحة الآبار، فيقوم ممتهنها بحمل ماء النيل في جلد ثور، ويدور في أزقة القاهرة، حاملًا الماء على ظهر بعيره، ينادي «ربنا يرزقني»، فيعلم أهل الحي، أن السقا قد جاء، وبالطبع انقرضت مهنة السقا، بلا رجعة فشوارع القاهرة امتلأت بصنابير المياه العذبة الآتية من النيل.

الملقن

«الملقن».. مهنة يجلس صاحبها في الظل، يختفي داخل خندق يسمى «الكمبوشة»، ودوره تصويب الكلمات مباشرة لأذن الممثلين، ربما ينسى أحدهم جملة حوار أو يشرد للحظات، فهو المنقذ الدائم لكل أساطير الفن، الملقن كانت الحاجة إليه ماسة في ظل العروض المتوالية التي يقدمها المسرح.

وأيام نهضة المسرح كانت الفرق تأخذ أيام قليلة كإجازة يجهزون فيها مسرحية جديدة وبالطبع كان الممثلين لا يقدرون على حفظ أدوارهم بشكل كامل، لذلك كان الملقن أهم أفراد الفرقة، ولكن مع انتكاسة المسرح وقله العروض أصبح لدى الممثلين وقت لحفظ أدوارهم بينما من يخطئ منهم في الحوار يرتجل، لتنقرض مهنة الملقن للأبد.

سمكري البوابير

«سمكري البوابير».. تكون مهمة ممتهنها إجراء أعمال الصيانة «للبابور» وسيلة الطهي الوحيدة في مصر قبل ابتكار البوتاجاز، الاختراع الذي لم يستطع القضاء على «بابور الجاز» حتى وقتنا هذا، فكان دائما ينادى «نعمر» بصوت عالي يخرج من رجل يحمل في يده شنطة العِدة الخاصة به، فلا يزال البابور متواجدا في منازل البسطاء سكان المناطق الشعبية، ليكونوا سببا في تواجد القلائل من هؤلاء المعروفين بـ«سمكري البابور».

أقرأ أيضا: حكايات| منين يا بلدينا؟.. الإجابة في «الجلابية الصعيدي»

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة