الجمعة، 23 أكتوبر 2020 - 11:45 ص

لم يدرك أعضاء مجلس نقابة الممثلين في عام 1957، أن الفنان الراحل محمود المليجي سيقدم استقالته من المجلس بعد اختفاء استقالة كان قد قدمها عضو المجلس محمد الطوخي، ولاحظ المليجي أنه تم التلاعب في طلبه.

المليجي اتهم في تلك الواقعة المجلس كله، وطالب بتحويله للتأديب، ولكن مجلس النقابة أهمل طلب الفنان الكبير، وأخفى استقالة الطوخي، مما زاد ذلك في غضب المليجي، واعتبر المسألة منتهية، وبعدها قدم استقالته احتحاجا على ما حدث، بحسب ما نشرته جريدة أخبار اليوم في 3 أكتوبر 1957.

يذكر أن الفنان الراحل محمود المليجي ولد في الثـاني والعـشرين من ديسمبر عـام 1910، في حيّ المغربلين، أحد أقدم أحياء القاهرة الشعبية وأشهرها، ونشأ في بيئة شعبـية حتي بعـد أن انتقل مـع عائلته إلى حي الحلمية، وبعـد أن حصل على الشهادة الإبتدائية اختار المدرسة الخديوية ليكمل فيها تعليمه الثانوي.

كان حب المليجي لفن التمثيل وراء اختياره المدرسة الخيديوية حيث كانت تشـجع التمـثيل، فمدير المدرسة "لبيب الكرواني" كان يشجع الهوايات وفي مقدمتها التمثيل، فالتحق المليجي بفريق التمثيل بالمدرسة، وأتيحت له الفرصة للتتلمذ على أيدي كبار الفنانين، أمثال: أحمـد عـلام، جـورج أبيض، فتوح نشاطي، عزيز عيد، والذين استعان بهم مدير المدرسة ليدربوا الفريق.

بات المليجي أحد أشهر الممثلين المصريين في القرن الماضي، والممثل الأكثر حضوراً في تاريخ السينما والتلفزيون العربي بحصيلة تجاوزت 500 عملّاً فنياً، منها 21 فيلمًا تم اختيارها في قائمة أفضل 100 فيلم بذاكرة السينما المصرية حسب استفتاء النقاد عام 1996.

وعلى مدار مشواره الفني، اشتهر باسم شرير الشاشة المصرية؛ لكثرة تقديم أدوار الشر في أعماله، ومع ذلك كان بارعًا في تقديم أدوار الخير والطبيب النفسي، كما أدى أيضاً أدواراً فكاهية (كوميدية). 

كان المليجي عضواً بارزاً في الرابطة القومية للتمثيل، ثم عضواً في الفرقة القومية للتمثيل، وحصل على جوائز كثيرة منها وسام العلوم والفنون عام 1946، ووسام الأرز من لبنان عن مجمل أعماله الفنية في العام نفسه، وعين في مجلس الشورى عام 1980 وتوفي عقب ذلك بثلاث سنوات.

أقرأ أيضاً.. الصحافة برلمان يكتب ولا يتكلم.. الراحل فكري أباظة