الرئيس السيسي
الرئيس السيسي


السيسي : البنية التحتية وإمدادات الطاقة والنقل أساس التكامل

الرئيس يشارك في قمة «الاتحاد الإفريقي والتجمعات الاقتصادية الإقليمية»

محمد هنداوي

الخميس، 22 أكتوبر 2020 - 04:27 م

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أهمية العمل على تحقيق التناغم المطلوب في أداء التجمعات الإقليمية الإفريقية للسير بوتيرة متوازنة نحو تنفيذ أجندة التكامل القاري، مشيرا إلي ضرورة تنسيق جهود التكامل الإقليمي مع النهوض بشبكتي البنية التحتية والطاقة على مستوى القارة، في ظل أهميتهما في تسيير حركة البضائع والخدمات والأفراد، وتعزيز قنوات التواصل ونقل البيانات والمعلومات، بما يوفر البيئة المواتية لتحقيق مستويات أعلى من التكامل الإنتاجي والاقتصادي، مؤكدا علي أن البنية التحتية وإمدادات الطاقة والنقل أساس التكامل الإقليمي في إفريقيا .. جاء ذلك خلال مشاركة الرئيس السيسي أمس عبر الفيديو كونفرانس في القمة التنسيقية الثانية بين الاتحاد الإفريقي والتجمعات الاقتصادية الإقليمية على مستوى القارة، بحضور الرئيس «سيريل رامافوزا» رئيس جمهورية جنوب إفريقيا ورئيس الاتحاد الإفريقي، ورؤساء دول وحكومات الدول الأعضاء بهيئة مكتب الاتحاد الإفريقي ورؤساء التجمعات الاقتصادية الإقليمية، ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فقيه.

وصرح السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن القمة تناولت التباحث حول التحديات التي فرضتها جائحة كورونا على الدول الإفريقية وعلي جهودها لتطوير التكامل القاري والإقليمي، وكيفية تعزيز آليات العمل الإفريقي المشترك بهدف تجاوز الظروف الحالية، خاصةً من خلال دعم قدرات الصحة العامة ومواجهة الأوبئة في إفريقيا، وتبـادل الدروس المستفادة وأفضل الممارسات فيما يخص احتواء الجائحة.

وقد رحب الرئيس خلال القمة التنسيقية بالجهد المبذول لمتابعة نتائج قمة التنسيق الأولى التي ترأسها في يوليو ٢٠١٩ بالنيجر، وفي مقدمتها تقاسم العمل بين الاتحاد الإفريقي والتجمعات الاقتصادية الإقليمية، إلى جانب تعزيز جهود الإصلاح المؤسسي والمالي والإداري في إطار مفوضية الاتحاد الإفريقي. 

كما شدد الرئيس في ذات السياق على ضرورة مواصلة المفاوضات الخاصة باتفاقية التجارة الحرة القارية بجدية، وذلك بهدف تفعيلها بشكل كامل تحقيقاً للحلم الإفريقي المشترك في تعزيز الاندماج الاقتصادي، على اعتبار أن هذا المشروع يمثل محوراً أساسياً لتحقيق باقي أهداف الاندماج القاري، بالإضافة إلى أهمية تعظيم الدور المحوري والقيادي لوكالة الاتحاد الإفريقي للتنمية «نيباد» في حشد الموارد المالية التي تُمكِن من تنفيذ المشروعات القارية الرائدة لأجندة إفريقيا التنموية 2063.

وقال السيسي إنه علي الرغم من تداعيات فيروس كورونا على المجتمع الدولي بأسره، خاصةً على المنظومة الإفريقية وأجهزتها التنفيذية المُختلفة وقدرتها على تطوير التكامل القاري والإقليمي، إلا أنه في المُقابل، فقد دفعتنا تلك التحديات لتعزيز التكاتف الإفريقي المشترك من أجل تسخير طاقاتنا لإيجاد حلول فعالة ومُبتكرة تُتيح لنا تجاوز صعوبة الظروف الحالية. 
وأشار الرئيس السيسي إلي أنه خير مثال على ذلك، ما أتيح لنا من فرص لاكتشاف إمكانات القارة وتطويرها لتعزيز قدُرات الصحة العامة ومواجهة الأوبئة، وذلك عبر عدد من المبادرات والأنشطة، وعلى رأسها تأسيس صـندوق الاتحـاد الإفريقـي لمكـافحـة فيروس كـورونا، وتبـادل المعلومـات والبيانات والدروس المُستفادة وأفضل المُمارسات فيما يخص احتواء الجائحة، وبلورة منصة مُوحدة لمُشتريات الدواء والمُستلزمات الطبية.

وأكد السيسي أن مصر حرصت على أن تكون في طليعة هذا الجهد الإفريقي من خلال المساهمة بمُساعدات طبية وأجهزة معملية ونقل خبرات فنية دعماً للدول الإفريقية الشقيقة، فضلاً عن إسهام مصر في دعم الصندوق الإفريقي لمكافحة فيروس كورونا والمركز الإفريقي لمُكافحة الأمراض والأوبئة، ورحب السيسي بالعرض الذي قدمه رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي لتقرير حالة الاندماج في إفريقيا، مشيراً إلي أنه يريد الإشارة في هذا الصدد إلى النقاط التالية:

أولاً: كان من اللافت للنظر ما أوضحه التقرير من وجود تفاوت في أداء التجمعات الاقتصادية الإقليمية اتصالاً بتحقيق أهداف اتفاقية أبوجا لتأسيس الجماعة الاقتصادية الإفريقية وتنفيذ خطة عمل لاجوس للتنمية الاقتصادية، فضلاً عن تباين التقدم المحرز حول محاور الاندماج المالي والتجاري والربط في مجال البنية التحتية، ومن هنا يأتي دور الاتحاد الإفريقي في مُساندة كافة التجمعات لمُعالجة القصور الذي يعتري أداؤها في تنفيذ محاور الاندماج القاري، وفي نقل التجارب الإيجابية لتجمع أو آخر لبقية النظراء الإقليميين، والعمل على تحقيق التناغم المطلوب في أداء التجمعات الإقليمية للسير بوتيرة متوازنة نحو تنفيذ أجندة التكامل القاري.

ثانياً: أود التأكيد مجدداً على الدور المحوري والقيادي لوكالة الاتحاد الإفريقي للتنمية «نيباد» في حشد الموارد المالية التي تُمكن من تنفيذ المشروعات القارية الرائدة لأجندة إفريقيا 2063.

ثالثاً: أناشد بأن نواصل بجدية المفاوضات الخاصة باتفاقية التجارة الحرة القارية بغية تفعيلها بشكل كامل تحقيقاً للحلم الإفريقي المشترك في تعزيز الاندماج الاقتصادي، على اعتبار أن هذا المشروع يمثل حجر الزاوية لتحقيق باقي أهداف الاندماج القاري.

رابعاً: جهود التكامل الإقليمي لا يمكن التعامل معها بمعزل عن النهوض بشبكتي البنية التحتية والطاقة على مستوى القارة، في ظل أهميتهما في تسيير حركة البضائع والخدمات والأفراد، وتعزيز قنوات التواصل ونقل البيانات والمعلومات، بما يوفر بيئة مواتية لتحقيق مستويات أعلى من التكامل الإنتاجي والاقتصادي.

وقال السيسي، إن مصر ترحب بالجهد المبذول لمُتابعة نتائج قمة التنسيق الأولى، وفي طليعتها استكمال العمل الرامي لصياغة مصفوفة لتقاسم العمل بين الاتحاد الإفريقي والتجمعات الاقتصادية الإقليمية، والدول الأعضاء، مع ضرورة وضع خارطة طريق لمُشاورات مُوسعة ومُعمقة يتم إجراؤها على مستوى الاتحاد والتجمعات والحكومات. 
وأوضح السيسي أن مصر تتطلع لاعتماد المصفوفة بعد اكتمالها في قمتنا التنسيقية القادمة في يوليو 2021 بندجامينا. ومن الضروري أيضاً أن نعمل سوياً لرفع كفاءة كل من مفوضية الاتحاد الإفريقي وسكرتاريات التجمعات الاقتصادية الإقليمية حتى يتسنى لهم الاضطلاع بمهامهم على الوجه الأكمل في إطار تقسيم العمل، مع ربط ذلك بجهود الإصلاح المؤسسي والمالي والإداري في إطار مفوضية الاتحاد الأفريقي. 

وأعرب الرئيس السيسي عن ثقته في أن الاجتماع سيخرج بنتائج إيجابية تعرض على القمة الإفريقية المُقبلة في فبراير 2021، ليتسنى أن نتابع تنفيذها عندما نحل ضيوفاً على الرئيس إدريس ديبي الصيف المُقبل.

إقرأ المزيد .. ننشر كلمة الرئيس السيسي في قمة الاتحاد الإفريقي والتجمعات الاقتصادية

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة