احتفالية جامعة السويس بذكرى انتصار أكتوبر
احتفالية جامعة السويس بذكرى انتصار أكتوبر


في احتفالية جامعة السويس بذكرى انتصار أكتوبر..

مفيد شهاب: حرب أكتوبر أساس عودة سيناء.. والدبلوماسية استكملت الطريق

حسام صالح

الأربعاء، 21 أكتوبر 2020 - 05:05 م

نظمت جامعة السويس احتفالية كبري في ذكرى انتصار حرب أكتوبر المجيدة، وذلك في قاعة المؤتمرات بالجامعة، بحضور اللواء عبدالمجيد صقر محافظ الأقليم، والدكتور سيد الشرقاوي رئيس الجامعة، واللواء سمير فرج الخبير الاستراتيجي، والدكتور مفيد شهاب أستاذ القانون الدولي، الكاتب الصحفي عماد الدين حسين وعدد من أسر الشهداء والعسكريين.

وتفاعل طلاب الجامعة الحاضرين، مع كلمات أبطال معارك مصر العسكرية والقانونية والدبلوماسية، حيث بثوا في نفوسهم روح أكتوبر والحفاظ على الوطن والتضحية، كما تفاعلوا مع تكريم أسماء الشهداء.

 وأكد اللواء سمير فرج، الخبير الاستراتيجي، أن محافظة السويس تكبدت خسائر فادحة عقب نكسة يونيو 1967، وكانت أكثر مدن القناة تضررا، إذ كانت مدافع العدو والطيران تضرب المدينة وتشعلها مع كل عملية تنفذ داخل سيناء.

وروى اللواء فرج، أنه كان يشاهد النيران في منطقة الزيتية ومعامل البترول وهو على مسافة 45 كيلو شمالا بموقعه العسكري في منطقة البحيرات المرة، وحرصا من القيادة السياسية على الأهالي بمدن القناة صدر قرار بالتهجير.

وأشاد فرج، بموقف أهالي مدن القناة الذين استجابوا لقرار الرئيس جمال عبد الناصر بالتجهير، ولم يشتكي أحد ولم ينفذ أي أحد وقفة أو اعتراض رغم أن السويس كانت أكثر المحافظات تدميرا، بل استجابوا للأمر وجمعوا متاعهم على السيارات النصر وغادروا المدينة.

واستطرد أن أخر مراحل الحرب كانت على أرض السويس، عندما حاولت قوات العدو دخول المدينة بعدد 6 ألوية مدرعة، إلا أن رجال المقاومة الأبطال تصدوا لهم ومنعوا تقدمهم عقب صدور قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار، والذي خالفته إسرائيل.

وكشف سمير فرج، أن إسرائيل حشدت الاعلام العالمي لإظهار محاولة احتلالها للسويس كأسم عالمي مرتبط بالقناة، إلا انهم فوجئوا بتصدي وصمود من رجال المقاومة، لم يتوقعوا حدوثه، لا سميا أن ذلك الهجوم جرى بعدد 6 ألوية مدرعة تكفي لاحتلال سيناء وليس مدينة في مساحة السويس.

وتابع اللواء سمير فرج الخبير الاستراتيجي، أن نكسة 1967 كانت قاسية، وفقدت مصر 80%، مضيفا أن يوم 9 يونيو 67 كان من أصعب الأيام عندما قرر الرئيس جمال عبد الناصر التنحي.

واستطرد أن تلك كانت النقطة الفاصلة فالجيش انهزم في الحرب، بينما الشعب لم يخسر المعركة، وبسبب صمود الشعب وايمانه بالجيش خرجت التظاهرات تقول للرئيس "لا تتنحى"، لذلك فحروب الجيل الرابع والخامس الجديدة ليست ضد الجيش وإنما الشعب ليفقد ثقته في الدولة وتنهار.

وعرض اللواء فرج، مقاطع فيديو مسجلة من مؤتمر بوزارة الخارجية الأمريكية في مايو 2011، وكشفت المقاطع عن مدى مؤامرة بعض رموز الحكم الأمريكي في التخطيط لثورة 25 يناير للنيل من الدولة المصرية وتفكيك الجيش والشرطة، وهزيمة الشعب معنويا.

وأكد أن الإدارة الأمريكية امتنعت عن دعوة الرئيس الراحل حسني مبارك 7 سنوات ليس بسبب موقفه من القضية الفلسطينية، وإنما تمهيدا لصناعة ثورة 25 يناير.

وكشفت المقاطع أن وزيرة الخارجية الأمريكية في تلك الفترة كونداليزا رايس، أقرت أن الإدارة الأمريكية وجهت 50% من مساعداتها لمصر الى الجمعيات غير الرسمية، بهدف إنفاق تلك الأموال ليسهل عليها السيطرة على تلك الجمعيات واستخدامها في زعزعة الاستقرار في مصر، وتفكيك الدولة المصرية.

وقال سمير فرجن إن العدو كان يأتي لمصر من اتجاه واحد وهو الجهة الشرقية منذ دخول الهكسوس، وفي التاريخ الحديث في حروب 67 و73، إلا أن مصر الأن تواجه تهديدات من الاتجاهاهت الأربعة، من الجبهة الغربية، ومن الجنوب لتنال من حق مصر في مياه النيل، ومن الشمال أيضا من أجل الصراع على غاز المتوسط.

وقال رئيس جامعة السويس، إن حرب أكتوبر ستظل تدرس على رأس المقررات العسكرية في أعرق الأكاديميات الحروب في العالم حين حمل جيش مصر على كاهله أمانة تكليف الشعب له بحتمية استرداد الكرامة، ورفع الراية، وإعلاء الهامة في عنان السماء مهما كلفه ذلك من تضحيات.

وتطرق رئيس الجامعة في كلمته الى الإنشاءات والكليات الجديدة هذا العام، موضحا أن ما تقوم به الدولة من مشروعات قومية هو لصالح هذا الشعب ولمصلحة وطنية، ومن برج العرب وعن طريق الفيديو كونفرانس، افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي كلية الطب في مبنى بلغت تكلفة الإنشاء والتجهيز 412 مليون جنيه. إضافة إلى دخول كليات جديدة الجامعة هذا العام لتخدم أبناء السويس ومنها كليتي طب الأسنان وكلية التربية والرياضية، خلال الأعوام المقبلة سيجري افتتاح كلية العلاج الطبيعي ومعهد التمريض وكلية دراسات النانو تكنولوجي خلال الأعوام القادمة.

وفي كلمته حذر اللواء عبدالمجيد صقر، الشباب من الانسياق وراء الشائعات، التي تستهدف النيل من المصريين وقوتهم وطالبهم بالدخول في عمق الموضوع والبحث ومعرفة الحقيقة، وألا ينظرون للصورة من الخارج لأن هناك من يريد تشويه صورة الدولة في عقول الشباب.

قال اللواء عبدالمجيد صقر، إن بسالة وتضحيات أهالي السويس في ملحمة المقاومة الشعبية، كانت معجزة بكل المقاييس وتصدوا للعدو ومنعوا تقدمه نحو القاهرة.

وأضاف اللواء عبدالمجيد صقر، أن أعداد الأهالي المقيمين في السويس كانت قليلة نظرا لهجرة الأسر إلى المحافظات الأخرى، بعد يونيو 1967، وعندما فشل العدو في العبور من الإسماعيلية، توجه إلى السويس، بعد أن دكها بالطيران وترك 3 محاور فقط لدخول المدينة.

وتابع المحافظ أن العدو بعدد 6 ألوية مدرعة، وهي تكفي لاحتلال دولة صغيرة وليس محافظة فقط، لكن رجال المقاومة وبأعداد تتراوح بين 70 إلى 80 فدائي استطاعوا التصدي لهم ومنع تقدمهم داخل المدينة، وأدخلوا الرعب الى قلوبهم، وقضوا 100 يوم في الحصار الإسرائيلي وكانوا صامدين.

تابع محافظ السويس، أن الذين قدموا ملحمة المقاومة الشعبية كانوا شباب وفتيات في عمر طلاب الجامعة وضحوا بأرواحهم و استشهدوا فداء للوطن، ومن نسل هؤلاء الرجال والسيدات خرج في الأيام الماضية من وقف في ميادين مصر ليدافع عن الدولة المصرية ضد من يسعون فيها بالفساد ويريدون الخراب لأهلها، ويتبعون حروب الجيل الرابع والخامس لإفساد العقول.

وتطرق صقر في حديثه عن ادعاء القنوات المعادية لمصر عرض مشاهد كاذبة لهدم بيوت زعموا أنها كانت مأهولة بالسكان، وجرى طردهم لهدمها، وعلق محافظ السويس أن المنازل التي جرى هدمها كانت منازل بنيت على أرض الدولة لأشخاص استولوا عليها ولم يكن هناك ترخيص بالبناء، وخارج الحيز العمراني ولم يكن بداخلها أي فرد مقيم.

وأكد محافظ السويس، أن البعض استغل الظروف في تلك الفترة، وأحدث مشهد مصطنع أمام أحدى المنازل التي جرى هدمها لخطورتها على السكان بعد اخلائهم، وذلك بهدف اثارة الرأي العام، واكتشفت عقب ذلك أن الأسرة التي ظهرت في الفيديو المصور امام المنزل المهدوم، تقيم في منزل قديم مجاور له صادر له قرار إزالة لخطورته الداهمة على السكان وليس بسبب أية مخالفات.


قال الدكتور مفيد شهاب أستاذ القانون الدولي بجامعة القاهرة، إن حرب أكتوبر يجب أن نحتفل بها وأن نكتب عنها دائما خاصة للأجيال الذين لم يعاصرونها، موضحا أنه من الجيل الذي بكى من الفرحة عندما بث التليفزيون المصري عبور القوات المصرية إلى أرض سيناء، هزم العدو الإسرائيلي بالإرادة والوطنية والتضحية وبالأسلوب العلمي.

وأضاف الدكتور مفيد شهاب أن الانتصارات لا تأتي بالعواطف وإنما تأتي بالأسلوب العلمي والتخطيط والإيمان بالحق والإدارة القوية للدفاع عن الحق، والاستعداد للنقد في سبيل الحق.

واستطرد أن نصر أكتوبر هو القاعدة والأساس الذي بنى عليه إعادة الأرض بغير الحرب، إذ طلب العدو الإسرائيلي التفاوض بعدما كان يرى أن سيناء أصبحت له والجولان والضفة الغربية له، فطلب التفاوض والدخول في حوارات مع العدو، وكان التفاوض مشروط بانسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي المصرية.

وتابع مفيد شهاب، أن الإسرائيليين حاولوا خداعنا سياسيا، وكانت معركة سياسية انتهت بتدخل الولايات المتحدة وإجراء المباحثات في كامب ديفيد، إلا أن مصر أصرت على موقفها ورفضت أي مفاوضات إلا بعد انسحاب العدو من كل أراضي سيناء إسرائيل، وجرى وضع وثيقة إعلان وهي بمثابة اتفاق ملزم، لانسحاب اسرائيل من كافة الأراضي المصرية.

وأشار أستاذ القانون الدولي، أنه بعد اعلان المبادئ، تحول الاتفاق الموجز غير المفصل في في 26 مارس 1979 تحول إلى اتفاقية سلام، وكان تنفيذ الانسحاب على 3 مراحل، ينتهي في 25 ابريل 1982 وفقا للمسجل في الاتفاقية.

واستكمل، ان إسرائيل كانت تماطل في الانسحاب من بعض المواقع وتضيع الوقت، إلا ان الرئيس مبارك، أعلن بشكل صريح أنه جرى الانسحاب من سيناء باستثناء مواقع معينة وهو ما أغضب الإسرائيليين، وكان عددها 14 موقع أبرزها رأس النقب وطابا، وأعلن مبارك انه مستمر في التفاوض حول تلك المواقع.

وانتقلت مصر من مرحلة التوفيق إلى مرحلة التحكيم الدولي، وخاض المفاوضات قمم من الدبلوماسيين المصريين على رأسهم كمال حسن على الذي أصر رغم مرضه على الحضور إلى المحكمة الدولية في جينيف على كرسي متحرك، ليدلي بشهادته وما إن دخل المحكمة حتى أدى له الجميع التحية من الجانبين المصري والإسرائيلي.

وضمت هيئة التحكيم المحكم المصري حافظ سلطان، ومُحكمه إسرائيلية و3 محكمين دوليين محايدين، وكانت مهمة المحكم المصري التأثير وإقناع الثلاثة المحايدين، قدم أول مذكرة وضمت 260 صفحة ومعه 9 مرفقات مراسلات وخرائط تاريخية.

وأوضح أن الاختلاف كان في التحكيم على بعض العلامات كان أهمها 4 نقاط هي رأس النقب، ومنطقة طابا وجوارها ميناء إيلات وهو مدينة مصرية استولت عليها إسرائيل في حرب 1948.

كانت مذكرات إسرائيل المقدمة للمحكمة ضعيفة، مقابل الوثائق والمذكرات التي قدمتها مصر، كان الرئيس مبارك شكل لجنة لاسترداد طابا ضمت 25 خبير قانوني ودبلوماسي، وكان التوفيق للجانب المصري الذي أثبت بالحجة والدليل أحقيته في الأراضي، ورفضنا التفريط في أي متر من الأرض، لأن الرئيس مبارك أن ذاك شدد على ذلك وقال إنه إن لم تعد طابا بالتحكيم فلتعد بحرب جديدة.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة