طاقم الزورقين التركيين اللذين تم أسرهما
طاقم الزورقين التركيين اللذين تم أسرهما


كنوز | المدفعية المصرية تكسر أنف الجيش العثماني وتأسر طاقم زورقين

عاطف النمر

الخميس، 22 أكتوبر 2020 - 04:50 ص

أطاح الإنجليز بالخديو عباس حلمى الثانى لميله إلى الدولة العثمانية، وجاء السلطان حسين كامل ليحكم مصر فترة الحرب العالمية الأولى "1914-1917"، وفى عهده شاركت مصر فى الحرب بجانب فرنسا وإيطاليا وبلجيكا واليونان، ودعم جنود مصر دفاعات العراق والحجاز والسودان وفلسطين.

وكان رئيس الوزراء حسين رشدى باشا قد وقع على اتفاقية دخول الحرب فى 5 أغسطس 1914 بصفته قائم مقام الخديوى المطاح به عباس حلمى الثانى، وبموجب الاتفاقية أرسلت مصر 100 ألف جندى ليحاربوا إلى جوار الحلفاء وقتال الجيش العثمانى والألمانى والقوات المتعاونة معها فى إفريقيا وآسيا وأوروبا، وكان أهم سلاح يستخدمه الجيش المصرى هو سلاح الهجانة وفيالق سلاح المهندسين المسئول عن تمهيد الطرق والسكك الحديدية وحفر الخنادق.

وكانت مصر محاصرة من حدودها الأربعة بالجيوش العثمانية والألمانية وجيش السنوسى وجيش سلطنة دارفور فى الجنوب وكان واجب الدفاع عن مصر ضد هذا التهديد هو عمل قومى وواجب وطنى، وظهر فى تلك المعارك معدن الجندى المصرى الصلب الذى يتمتع بشجاعة وبسالة جعلت ملك بريطانيا جورج الخامس يمنح الأوسمة للضباط والجنود المصريين الذين حاربوا على مختلف الجبهات، ومنح وسام فيكتوريا للقائد على زكى قائد بطارية المدفعية فى معركة طوسون على ضفة قناة السويس، والملازم أول خليل جبور أحد ضباط صد الهجوم العثمانى الألمانى على قناة السويس.

اقرأ أيضًا | بالفيديو| أطماع «أردوغان» في المنطقة ووهم الخلافة العثمانية


نتوقف أمام معركة ليلة 2 و3 فبراير 1915 التى تمكن فيها الجيش العثمانى بقيادة جمال باشا، من الوصول لسيناء والوصول لقناة السويس وأخذ فى تركيب جسر للعبور للضفة الغربية للقناة، لكن بطارية المدفعية المصرية الخامسة بقيادة الملازم أول أحمد أفندى حلمى تصدت للقوات العثمانية وصوبت نيرانها عليها فأبادتها، يومها حاولت القوات العثمانية العبور فى الليل بين 2 و3 فبراير، إلا أن القوات "المصرية البريطانية" صدت هذا الهجوم.

كانت القيادة العسكرية البريطانية أمرت بإخلاء سيناء لتستفيد من صحراء سيناء كحاجز قاسٍ يصعب اجتيازه بسهولة لبعد القوات التركية عن المركز القيادى ومركز الإمداد والتموين، إلى جانب طول وصعوبة الطريق فى سيناء مما ينهك القوات، وصعوبة حمل المعدات العسكرية والأسلحة والذخيرة والمؤن والمواد الأساسية للإعاشة لمسافات كبيرة صعبة الاجتياز، وصدر الأمر بإغراق الأراضى بمياه البحر قبالة بورسعيد على طول 45 كيلومترا، وحفر الخنادق على ضفة القناة الشرقية من القنطرة فى اتجاه الجنوب، وحفر الخنادق على ضفة القناة وتعزيز المواقع بخمسين ألف جندى، وحشد 40 ألف جندى فى الزقازيق، وبناء متاريس متينة وأسلاك من الحديد على طول القناة من بورسعيد إلى بورتوفيق.

وتم تزويد الجيوش ببعض المدرعات الحربية فى بحيرة التمساح، وقطارات سكة حديد تمر من بورسعيد والسويس، واستعانت بالطائرات الاستطلاعية لكشف تحركات القوات التركية وللإنذار المبكر، وبذلك أصبحت مصر ومدينة بورسعيد والإسماعيلية والسويس مناطق حرب، ووضعت تحت الحكم العسكرى، وكانت قناة السويس خط مواصلات الحلفاء، والإسماعيلية والقنطرة قواعد عسكرية للقوات البريطانية كخلفية استراتيجية لتحرير شبه جزيرة سيناء.

بدأت مشاة القوات العثمانية مهاجمة نقطتى الدفرسوار وسرابيوم فجر 3 فبراير سعياً إلى اجتياز قناة السويس على كبارى نقالة تحت حماية نيران مدافع مكسيم، واجهتها المدفعية البريطانية بالتعاون مع قطع الأسطول الراسية فى مياه قناة السويس، واضطرت القوات التركية إلى الانسحاب، وتم أسر عدد كبير من الضباط والجنود الأتراك وسقوط عدد كبير من القتلى فى القوات التركية، وكان يقود القوة المصرية الأميرالاى أحمد حلمى، الذى ترك الجيش التركى يقترب منه حتى يكون فى مرماه، وترك القوة التركية تنزل زورقين فى القناة، ثم هاجمها وتمكن من هدم الكوبرى، وضحى بنفسه ومات فى هذه المعركة بعد أن أدى دوره الوطنى، وتوقف الهجوم التركى إلى شهر أغسطس 1916، وقاست القوات التركية الشدائد فى اختراق شبه جزيرة سيناء، ولاقت مقاومة كبيرة واستعدادات ميدانية هائلة، لذلك قرر جمال باشا عدم معاودة مهاجمة القناة مرة أخرى إلا إذا أعد حملة قوية مجهزة بالمعدات والمدافع والعدد الكافى من الأتراك والألمان بعد مد سكة حديد بقدر المستطاع فى الصحراء.

وكانت معركة "رمانة" نهاية حملة قناة السويس الثانية التى شنتها الدولة العثمانية فى 27 يوليو 1916 بإرسال آلاى قوامه 18٫000 جندى بقيادة جمال باشا والعقيد الألمانى "كريس فون كرسنشتاين"، لقطع طرق المواصلات بين بريطانيا ومستعمراتها الآسيوية، وقد منيت الحملة التركية الألمانية بالفشل فى معركة "رمانة" على ضفاف قناة السويس وقتل فى المعركة 9500 جندى عثمانى، عندما واجهتهم المدفعية المصرية والبوارج البريطانية والفرنسية التى كانت فى انتظار عبورهم، وتلك هى قصة الزورقين التركيين فى الحرب العالمية الأولى اللذين تم الاستيلاء عليهما وأسر جنودهما عند محاولة العبور من منطقة الدفرسوارالتى تعد أضيق منطقة فى القناة، وتم الاحتفاظ بالزورقين فى المدرسة الفنية لورش قناة السويس بميدان شامبليون كتذكار للحرب العالمية الأولى.

> كنوز: احتفلت القوات المسلحة في نوفمبر 2015 بمرور 101 عام على المشاركة المصرية في الحرب العالمية الأولى، وما قدمه الجيش من بطولات وأعمال جليلة ساهمت في الانتصار للقيم والمبادئ الإنسانية وتضمنت الاحتفالية فيلما وثائقيا ومحاضرة بعنوان "الجيش المصري عبر العصور" باعتباره أقدم جيش نظامي عرفه التاريخ.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة