مهرجان الجونة السينمائي
مهرجان الجونة السينمائي


قضايا اللاجئين والمهاجرين تستحوذ على اهتمام مهرجان الجونة السينمائي

محمد قناوي

الثلاثاء، 20 أكتوبر 2020 - 02:03 م

استحوذت قضايا اللاجئين والمهاجرين والحروب والنزاعات في العالم على اهتمام مهرجان الجونة السينمائي في دورته الرابعة التي تنطلق الجمعة القادمة بمنتجع الجونة علي ساحل البحر الاحمر.

وتنوعت مشاركات هذه النوعية من الأفلام ما بين مسابقة المهرجان المختلفة "الأفلام الروائية الطويلة والتسجيلية والقصيرة" وبين الاختيار الرسمي خارج المسابقات.

ويفتتح المهرجان بفيلم "الرجل الذي باع ظهره" للمخرجة التونسية كوثر بن هنية بمشاركة انتاجية من "فرنسا، بلجيكا، السويد، ألمانيا، المملكة العربية السعودية".

 ويتناول الفيلم قضايا وأزمات اللاجئين السوريين والذين فروا من سوريا نتيجة الحرب الطاحنة التي امتدت علي مدار 9 سنوات؛ حيث تدور أحداث الفيلم حول"سام" شاب سوري حساس عفوي، فر إلى لبنان، هربا من الحرب في بلاده؛ ويعيش دون إقامة رسمية، ويفشل في الحصول على تأشيرة سفر لأوروبا، حيث تعيش حبيبته "عبير" يتطفل سام على حفلات افتتاح المعارض الفنية ببيروت، حيث يقابل رسام شهير ويعقد معه اتفاقًا سيُغير حياته للأبد وهو أن يرسم لوحة فنية على ظهره، ولكن الرسام بعد الانتهاء من اللوحة يقوم ببيعه لجامع تحف ألماني وهنا تكمن الازمة .

ومن تاثيرات الأزمة السورية على أبنائها الذين تحولوا إلى لاجئين إلى الصراع العربي الإسرئيلي يقدم المخرج الفلسطيني أمين نايفه فيلمه "200 متر"، بمشاركة انتاجية مع الأردن، إيطاليا، السويد؛ ويطرح الازمة التي يعاني منها الفلسطينين بسبب الجدار العازل؛ ويحكي الفيلم قصة مصطفى وزوجته، القادمين من قريتين فلسطينيتين يفصل بينهما جدار عازل، رغم أن المسافة بينهما 200 متر فقط؛ تفرض ظروف معيشتهما غير الاعتيادية تحديًا لزواجهما. وعندما يمرض ابنهما، يهرع مصطفى لعبور الحاجز الأمني لكنه يُمنع من الدخول، وهنا تتحول رحلة الـ200 متر إلى أوديسا مُفزعة.

وينشغل الفيلم البريطاني البرتعالي"استمع" للمخرجة آنا روشا دي سوسا؛ بأزمة المهاجرين بحثا عن حياة افضل؛ حيث تدور أحداثه في ضواحي لندن، حول "بيلا وجوتا"، زوجان برتغاليان مهاجران قدما إلى بريطانيا بصحبة أطفالهم الثلاثة بحثًا عن عمل وتأمين حياة أفضل لهم ؛ ولكنهما يعانيان من سوء فهم معلمة ابنتهما الصماء، تدخل دائرة الشؤون الاجتماعية البريطانية على الخط، وتقوم بانتزاع الأطفال من أهلهم عنوة. يجسد الفيلم كفاح العائلة ضد القوانين الجامدة، واستماتتهم من أجل استعادة أولادهم.

أما فيلم "إلى أين تذهبين يا عايدة؟" للمخرجة ياسميلا زبانيتش وهو انتاج مشترك بين "البوسنة والهرسك، النمسا، رومانيا، هولندا، ألمانيا، بولندا، فرنسا، النرويج" فتدور احداثه خلال الحرب الصربية علي البوسنة عام 1995 من خلال "عايدة" التي تعمل مترجمة للأمم المتحدة في مدينتها الصغيرة سربينيتسا؛ ويحتل الجيش الصربي المدينة، وتهرع عائلتها للاحتماء، مع آلاف المواطنين الآخرين، في معسكر للأمم المتحدة؛ تحاول عايدة إنقاذ عائلتها، ويتصاعد التوتر كلما تفشل طريقة ما للنجاة من بطش الجنود الصرب. 

في حين يتناول الفيلم التسجيلي"ليل" للمخرج الايطالي جيانفرانكو روسي الالم والصعوبات التي تواجه سكان الحدود الفاصلة بين سوريا والعراق وكردستان ولبنان وعبر تلك المسيرة الطويلة يمنح المخرج الإيطالي صوتًا لدراما إنسانية تتجاوز التقسيمات الجغرافية والإثنية، والمُشكَلة من صور مأخوذة من الحياة اليومية، المتشابكة تفاصيلها مع مآس حروب أهلية مستمرة وديكتاتوريات وحشية وغزوات خارجية وتدخلات، آخرها"داعش" عدو الإنسانية. 

وتطرح المخرجة اللبناينة ريمي عيتاني في فيلمها"نَفَس" منظور جديد للحرب الاهلية اللبنانية التي بدأت منتصف السبعينيات وواستمرت حتي بداية التسعينيات وتدور أحاث الفيلم حول " إبراهيم" الذي يسكن في حي باب التبانة غير الآمن، إذ لا زالت آثار الحروب الأهلية تمزق نسيجه المجتمعي ؛ يناضل "إبراهيم"من أجل عيش حياة مسالمة، لكن قلة فرص العمل وسجله الإجرامي والنزاعات الطائفية والدينية إضافة إلى صالات القمار التي يرتادها تجعل مهمته شبه مستحيلة. تحمل زوجته طفلًا في بطنها حاليًا، ويحلم إبراهيم بحياة هادئة، وعمل جيد ومنزل خاص به، غير أن ضغط المسؤوليات الحياتية المُنتظرة، تمزق سلامه الداخلي الذي بالكاد عثر عليه مؤخرًا، ليجد نفسه مرة أخرى في عالم حاول الهروب منه مرارًا وتكرارًا.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة