مولد النبي «المصري».. احتفال قبطي و300 ريال فرنسي «نقوط نابيلون»
مولد النبي «المصري».. احتفال قبطي و300 ريال فرنسي «نقوط نابيلون»


حكايات| مولد النبي «المصري».. احتفال قبطي و300 ريال فرنسي «نقوط نابليون»

شيرين الكردي

الإثنين، 19 أكتوبر 2020 - 08:52 م

في مصر وليس في أي بلد آخر.. يظل الاحتفال بالموالد مختلفًا، وعند ذكر اسم المولد النبوي يصبح الأمر أكثر خصوصية لدى المصريين، خاصة عند الوقوف أمام احتفال مشترك للمسلميين والمسيحيين.


حين حلت الحملة الفرنسية وقف جنود نابليون في حالة صمت وتعجب مما رأوه خلال الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في الساحة الرحبة ببركة الأزبكية؛ حيث كانت تنصب السرادقات للدراويش وحلقات الذكر للمنشدين الهاتفين طوال الليل وكان الناس يجتمعون لمشاهدة المهرجين. 

 

حتى أن الباحث الفرنسي «إدوارد ليم لين» كان قد تعجب من احتشاد المسيحيين لمشاهدة حلقات المنشدين حتى أذان الفجر، وكأن مصر مجتمعة كلها بداية من الأمير ولي العهد في سرادقه حتى المزارعين والعمال والصناع، بحسب ما رواه خبير الآثار الدكتور عبدالرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بمناطق آثار جنوب سيناء عن الدراسة الأثرية عن "احتفالات المولد النبوي في التراث الإسلامي" للدكتور علي أحمد الطايش.

 

آنذاك، كان الاحتفال بالمولد النبوي يتبنى إقامة السلطان خيمة بالحوش السلطاني في القلعة ذات أوصاف خاصة تسمى (خيمة المولد)؛ حيث يذكر ابن إياس أنها عدت من عجائب الدنيا وكان أول من وضع هذه الخيمة السلطان المملوكي الجركسي قايتباي وقيل في وصف هذه الخيمة إنها زرقاء اللون على شكل قاعة فيها ثلاثة أواوين وفي وسطها قبة مقامة على 4 أعمدة وبلغت تكلفتها حوالي 30 ألف دينار.

 

اقرأ أيضًا| شبيه النبي محمد.. رحلة نقل رأس الحسين «عائمة» لمصر


وهذه الخيمة لا ينصبها إلا 300 رجل وكان يوضع عند أبوابها أحواض من الجلد تملأ بالماء المحلى بالسكر والليمون وتعلق حولها الأكواب الفاخرة المصنوعة من النحاس الأصفر والمزينة بالنقوش الجميلة وتربط هذه الأكواب بسلاسل من النحاس ويصّف حولها طائفة من غلمان الشربخانة لمناولة الوافدين من الناس ولا فرق بين صغير وكبير واستمرت إقامة هذه الخيمة حتى العصر العثماني.

 

وفي الليلة الختامية للاحتفال يظهر المقرئون براعتهم في التلاوة بآيات الذكر الحكيم فيتعاقب واحد بعد الآخر وبعد صلاة المغرب تمد الحلوى السكرية المختلفة الألوان وفي صباح يوم المولد يوزع السلطان كميات من القمح على الزوايا.

 

 

وليس هناك أفضل مما رصده المؤرخ «عبد الرحمن الجبرتي»، الذي عاش في زمن الحملة الفرنسية على مصر، حيث ذكر في كتاباته أن نابليون بونابرت اهتم بإقامة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف سنة (١٢١٣هـ/ ١٧٩٨م) من خلال إرسال نفقات الاحتفالات وقدرها ٣٠٠ ريال فرنسي إلى منزل الشيخ البكري، نقيب الأشراف في مصر، بحي الأزبكية، وكانت ترسل الطبول الضخمة والقناديل، وفي الليل تقام الألعاب النارية احتفالا بالمولد، وعاود نابليون الاحتفال به في العام التالي لاستمالة قلوب المصريين إلى الحملة الفرنسية وقادتها.

 

أما الخليفة الفاطمي فقد كان يخرج راكبًا حصانه ومن خلفه سيدة القصر في هودجها في موكب مهيب يبدأ من قصر الخلافة وحتى مشهد الحسين رضي الله عنه، ومن هذا الموكب ظهر ما يعرف بحصان المولد وعروسة المولد؛ حيث صنع المصريون من السكر أشكالا للحصان والعروسة ما زالت موجودة إلى الآن.

 

اقرأ أيضًا| 360 صنما هدمها النبي.. عبادة استوردها العرب من الشام لمكة

 

ويرجع البعض تأصيل عروسة المولد وحصان المولد إلى أنه تجسيد لأسطورة إيزيس وأوزوريس في شكل حصان المولد المستوحى من تمثال (حورس) راكبًا الحصان ممسكًا بالسيف ليقتل رمز الشر (ست) الذي صور على هيئة تمساح وفي شكل عروسة المولد وكرانيشها الملونة المستوحاة من جناح إيزيس الملون.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة