صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


الشعب يتحدى الشائعات.. «الإخوان الإرهابية» وأعوانها يبثون الفتن لإسقاط الوطن

بوابة أخبار اليوم

الخميس، 22 أكتوبر 2020 - 04:01 ص

 

تحقيق: ياسمين سامي - محمد قنديل - وائل ثابت

- دقيق فاسد للخبز المدعم .. فرض ضرائب باهظة.. ووقف «تكافل وكرامة» .. أحدث الأكاذيب
-«الذباب الإلكتروني».. صفحات ممولة لنشر الفتن
- خبير أمن المعلومات : يغيرون مواقعهم لبلاد أخرى وهمية للهروب من الأمن.. ويجب تدريب الإعلاميين
- أساتذة الاجتماع: وعي المواطن حائط الصد الأول
- خبراء الإعلام: الجماعة الإرهابية تهدف لتشويه صورة مصر بالأخبار الكاذبة
- «الإفتاء»: مجرمون في حق دينهم ومجتمعهم وأمتهم
- قانونيون: عقوبات مغلظة على المروجين .. والدولة قادرة على المواجهة

أكاذيب.. تضليل.. غش.. تخريب.. كلها كلمات راسخة فى وجدان جماعة الإخوان الإرهابية وتتخذها منهجاً فى أعمالهم الإجرامية ببث الفتن والشائعات والأكاذيب الهدامة التى تستهدف اسقاط الدولة،  فالإنجازات التى شهدتها مصر فى وقت قياسى حركت الحقد والكراهية فى أهل الشر من أعداء الوطن،  فاستخدموا الجماعة الإرهابية ولجانها الإلكترونية الإجرامية للتشكيك والمحاولات البائسة للوقيعة بين الشعب وقياداته.

وقد حذر الرئيس عبدالفتاح السيسى فى الكثير من المناسبات بعدم الانسياق خلف الشائعات التى تهدف إلى هدم أركان الدولة، مؤكدًا أن الجيل الرابع والخامس من الحروب متواجدة وتقوم على التشكيك فى قدرات الشعب وقياداته،  وأشار الرئيس إلى خطورة تطور وسائل القتال فى تدمير الدول والقضاء عليها من خلال هذه الحروب التى تعتمد على وسائل الاتصال الحديثة ونشر الأكاذيب .. «الأخبار» تسلط الضوء فى هذا الملف على حرب الشائعات التى يتعرض لها الوطن، وآلية عمل الكتائب الإلكترونية الإرهابية، وتناقش الخبراء والمسؤولين فى كيفية التصدى لها ومواجهتها.

الصيد في الماء العكر

فى الآونة الأخيرة ظهرت الكثير من الأخبار الكاذبة والإشاعات التى تهدف إلى تقليب المواطنين على الدولة، وتشويه صورة الحكومة، فقامت اللجان الإلكترونية الخاصة بالجماعة الإرهابية ومن يدعمها، ببث آلاف الشائعات والأخبار الكاذبة خلال الأشهر القليلة السابقة، وهو ما يقابله توضيح إسبوعى من المركز الإعلامى لمجلس الوزراء فى تقرير يرد على الأخبار الكاذبة التى يتم ترويجها، وخلال الفترة من 9 حتى 16 أكتوبر الجارى نفى المركز 14 شائعة، وهى ما تم تداوله عن مُصادرة العقارات المخالفة لقانون التصالح فى مخالفات البناء، وما تردد عن إلغاء قرار الركوب المجانى والخصومات بالمواصلات العامة لكبار السن، بالإضافة إلى نفى ما انتشر حول وقف معاش «تكافل وكرامة» للأسر غير المسجل أبناؤها فى المدارس.

ومن ضمن الشائعات الأخيرة كانت عن تجميد صرف رواتب الموظفين بماكينات «ATM» خلال الشهر الحالى لحين تحويل صرفها ببطاقة «ميزة» بهدف خلق حالة من الغضب بين الموظفين، وأيضاً شائعة أخرى عن إطلاق رابط إلكترونى جديد لتسجيل بيانات المرحلة الرابعة لدعم العمالة غير المنتظمة،كما ترددت أنباء كاذبة عن تأجيل موعد بدء الدراسة بالجامعات للعام الجامعى الجديد.

الكتائب الإلكترونية

واستمراراً لسلسلة الشائعات خلال الأسبوع الماضى فقط، نشرت الكتائب الإلكترونية شائعة تفيد بفرض ضرائب باهظة على المزارعين بمختلف محافظات الجمهورية، كما تم الترويج كذباً عن استخدام الحكومة لشحنات دقيق فاسدة فى إنتاج الخبز المدعم.. ولخلق حالة من الفوضى واثارة الأزمات بين المواطنين والحكومة، ظهرت شائعة عن صدور قرار بمد مهلة تركيب الملصق الإلكترونى حتى أبريل 2021، وفرض رسوم على دخول الامتحانات للطلاب الراسبين بالتعليم العام والفنى وإجراء امتحانات الدبلومات الفنية إلكترونيًا خلال العام الدراسى الجديد، فضلاً عن شائعة التراجع عن تطبيق نظام «التعليم الهجين» بالجامعات خلال العام الجامعى الجديد.

وظهرت شائعات عن صدور قرار بفرض رسوم على الطلاب عند الدخول للجامعات، ونفت وزارة التعليم العالى هذا الخبر الكاذب .
ومن الأخبار الكاذبة المثيرة للسخرية هى فرض ضرائب على الدراجات الهوائية، وهو ما نفته وزارة المالية .

ترويج الشائعات

ومنذ عدة أيام انتشرت الشائعات عن اختطاف الفتيات، فى محاولة لتصدير صورة بضعف الجانب الأمنى فى الشارع، إلا أن وزارة الداخلية كانت لهم بالمرصاد، لتثبت حقيقة اختفاء فتاة الإسكندرية المتغيبة، التى تركت منزلها لخلافات عائلية، كما ضبطت الشرطة القائم على ترويج الشائعات مع اتخاذ الإجراءات القانونية ضده، كذلك الكشف عن فتاة المنوفية المتغيبة بسبب خلافات أسرية ورجوعها إلى أسرتها، وغيرها من حالات التغيب التى استغلتها اللجان الإلكترونية للجماعة الإرهابية .

«الذباب الإلكتروني»

مواقع إلكترونية وصفحات تملأ مواقع التواصل الاجتماعية تدشنها كتائب منظمة وحسابات وهمية من قبل تنظيم الإخوان الإرهابى وممولة من الدول المعادية بالتعاون مع إعلام الجماعة الإرهابية وعلى رأسهم قناة الجزيرة، والتى تبث الشائعات التى تستهدف زعزعة استقرار مصر وتحاول جعلها بيئة خصبة لنشر الفتنة والكراهية والتشكيك فى انجازات الدولة والقيادة السياسية، بالإضافة إلى الحشد ضد الدولة وتدشين الـ «هاشتاجات» للتضامن مع دعواتهم للعنف إلا أن جميعها باءت بالفشل الذريع .

تدرك جماعة الإخوان المسلمون جيدا أهمية المنصات الإعلامية فى التأثير وتغيير الموقف الجمعى، لذا ينفقون الغالى والنفيس من أجل أن تصبح لهم كلمة مسموعة حتى وان استغلوا أحزان الوطن وأزماته، ولعل أبرز تلك الصفحات أبرزها من حيث المنضمين لها «مجموعة أصدقاء الجزيرة مباشر» والتى يتبعها ايضا مجموعة مغلقة يطلقون على أنفسهم الشباب «الثورى» بحسب ما كتبه احد المنضمين لها بضرورة عودتهم للعنف وحث جموع الإخوان من كافة الأرجاء للنزول مرة اخرى وعدم نسيان ايام التجمهرالإرهابى فى ميدانى رابعة العدوية وميدان النهضة، بينما كتب آخر : «انتو نايمين ليه.. جايين فى اهم وقت واخطر وقت تناموا وتنسوا القضية.. لازم نبث الأمل ونحييه تانى ونفكر الناس»، وذلك لعدم التفاعل الكبير على الصفحة ومع المنشورات التى يتم نشرها على الصفحة وكذلك على المجموعة التابعة لها، والتى عندما قمنا بتتبع من يساهمون فى نشرها لجذب اكبر عدد من المنتمين اتضح أنه باسم «محمد.م» يبلغ من العمر 20 عامًا بحسب البيانات التى كتبها على صفحته الشخصية.

الرموز المتطرفة

صفحة أخرى باسم «رابعة العدوية رمز الحرية» والتى تقوم بنشر بعض المنشورات الساخرة مما تحققه مصر حالياً من انجازات على كافة المجالات والتنمية الشاملة ومحاولة التشكيك بها، وكذلك لا زالت تدافع عن الرموز المتطرفة أبرزهم حازم أبو إسماعيل وكذلك تضع صور الرئيس المعزول محمد مرسى، وبالبحث ايضًا توجد صفحة «الثورة قادمة» والتى يتابعها أكثر من 3 آلاف ونصف، تعتمد على تشويه صورة المؤسسات العسكرية بالشائعات وتزييف الحقائق فتقلبها رأساً على عقب وتقتبس مقولات من رموز الاخوان ودعاة الفوضى والسلفية وتروج لفكر رجب طيب أردوغان واستراتيجياته وخططه وأطماعه فى السيطرة على ثروات منطقة الشرق الأوسط، كما تبث الأخبار الكاذبة والشائعات.

صفحات لا حصر لها وحسابات معظمها وهمية تقوم ببعض المهام المطلوبة بمقابل مادى، وهذا ما يؤكده خبير أمن معلومات الانترنت وليد حجاج، فيقول أنه يوجد بعض المجموعات المنظمة التى تسمى «كتائب إلكترونية» تقوم بمهام معينة تتكون من مجموعات مختلفة منها مجموعة تختص بسوشيال ميديا، ومجموعة خاصة بالصحافة، ومجموعة تختص بنشر الأخبار، وأخرى تختص بإنشاء بمجموعات السوشيال ميديا وهدفهم نشر الشائعات والمعلومات المغلوطة فقط لصالح جهة معينة من أجل الإضرار بمصر وعلاقاتها الخارجية خاصة بينها وبين الدول الإفريقية، وأحيانا يعملون من خلال تغيير موقعهم لبلد أخرى غير التى يقيمون فيها على الأجهزة التى يعملون عليها لتصعيب ضبطهم من قبل مباحث الانترنت، على الرغم من ان معظمهم خارج مصر.

محاربة الشائعات

أما عن طريقة محاربة الشائعات والتصدى لها أكد حجاج أن وعى المصريين تجلى فى مشاهد عديدة ولكن هناك طرق ومحاور أساسية يمكن الاعتماد عليها للتصدى للشائعات أولها: تدريب الصحفيين والإعلاميين على التعامل بمنطلق دقة الخبر وليس السرعة فى نشره والاعتماد على مصادر المعلومة لكى تكون موثقة عند القارىء.

أما عن المحور الثانى فأوضح حجاج أنه يتمثل فى رفع التوعية لدى المواطن لكى يتم المقارنة بين الخبر السليم وغير السليم، وذلك عن طريق نوعية الأدوات التى يقوموان باستخدامها، ويجب عليهم أن يقوموا بتقييم المحتوى بشكل جيد وليس بشكل عشوائى كما يتم، واخيرًا الطرق السليمة للتعامل مع التكنولوجيا وذلك مع وجود حرية تداول المعلومات، موضحًا أن جماعة الإخوان الارهابية من أكثر الجماعات التى تشكل كتائب الكترونية من أجل ضرب علاقات مصر الخارجية وترويج الشائعات داخليًا وخارجيًا .

تستهدف المعنويات

تستهدف الشائعات خلق نوع من الفوضى فى المجتمع بهدف هدم الاستقرار، بالإضافة إلى التشكيك المستمر فى إنجازات الدولة وما تحققه من نجاحات، ولوعى الواطن دور هام فى وقف خطورة هذه المحاولات الهدامة والتصدى لمروجى الأخبار الكاذبة.. هكذا يؤكد خبراء علم الاجتماع فى حديثهم مع «الأخبار».

توضح د. عبلة البدرى، أستاذ علم الاجتماع، أن جماعات أهل الشر تحاول بشتى الطرق صنع الفتن والأزمات فى مصر لتحقيق هدفهم فى هدم الدولة، ولكن وعى الشعب المصرى وإدراكه جيداً لما يحيط به من مؤامرات، يحبط هذه المحاولات البائسة النابعة من الحقد والكره لمصر لما تحقق بها من تنمية وإنجازات عظيمة يشهد لها العالم، وتصنع مستقبلا مشرقا للوطن.

وتشير إلى أن اسلوب بث الشائعات والأخبار الكاذبة يستهدف معنويات المواطن، لينقلب ضد الدولة حيث تركز هذه الشائعات على محاولة الوقيعة بين المواطنين والقيادة السياسية، إلا أن المواطن فى تزايد مستمر فهو عنصر أساسى فى عملية التنمية التى تشهدها الدولة، ويقدر جيداً ما تقوم به الدولة من جهود جبارة لمواصلة مسيرة الاصلاح وتحسين حياة المواطنين بتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسى .

وتشدد البدرى على أن هناك تصديا واضحا من أجهزة الدولة على الشائعات التى تبثها جماعة الإخوان الإرهابية ومن يعاونها، من خلال سرعة الرد بالحقائق حتى يكون المواطن على علم بأن أعداء الوطن يحاولون التلاعب بعقله بهدف زعزعة الاستقرار وعرقلة العمل المستمرة فى المشروعات العملاقة والتنمية الشاملة، فأصحاب النفوس المريضة لا يعترفون بالنجاح .

نجاحات باهرة

بينما يقول د. سمير عبدالفتاح، أستاذ علم النفس الاجتماعى بجامعة عين شمس، إن من يبث الشائعات والفتن هم فئة فقدت ضميرها وخانوا وطنهم فى مقابل تحقيق مصالح شخصية بدعم من دولة حاقدة على مصر لما تحققه من نجاحات باهرة، فضلاً عن أن أهل الشر وعلى رأسهم جماعة الإخوان المسلمين تعمل من خلال أتباعهم فى الداخل والخارج على نشر الأكاذيب بهدف الوقيعة بين الشعب المصرى وقياداته وتحقيق أهدافها الدنيئة، وكل هذه المحاولات تتحطم تحت مطرقة وعى المواطنين.
ويتابع إن هذه المحاولات كانت وستستمر نظرا للنية المعروفة لهؤلاء وهى إسقاط مصر ودخولها فى نفق مظلم كغيرها من بعض الدول العربية التى مازالت تعانى من الحروب والإرهاب .

ويتابع أنه يجب على وسائل الإعلام والجهات المعنية ضرورة العمل بشكل مستمر من أجل توعية المجتمع بخطورة تلك المرحلة وعدم الانسياق خلف الشائعات حتى وإن كان الشعب يعى الأهداف السيئة لهذه الشائعات.

من جانبها تؤكد د. هالة منصور أستاذ علم الاجتماع، أن اعتماد وسائل الاعلام على المصارحة ونشر البيانات والحقائق الصادرة من الدولة جعل المواطن ينتبه إلى حقائق الأمور، ويدرك الحقيقة، وأن ما تفعله وسائل الإعلامة التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية وصفحات مواقع التواصل الاجتماعى التابعة لها، أصبحت الآن بلا تأثير واضح نظراً لإدراك المواطن النية السيئة لهؤلاء الإرهابيين المخربين.

وتوضح أن الرد السريع من الجهات المختصة على الأخبار الكاذبة، ساهم بدرجة كبيرة فى التصدى للشائعات.

وعي المواطن

قوة تأثير الإعلام معيار أساسى لتشكيل الوعى للمواطن، وهو نقطة مؤثرة وهامة لابد من الاهتمام بها وتعزيزها بكافة السبل للتصدى للشائعات وجعل المواطن لديه قدرة كبيرة للتفرقة بين ما هو كاذب وحقيقى، وتعريف الجمهور بالعدو الحقيقى وبمن يريد هدم مصر لا المساهمة فى البناء.

يقول د. حسن عماد مكاوى، عميد كلية الإعلام الأسبق، أن هناك فارقا بين الحقيقة والأخبار الكاذبة وهذا ما أصبح المواطنون يدركونه جيدًا والشعب المصرى لديه وعى جعله يتصدى للجماعة الإرهابية وكذلك للشائعات التى يتعمدون نشرها، كما تدرك الأخطاء التى وقع فيها من قبل وأصبح يتفاداها بشكل جيد ومقصود بل يكذب كل ما يرى فيه الكذب.

ويضيف مكاوى أن مواقع التواصل الاجتماعى يعتبرها عدد ضخم من القراء والمتصفحين المصدر الأساسى لمعرفة الأخبار ولكن بحسب الدراسات التى أجراها الباحثون فى هذا الشأن فقد أثبتت أن معظم المعلومات على هذه الوسائل إما مغلوطة أو مغرضة أو ناقصة وأن السبب وراء اعتماد عدد كبير من الجمهور عليها سرعة انتشارها وكذلك تدفق الأخبار عليها بشكل ضخم وسريع ولأكثر من مصدر لكنهم مع ارتفاع الوعى لا يصدقون كل ما ينشر ويتحققون من صحته مشيرًا إلى أن البعض يتحرى صحة الأخبار قبل نشرها على صفحته على السوشيال ميديا بل واصبح الكثيرون يقومون بصحافة المواطن والنزول إلى موقع الخبر لتحرى الدقة ونشره إلى المواقع المختلفة.

أما د. محمود علم الدين، أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، فيقول أن الإعلام لابد أن يكون دوره استباقى ويهيئ المواطنين بشكل سليم لاستقبال التطورات التى تحدث فى مصر ومدى أهميتها وكيفية تأثيرها، وأن تطوير الاعلام فى مصر خطوة فى غاية الخطورة والأهمية خاصة فى الوقت الراهن والذى يحاول فيه الارهابيون الوقيعة بين مصر وغيرها من الدول وتشويه صورتها فى الخارج وأن ذلك لن يحدث الا من خلال استباقية الاعلام للسوشيال ميديا وغيره من مصادر الأخبار غير الموثوق منها والتى يمكن للجماعات الارهابية التلاعب بها من خلال كتائبها.

ويتابع علم الدين أن هناك أهمية كبيرة للعرض الموضوعى الدقيق بالأرقام والبيانات المفصلة أبرز وسيلة لعرض الحقائق واثباتها وأن هذا الدور هو ما يقوم به الإعلام المصرى بالفعل فى الوقت الحالى ولكنه يحتاج إلى تطور بشكل أكبر بخصوص هذه القضية، حتى تكون المعلومات موثقة ومقنعة بأدلة وقرائن وبراهين يصعب التشكيك فيها لتكون الردود ذات شفافية .

الدين منهم براء

تستخدم الجماعة الإرهابية وأعوانها شعارات دينية مزيفة فى محاولة للتأثير فى النفوس، ولكن الدين منهم براء بأفعالهم الإجرامية التى لا تهدف إلا للتخريب والفوضى.. فى هذا الصدد أصدر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية بياناً منذ عدة أيام، يؤكد فيه أن حرب الشائعات الشرسة التى تختلقها الكتائب الإلكترونية الإخوانية الإرهابية تستهدف المواطن المصرى معنوياً من حيث عطائه وقِيَمُه وانتمائه، وهذا الاستهداف أشد ضراوة من الاستهداف المادى لجسد الإنسان، مشدداً على أن أفراد هذه الكتائب مجرمون فى حق دينهم ومجتمعهم وأمتهم.

وأشار المرصد على وقوفه بالمرصاد لهذا الإرهاب الإلكترونى الخطير من الناحية الفكرية والشرعية، وأن لديه كتيبة رصدية على أعلى مستوى من الحرفية، ونخبة من العلماء يعملون على تحصين المجتمع من الأفكار الهدامة والمتطرفة .

وتابع المرصد أن مروجى الشائعات وعناصر الحرب النفسية يصدق عليهم وصف المرجفين، الذين يهدفون إلى زعزعة استقرار الأوطان بالأخبار المساهمة فى نشر الاضطراب والفوضى فى مخالفة صريحة لنهى الشرع الحكيم عن هذه الصفة «الإرجاف»، كما جاء فى قوله تعالي: «يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ» «المائدة: 41».

تشريعات وقوانين تتصدى للمؤامرات

يعد الجانب التشريعى من أهم الجوانب التى عملت من خلال التشريعات الجديدة على مواجهة الأكاذيب المسمومة التى تبثها الجماعات الإرهابية من خلال وسائل التواصل الإجتماعى وغيرها من اللجان الإلكترونية.

وجاءت عدد من التشريعات والقوانين التى عملت على التصدى لتلك المؤامرات من خلال تجريم بث الإشاعات أو الأخبار الكاذبة من خلال مواد قانون العقوبات 80 د، و102 مكرر، و188.. فالمادة رقم 80 «د» تقضى بأن يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر ولا تزيد على خمس سنوات وبغرامة لا تقل عن 100 جنيه ولا تجاوز 500 جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل مصرى أذاع عمدًا فى الخارج أخبارًا أو بيانات أو إشاعات كاذبة حول الأوضاع الداخلية للبلاد .

قانون العقوبات

فى ذات السياق، يقول د. صلاح فوزى، أستاذ القانون الدستورى، إن ما يشهده الفضاء الإلكترونى ما هو إلا جزء من الحروب الجديدة التى تستهدف مصر, مؤكدا أن هذا الجيل من الحروب يسمى حرب الشائعات والذى يعتمد على بث الإشاعات والأكاذيب والدعاية المناهضة للأنظمة والدول.

مؤكداً أن قانون العقوبات المصرى ضم بعض الجرائم والتى تسمى الدعاية المثيرة ليأتى قانون رقم 175 لسنة 2018 بشأن مواجهة جرائم تقنية المعلومات والذى ساهم فى وضع عقوبات على جرائم مغلظة لمروجى الشائعات.

ويتابع أنه من بين الإجراءات الأخرى الهامة فى القانون والتى تطبق من الدولة، هى «المنع» والتى تعمل على منع وحجب بعض المواقع التى يتضح أنها تروج الشائعات وذلك كإجراء احترازى لمنع جريمة نشر الأخبار الكاذبة من خلال إجراءات ضبطية إدارية وفقاً للقانون كونها وسيلة منعية، ويشير إلى أنه لدينا ثلاث طرق للتصدى للشائعات، الطريق الأول هو الجزائى الجنائى، والطريق الثانى هو الرقابى المنعى، والطريق الثالث هو الدور التوضيحى والذى يقوم به وسائل الإعلام.

تهدد الدولة

من جانبه يقول د. أسامة حسنين عبيد ، أستاذ القانون الجنائى ووكيل كلية الحقوق جامعة القاهرة، أن القوانين المصرية التى صدرت خلال السنوات الماضية بخصوص الجرائم الإلكترونية كانت بناء على إدراك حقيقى بخطورة الشائعات وضرورة التصدى لها فى أطر قانونية واضحة.

ويضيف أن الجانب القانونى كفل وبشكل جيد تتبع مروجى الشائعات على مواقع التواصل الاجتماعى وغيرها من المواقع وحدد العقوبات اللازمة لكل جريمة على حدى .. كما يؤكد أن التوعية تعد هى السلاح الأهم فى مواجهة الشائعات والأكاذيب التى تهدد الدولة المصرية وذلك من خلال وسائل الإعلام مثل والندوات والبرامج التلفزيونية وغيرها مما يشكل وعيا جمعيا للتصدى ورفض الشائعات وعدم التعامل معها.. أما الجانب الخاص بالقانون فالدوله بكافة أجهزتها وخاصة وزارة الداخلية قادرة على مواجهة مروجى الشائعات ومحاسبتهم .

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة