السادات أحب شرها.. ومنحها معاشا استثنائيا
السادات أحب شرها.. ومنحها معاشا استثنائيا


السادات أحب شرها.. ومنحها معاشا استثنائيا

علاء عبدالعظيم

الأربعاء، 21 أكتوبر 2020 - 07:58 م

كانت صاحبة ملامح غليظة، وتعبيرات قاسية، وقسمات وجه أقل ما يقال عنها إنها تنتمي لفضيلة الرعب الآدمي؛ إذ أنها امرأة حباها الله بهذا الوجه، وكل تلك الملامح لتجسد شخصيات واقعية، وتخطف بقسوتها، وجبروتها العقول.. لا يزال الكلام ممتدا عن الفنانة القديرة الراحلة نجمة إبراهيم.


ولدت نجمة في أول مايو عام 1911، وعاشت حياة ممتدة تزيد قليلا عن 66 عاما، وفي بداية عملها الفني لم يكن لها أي علاقة بأدوار الشر والرعب، حيث عملت في فترة العشرينيات من القرن الماضي، في العديد من  الفرق المسرحية، وعملت أيضا مطربة، وممثلة في غرفة منيرة المهدية.


لكن الأقدار جعلت الفنانة الراحلة تقلع عن الغناء، وتركز ففي مجال التمثيل، ولم يكن هناك، بالطبع من أحبها، أو تعاطف معها عندما شاهدها وهي تخنق ضحاياها في فيلم ريا وسكينة، لكنها أحست بالرضا والسعادة والمشورة لأنها نجحت في أن توصل إلى المشاهد كل مشاعر الخوف والكراهية من خلال تجسيدها لشخصية السفاحة (ريا)، وأطلق عليها ملكة أدوار الشر والرعب.


وما لا يعرفه البعض أن نجمة إبراهيم، كانت في حياتها الخاصة أرق من النسيم، تفعل الخير مع زملائها، أو المحيطين بها بلا حدود، وتتسم بقلب لا يعرف إلا الرحمة والطيبة، وشديدة التأثر إذا ما شاهدت إنسانا يعاني من المرض أو الألم، ولها مواقفها الخيرة التي تفعلها في الخفاء.

 


كانت كل هذه الصفات والمشاعر هي التي دفعت المخرج الكبير صلاح أبو سيف إلى اختيارها لتجسيد شخصية السفاحة ريا، حيث برر ذلك بكلماته الشهيرة: «إن في داخل كل إنسان موضوع الخير والشر، وهناك جانب يتغلب على الآخر، ويظل الجانب الآخر مطويات يبحث لنفسه عن وسيلة يخرج بها، وقد أثبت علم النفس أن أفضل من يجسد أدوار الشر والقسوة هو الممثل الذي يكون في حياته عكس ذلك تماما».


وفي أحد الأيام أصيبت نجمة إبراهيم بحمى شديدة، وطلب منها الطبيب عدم مغادرة المنزل، وقام زوجها المؤلف والمخرج عباس يونس، بالاتصال بإدارة المسرح، أخبرهم بعرضها حيث كانت تقوم ببطولة إحدى المسرحيات، وكانت الفرقة أن تلغي العرض في هذه الليلة، إلا أن الجميع فوجئ بها داخل الكواليس المسرح، ترتعش من الحمى قائلة: هؤلاء الناس الذين جاءوا لمشاهدة العرض لابد وأن يقضوا ليلة جميلة، وأصرت على رفع الستار في موعده، لكنها سقطت على الأرض من شدة الحمى في نهاية العرض بعد إسال الستار.


وتعرضت بعد ذلك لفقدان البصر، وما إن علم بذلك الرئيس جمال عبدالناصر أصدر قرارا بعلاجها على نفقة الدولة في إسبانيا، بعدما فشلت الجراحة بالعين لها أول مرة، لكنها في أواخر أيامها انقطعت للعبادة، بحسب ما نشرته مجلة أخبار النجوم.

 

وتقديرا من الدولة لها، قرر الرئيس الراحل أنور السادات الذي أحب شرها، منحها معاشا استثنائيا عام 1972، ظلت تتقاضاه حتى آخر أيام عمرها 4 يونيو 1976، لتودع نجمة الرعب التي نالت إعجاب وحب الجميع، المصريين بعد أن قدمت للمسرح حوالي 70 مسرحية، و60 فيلما، كان آخرها فيلم صراع الأبطال.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة