الإثنين، 19 أكتوبر 2020 - 10:58 م

موهوب بالفطرة استطاع أن يجمع بين التلحين والغناء والتمثيل بنجاح قلما يتكرر في زمن الفن الجميل، تحل اليوم الإثنين ذكرى ميلاده؛ إنه ملك العود الحاصل على قلادة النيل الفنان الراحل «فريد الأطرش».

ولد فريد الأطرش، عام 1910 وتوفي في 26 ديسمبر 1974 فهو الموسيقار والممثل والمطرب والذي يمثل حالة نادرة في هذه الفنون الثلاثة.

موقفان لا يفلتهما الزمن من جعبة حياة فنان أثرى الساحة الفنية على مدار سنوات؛ الأول يبين أثر الأغنية في الحياة السياسية ودور فريد الأطرش في مساعدة أصحاب المواهب التي تستحق الظهور للنور.

مؤلفات تناولت حياة فريد الأطرش منها كتاب «فريد الأطرش ملك العود حياته وأغانيه» أكدت أن الإذاعة  منعت أغنية «ماقال لى وقلت له» لـ «فريد الأطرش» بسبب عبارة «يا عوازل فلفلوا»، وفي عام 1950 كان فيلم آخر كذبة بطولة فريد الأطرش وسامية جمال ، وكانت هذه الأغنية ضمن أحداث الفيلم ورفضت الإذاعة المصرية الأغنية بسبب العبارة سالفة الذكر، كون العبارة تعبير شعبي دارج في مصر، ولكن ما ذكرته المراجع عن أن السبب الحقيقي في المنع هو المكايدة السياسية بين النحاس باشا وعلي باشا ماهر، الذى كان رئيسا للوزراء في عهد الملك فاروق، وكان تشكيل الوزارة في مصر محصورا بين النحاس وماهر، وكانت أغنية فريد الأطرش يا عوازل فلفلوا في الوقت الذي كانت فيه الوزارة الثالثة للنحاس باشا وكانت زيارات علي باشا ماهر لاتنقطع عن قصر عابدين للقاء الملك وبعد اللقاء الذي تذيعه نشرة الأخبار يتم إذاعة أغنية «يا عوازل فلفلوا»، فأوغر المحيطين بالنحاس باشا صدره بشأن الأغنية وأن إذاعتها في هذا التوقيت مقصود وأنه نكاية فيه، فأصدر قرارا للإذاعة بمنعها. 

كتبت هدى سلطان مقالا في أحد أعداد مجلة الكواكب في العام 1954 تروي فيه عن بدايتها الفنية ودور ملك العود في وضع قدميها على سلم النجومية، تقول هدى: «في ليلة من ليالى رأس السنة جئت إلى القاهرة طامعة في أن تتاح لي فرصة للغناء، بعد أن اكتشفت موهبتي في مدينة طنطا وغنيت على نطاق ضيق في الحفلات الخاصة، جئت إلى القاهرة ولكن خفت من أسرتي وعلى رأسهم شقيقي الذي كان يغار علي جدًا، دعتنى صديقة إلى حفلة تقيمها بمناسبة ليلة رأس السنة، وعندما ذهبت وجدتها تعطينى فستاناً رائعاً لارتدائه وقالت لى أنها تعد مفاجأة خصيصاً لى، وفوجئت بأنها دعت مجموعة من كبار الفنانين، وطلبت منى الغناء أمامهم، مؤكدة أنها فرصة عمري، وبعد أن غنيت فوجئت بتصفيق حار من كل الموجودين وكان أكثرهم حماساً الفنان فريد الأطرش، الذى طلب مني أن أذهب لمقابلته في اليوم التالى بمكتبه ووعدها بأن يتيح لها الفرصة للغناء فى فيلم من أفلامه».

وأضافت أن فريد الأطرش اتصل بشقيقها الذى ثار ثورة كبرى، ورفض أن تقوم بالغناء أو التمثيل، ما أثار حفيظة فريد الذي استخدم سلاح الرأى العام على شقيقها فصار لا يصبح ولا يمسى إلا على كلام المحيطين به عن موهبتها، فما كان منه إلا أن سمح لها بدخول عالم الفن».