علم السودان
علم السودان


بعد عام ونصف من زوال حكم الموالين للإخوان.. السودان خارج قوائم الإرهاب

أحمد نزيه

الجمعة، 23 أكتوبر 2020 - 10:42 م

وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرًا تنفيذيًا برفع اسم السودان من قوائم الدول الراعية للإرهاب، في خطوةٍ تاريخيةٍ، انتظرها السودان لنحو 27 عامًا، إلا أن تحققت بالفعل.

وطوى السودان صفحةً سوداءً، انحنت اللائمة خلالها على نظام الرئيس السابق عمر البشير، الذي تسببت سياساته في وضع اسم السودان على قوائم أمريكا للإرهاب عام 1993.

وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، إن السودان فعل المطلوب منه لكي يتم إزالة اسمه من قوائم الإرهاب.

وسدد السودان أموالًا لأسر ضحايا العمليات الإرهابية في الولايات المتحدة، وأعلن البيت الأبيض أن السودان حوّل المبالغ المطلوبة منه، مما مهد الطريق أمام رفع اسم السودان من قوائم الإرهاب، وهو الأمر الذي كان دائمًا ما يمثل عائقًا أمام الحصول على دعمٍ مالي وقروضٍ لمواجهة الأزمات الاقتصادية التي كانت تعصف بالبلاد.

وتأتي الخطوة بعد نحو عامٍ ونصف العام، على زوال حكم التيارات المتأسلمة في السودان، بسقوط نظام الرئيس السابق عمر البشير، الذي كان مقربًا من جماعة الإخوان الإرهابية في أبريل من العام الماضي.

حكم النميري والبشير

حكم المتأسلمين في السودان دام لنحو أربعة عقود، بدايةً من مطلع ثمانينات القرن الماضي، خلال الشطر الأخير من حقبة الرئيس الأسبق جعفر النميري، الذي حكم  البلاد بين عامي 1969 و1985، بعد أن أطاح بحكم الرئيس إسماعيل الأزهري عبر انقلابٍ عسكريٍ.

ورغم بداية النميري في حكم البلاد بالتوجه ناحية التيارات اليسارية، إلا أنه أخذ منحنى مغايرًا في الجزء الأخير من حكمه، واتجه نحو المتأسلمين، وأطلق سلطتهم تجاه اليساريين من أجل إقصائهم من الحياة السياسية، وبدأ من عام 1980 في إصباغ الصبغة الدينية على حكمه.

وأطاحت انتفاضة شعبية بحكم النميري، ليخلفه بصورة مؤقتة عبد الرحمن سوار الذهب، قائد الجيش، الذي سلم الحكم بصورةٍ سلميةٍ لأول حكومة منتخبة للرئيس أحمد الميرغني ورئيس الوزراء الصادق المهدي.

لكن هذه الحكومة لم تصمد طويلًا، فأطاح بها عمر البشير من سدة الحكم عبر انقلاب عسكري عام 1989، ليتولى الحكم ويرتدي نفس العباءة التي كان يلبسها النميري، في تبني الفكر الديني في حكمه، الذي دام لثلاثة عقود، والتودد لجماعة الإخوان الإرهابية، إلى أن تمت الإطاحة به في أبريل عام 2019، بعد انتفاضةٍ شعبيةٍ خرجت في الشوارع تطالب بإنهاء حكمه.

وبعد مرور عامٍ ونصفٍ على الإطاحة بحكم عمر البشير، أطاح السودان بملف الإرهاب أيضًا وراء ظهره، ليبدأ مسارًا جديدًا في تاريخه، ينتظر من خلاله أن يتلافى أخطاء الماضي.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة