الأربعاء، 21 أكتوبر 2020 - 07:06 م

«إشادات دولية ..وخطابات شكر».. هكذا لاقت التجربة المصرية لتطوير التعليم إشادات دولية علي نطاق واسع من الدول، حيث كان أخرها تلقى وزارة التربية والتعليم خطاب شكر وتقدير من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو»، بعد اختيار الوزير طارق شوقي ، كأفضل متحدث فى الاجتماع الوزارى بعنوان «حول العودة إلى المدارس بالدول العربية فى ظل أزمة كورونا وكيفية ضمان استمرارية التعليم الجيد للجميع» ،إلى أن أصبحت كلمة السر وراء اختيار وزير التعليم كأفضل متحدث، وهو ما يستعيد قوة مصر الناعمة من خلال منظومة تطوير التعليم، ورغبة الدول في الاستفادة من تلك التجربة الناجحة .

أقرا أيضا| وزير التربية والتعليم يعلن تفاصيل مشروع قانون لتحسين أوضاع المعلمين

لم يدخر الدكتور طارق شوقى جهداً لعرض تجربة مصر فى التعليم بصفة عامة، ونجاح وزارة التعليم في العبور من أزمة كورونا وعقد الامتحانات في ظل انتشار الجائحة، في جميع مشاركاته  بالمحافل والاجتماعات الدولية، فقد استطاعت مصر في عام 2018  البدء في تطبيق النظام الجديد على مرحلة الروضة والصف الأول الإبتدائى والتي تضمنت بناء مناهج جديدة تختلف اختلافاً تاماً عن المناهج فى النظام القديم وتم وضعها وفق «رؤية مصر للتنمية المستدامة 2030»، بالإضافة إلى اختلاف طرق التدريس، واستهدف تطبيق هذا النظام المدارس الحكومية المجانية التي يستفيد منها كل طبقات المجتمع،  والبالغ عددها وقت تطبيق التجربة،  55 ألف مدرسة بمختلف محافظات مصر، ةبالتوازى لذلك تم تطبيق المنظومة الإلكترونية والتابلت، والتي استهدف تطبيقها طلاب الصف الأول الثانوى العام ، والبالغ عددهم 750 ألف طالب وطالبة، إلى أن امتد تطبيقها حالياً للصف الثالث الثانوى العام ، لتشهد امتحانات الثانوية العامة لهذا العام أول امتحانات إلكترونية ستعقد في تاريخ الثانوية العامة ليتم القضاء علي «بعبع» الثانوية العامة من خلال تلك المنظومة، فضلا عن نجاح الوزارة في تجهيز البنية التكنولوجية في مدارس الثانوية لتطبيق المنظومة الإلكترونية، إضافة لنجاحها في تطبيق منظومة التعليم عن بعد وإجراء أكثر من 10.4 مليون امتحان إلكتروني خلال العامين الماضيين للمرحلة الثانوية، إضافة إلى الجهود التي تبذلها الوزارة في إعداد المنصات الرقمية كمنصة «إدومودو - منصة البث المباشر»، والتى وصل عددها أكثر من 7 منصات، والفيديوهات التعليمية التفاعلية، وبنك المعرفة، والقنوات التعليمية، والتى لها جدول بث لجميع المناهج للصفوف الدراسية المختلفة، وجميعها مجاناً للطلاب.

دولا كثيرة سواء علي المستوى الإفريقى أو الدولى أشادت بتجربة مصر الرائدة في تطوير التعليم ، حيث أشاد البنك الدولى بالتجربة المصرية المتعلقة بتطوير التعليم والذى اعتبرها من أنجح التجارب في العالم، إلى أن طلب البنك الدولي من وزارة التعليم إقامة «مؤتمر تعزيز التعلم في الشرق الأوسط وأفريقيا» والذى عقد في مصر مؤخراً لكى تتعرف الدول على قصة النجاح التي حققتها مصر فى هذا المجال .

لم يقتصر الأمر علي ذلك، بل حرص البنك الدولى على تشجيع الدول التي شاركت في هذا المؤتمر حينذاك، على اعتبار التجربة المصرية «خريطة طريق» ملهمة لها في تطوير منظومة التعليم، فضلاً عن مطالبة بعض الدول من وزارة التعليم المصرية، المشاركة فى بنك المعرفة المصرى، وأيضا التعرف على منظومة الامتحانات الإلكترونية.

وامتد الأمر أيضاً إلى مطالبة بعض الدول الإفريقية، وزير التربية والتعليم المصرى، بالاستفادة من التجربة التي طبقتها مصر فى بعض المدارس للقضاء على كثافة الفصول، وهناك دولاً أخرى طلبت المساعدة المصرية فى بناء المدارس، وتزويدها بالمناهج الدراسية.

وفي أول تعقيب لوزير التربية والتعليم لاختياره كمتحدث أمثل فى الاجتماع الوزارى لمنظمة اليونسكو أعرب  الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى«في تصريح خاص» عن سعادته البالغة في اختياره كمتحدث في الاجتماع الوزارى لمنظمة اليونسكو ، قائلاً: هذا ليس منصباً وإنما مشاركة دولية لرفع التصنيف المصرى فى التعليم ، وقد تحسن بشكل كبير بسبب الجهود المبذولة خلال قرابة الأربع سنوات.

وأوضح وزير التربية والتعليم، أنه مثّل  مصر فى عدد كبير من الموتمرات الدولية تمت إدارتها من منظمات اليونسكو، اليونيسيف، البنك الدولى، منظمة الإيسيسكو، وجهات أخرى، وقد حازت تجربة تطوير التعليم في مصر - وبالأخص - ما نجحت فيه مصر بعد جائحة كورونا، على تقدير دولى كبير جداً .

وقال الوزير: إن منظمة اليونسكو تعتبر التجربة المصرية مثالاً يحتذى به حول العالم وتقدمه للدول الأعضاء للاستفادة منه، وكذلك حازت التجربة المصرية لتطويرالتعليم على إشادة كبيرة من البنك الدولى واليونيسيف وبناء عليه تم دعوتى كوزير التعليم المصرى لقيادة مجموعات دولية فى ما يتعلق باستمرار التعليم اثناء الجائحة، وكذلك الخبرة المصرية في تطوير التعليم وتطوير المناهج ونظم التقييم الجديدة والاختبارات الإلكترونية.

وعن عدد الدول التي طالبت بالاستفادة من التجربة المصرية في تطوير التعليم ..أكد د.طارق شوقي ،
أن هناك دولاً كثيرة سواء فى إفريقيا أو دول أوروبية طالبت بالاستفادة من تجربة مصر في تطوير التعليم وكيفية العبور بدراسة آمنة خلال أزمة كورونا ، كاشفاً عدد الدول التي طالبت الاستفادة من تطويرالتعليم المصري والتي يبلغ عددها 76 دولة إفريقية وعربية وأوربية، ففي إفريقيا بلغ عدد الدول المطالبة بالاستفادة من تجربة مصر في التطوير  22 دولة إفريقية، بالإضافة لعدد خمس دول عربية وأيضاً 49 دولة من الدول الأعضاء فى الإيسيسكو، مشيراً إلى أن المنافسة الآن بين الدول ليست مادية، وإنما أصبحت منافسة عن مدى القدرة على الابتكار والإبداع والبحث العلمى.

ولفت الوزير إلى أن منظومة تطوير التعليم في مصر من أكبر المشاريع القومية لإعادة الدولة على خريطة التصنيفات الدولية المتقدمة، مشيراً إلى نجاح مصر في تجربة تطوير التعليم، والتى يرجع الفضل فيها لجهود الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية،  لتطوير منظومة التعليم والتي بدأت عام 2014 منذ توليه الرئاسة وإطلاقه مبادرة «نحو مجتمع مصرى يتعلم ويفكر ويبتكر»، موضحاً أن إنشاء بنك المعرفة المصرى عام 2016 كان أول ثمار هذه المبادرة، لافتاً إلى أن فكرته بنيت على أساس تكوين محتوى معرفى عالمى في جميع المجالات ولكافة الأعمار باستخدام التكنولوجيا مع إتاحة مصادر المعرفة لـ 100 مليون مصرى وبدون أى تكلفة.

وقال د.شوقي، أن الوزارة عملت على إعادة النظر في منظومة التعليم القديمة بصفة عامة لرفع مستوى مصر فى التصنيفات العالمية في هذا المجال، والعمل على بناء نظام تعليم عصرى لاستبدال النظام القديم، مشيراً إلى أن التجربة أثبتت عدم جدوى استمرار تحسين التعليم القديم، ومن هنا بدأت فكرة ولادة منظومة التعليم الجديد التي بدأت بمرحلة رياض الأطفال والصف الأول الإبتدائي وذلك في سبتمبر 2018، وبالتوازى مع إعادة بناء التعليم منذ المراحل الأولى بدأت الوزارة في تغيير نظام التقييم في المرحلة الثانوية بهدف استعادة التعلم للأجيال التى لم تلحق بالنظام الجديد واختبار قدرتهم على فهم نواتج التعلم سعياً إلى تحقيق «رؤية مصر 2030».

يذكر أن الدكتور مصطفي مدبولى رئيس مجلس الوزراء ،خلال الاجتماع الوزارى للحكومة الذى عقد  اليوم الأربعاء، هنأ الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، علي اختياره كأمثل متحدث  في الاجتماع الوزارى لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو».