عملوها «الفراعنة الجدد».. الشمس تعود لـ«وجه رمسيس» بالمتحف الكبير
عملوها «الفراعنة الجدد».. الشمس تعود لـ«وجه رمسيس» بالمتحف الكبير


حكايات| عملوها «الفراعنة الجدد».. الشمس تعود لـ«وجه رمسيس» بالمتحف الكبير

شيرين الكردي

الخميس، 22 أكتوبر 2020 - 06:11 م

على خطى الأجداد يسير أحفاد الفراعنة ليحيوا الأمجاد، فبعد أكثر من ثلاثة آلاف عام من بناء الملك رمسيس الثاني لمعبده الفريد بأبي سمبل، والذي تتعامد فيه الشمس على وجه الملك في يومي 21 أكتوبر و21 فبراير من كل عام، أعاد الأثريون الظاهرة إلى سيرتها الأولى؛ لكن هذه المرة داخل مقره الأخير ببهو المتحف المصري الكبير.


منذ أكتوبر 2019، نجح القائمون على المتحف المصري الكبير في تشكل فريق من مهندسي وأثري المتحف، بالتعاون مع الدكتور أحمد عوض الباحث بكلية الهندسة؛ للعمل على إعادة تحقيق تلك الظاهرة الفلكية مجددًا، ليستغرق الأمر عامًا كاملًا من الدراسات الفلكية والحسابات الهندسية الدقيقة؛ لتطبيقها داخل بهو المتحف وتحديدًا على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني.

 

‎رحلة الرصد بدأت في الساعات الأولى للنهار داخل البهو العظيم بالمتحف الكبير، وقبل بدء مواعيد العمل الرسمية، حيث كان هناك مهندسي المتحف وأصحاب ومنفذي الفكرة، لرصد الأشعة التي بدأت بالمرور عبر فتحة تبلغ أبعادها 90 سم × 90 سم، جرى اختيارها بناء على دراسات علمية وفلكية دقيق.

 

اقرأ للمحررة أيضًا| «فياجرا» الفراعنة.. فسفور المصريين يقبع في نهر النيل

 

المشرف العام على المتحف المصري الكبير والمنطقة المحيطة اللواء عاطف مفتاح، زف بشرى للمصريين والعالم بأن  أشعة الشمس تعبر المتحف حتى تصل إلى وجه تمثال الملك رمسيس في تمام السادسة و45 دقيقة، لتتمركز على وجهه لمدة تقارب 5 دقائق في ظاهرة فلكية فريدة.

 

 وبعيدًا عن فرحة تعامد الشمس على وجه رمسيس، فإن الفكرة تحمل رسالة للعالم أن المعماري والمهندس المصري الحديث يستكمل أمجاد أجداده ويعيد أشعة الشمس لتشرق على وجه رمسيس أحد أعظم ملوك مصر القديمة.

 

 

لكن سيتم وضع زجاج لا يحجز أو يكسر أشعة الشمس على المساحة المستهدفة مع المحافظة على شكل واجهة المتحف دون أي تشويه، والأكثر تميزًا أن ذلك تم دون أي تكاليف مالية بل بعقول أبناء المتحف وأصحاب الفكرة التي لا تقدر بثمن.

 

البداية كانت مع تجربة مبدئية العام الماضي ونجحت بنسبة معقولة، لكن قبل خروج الحدث إلى النور هذا الشهر بشكل نهائي تم متابعة حركة الشمس فوق التمثال على مدار الأيام الأربعة الماضية، لتسجل نجاح منقطع النظير، والعام المقبل سيستغل الحدث في الترويج للسياحة المصرية.

 

اقرأ للمحررة أيضًا| لا تزدهر ولا تعطي ثمارًا.. شجرة لا تنبت في أي أرض إلا بسيناء

 

المشرف على المتحف المصري الكبير تحدث عن أن المهندس المصري القديم هو الوحيد الذي عمل بنظام «فور دي»، أي «إكس واي زد» و«الزمن» وهي النظام الذي جرى اتباعه قبل التنفيذ النهائي.

 

المهندس عادل سعد، مدير المساحة بالمتحف المصري الكبير، وصاحب التجربة نفسها اعترف بأن الأمر واجه صعوبة في بدايته وهي وجود جزء فولاذي في واجهة المدخل يعيق نفاذ أشعة الشمس فتم تعديل التصميم في مساحة صغير بما يسمح بدخول أشعة الشمس، ومنذ فبراير الماضي تم تجربة 3 نقاط مختلفة قبل الاستقرار على موقع واحد.

 

وقبل إنجاح التجربة بنسبة 100% روعيت المساحات المناسبة على الواجهة الرئيسية للمتحف بمعالجة معمارية بخامات قادرة على نفاذ أشعة الشمس من خارج الجهة الشرقية للمتحف إلى داخل بهو مدخله الرئيسي، وتم ذلك دون أي تغيير في التصميم المعماري للمتحف، وجرى تحديد مقدار الزاوية الأفقية بواسطة برامج الحاسب الآلي Starry Night المتخصص في حساب حركة الأجرام السماوية.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة