باكورة سلسلة للشعر الإيطالى
باكورة سلسلة للشعر الإيطالى


عن منشورات المتوسط

ترجمة عربية لـ«هذا الجسد هذا الضوء» للإيطالية ماريا جراتسيا

أخبار الأدب

السبت، 24 أكتوبر 2020 - 11:08 ص

صدر أوَّل كتب سلسلة الشِّعر الإيطالي، وأتى بعنوان «هذا الجسدُ، هذا الضَّوء» للشاعرة الإيطالية المعاصرة، ماريَّا غراتسيا كالاندْرُونِهْ.

يقدم الكتاب مختاراتٍ شعريَّةٍ لأهمِّ ما كتبَت هذه الشَّاعرة، والكاتبة المسرحيَّة، والنَّاقدة، والصحفيَّة، وأعد الكتاب وترجمه الشَّاعر والمترجم السُّورى أمارجى، والذى سيُشرِف على هذه السلسلة ويُحرِّرها.


يقول النَّاقد الإيطالي أندريا كورتِلِّسَّا، فى توطئة الكتاب الذي جاء فى 64 صفحة من القطع المتوسط: أعرفُ القليل من الأمثلة الحداثيَّة على تطوُّرٍ يماثل ذلك الذي أحرزَتْه فى السَّنوات الثَّلاث الأخيرة ماريَّا غراتسيا كالاندرونِهْ. إنَّه تطوُّرٌ مؤازَرٌ بطاقةٍ أشبه بطاقةِ المستعِر الأعظم، فما يبدو لنا أنَّه انفجارٌ ليس إلَّا الحصيلةَ الوهَّاجةَ لعمليَّةٍ بطيئةٍ للغاية، مغطوطةٍ في ليل الأصولِ كلِّها. إنَّ في هذا الشِّعر، ولْنَقُلْها هنا بكلماتِ بيانكا ماريَّا فرابُوْتَّا (التى يمكن القولُ إنَّها مكتشفتُها)، «سيلٌ صاخبٌ، جارف»، سيلٌا يحمل معه «حدساً غنائيَّاً استثنائيَّاً، وقواعدَ أخلاقيَّةً مُبهرة»، و»تمجيداً أسطوريَّاً عميقَ الإدراك» لـِ «إعادة ابتكارِ الكون».


 وممّا كتبَ كورتِلِّسَّا أيضًا فى كلمته: لقد كانت قصائد تسيلان وماندلشتام أعظم قصائد القرن المنصرم التي أظهرت كيف أنَّ «شيطان المماثلة» لا يزدرى على الإطلاق العناصر المادِّيَّة الأكثر كثافةً، ولا التَّردِّيات الأكثر عمقاً. هذا درسٌ فهمَه ميلو دى آنجليس، وأنتونيلَّا أنِدَّا، اللَّذان نظرَتْ ماريَّا غراتسيا كالاندرونِهْ مليَّاً فى شِعرهما. وإذا كانت هناك، فى هذا الجيل الذى تنتمى ماريَّا غراتسيا إليه، قصيدةٌ لا تُظهر أىَّ خوفٍ من ذلك الشَّيطان – الفاقدِ التَّقديرِ فى يومنا، بقدرِ ما هو محتَّمٌ ولا غنى عنه – فإنَّها ستكون، بالتَّحديد، قصيدتها.


تأتي سلسلة الشِّعر الإيطالى تكملةً لمشروع المتوسِّط كدار نشر اهتمت، منذ تأسيسِها، بنقلِ الأدب والفكر الإيطاليَّين إلى اللُّغة العربيَّة، بحكمِ وجودها فى إيطاليا، وقدَّمت الدَّار أعمالاً كثيرةً تُترجَم لأوَّل مرَّةٍ إلى العربيَّة. من هنا تُطلِق منشورات المتوسط هذه السلسلة التى تركز على النَّص أولاً والتنوع الجغرافى والجيلى والمناطقى فى إيطاليا سليلة الشعر نفسه.


 عن هذه السلسلة، يصرِّح النَّاقد والمترجم المعروف صبحى حديدى، قائلاً: «لعلَّ القارئ العربيَّ أكثر اطِّلاعاً، حتى فى مستوى المختارات الانتقائيَّة أو المحدودة، على شعراء إيطاليِّين كبار من أمثال أوجِنيو مونتالِه، سالفاتورِه كوازيمودو، جوزبِّه أونغاريتى، غابرييل دانُّونتسو، تشيزرِه باڤيزِه، وحتى بيير باولو بازولينى. غير أنَّ مشهد الشِّعر الإيطاليِّ المعاصر أكثر خصوبةً وتنوُّعاً وتعقيداً»، والأهمُّ من ذلك، أنَّه أكثر انطواءً على دروس الحداثة العميقة فى المضامين والأشكال، بما يجعل تقديم سلسلةٍ شعريَّةٍ إيطاليَّةٍ إلى قرَّاء العربيَّة قيمةً جماليَّةً ثمينةً وضرورةً فنِّيَّةً حاسمة».
أما الأكاديميُّ والنَّاقد وائل فاروق، وفى كلمته حول أهمِّيَّة إطلاق سلسلةٍ للشِّعر الإيطاليِّ، آثر طرح السُّؤال التَّالي: «لماذا نُترجم الشِّعر؟ سؤالٌ ينطوى على كثيرٍ من القسوة. قسوة تجاه المعرفة، تجاه الجمال، الشِّعر هو التجسيد الأوَّل لوعى الإنسان بالعالم؛ الشِّعر هو أبجديَّة الرُّوح والجمال والمعرفة، فكأنَّك تسأل لماذا نتعلَّم القراءة والكتابة؟ وهذا السُّؤال يغدو أكثر قسوةً إذا ربطناه بالشِّعر الإيطالي، لماذا نُترجم الشِّعر الإيطالي؟ ماذا نُترجم إذن؟ لن أعيد الكلام المكرور عن الدَّور المركزيِّ لإيطاليا وثقافاتها فى الحضارة الإنسانيَّة بشكلٍ عام، حتى اليوم ما تزال الحضارة الغربيَّة كلَّها تمتحُ من مَعين الثَّقافة الإيطاليَّة. لآلاف السِّنين كانت إيطاليا هى مركز الشِّعر، هى مركز القول، مركز العمارة، مركز الجمال؛ مركزاً لكلِّ شىء».


ويؤكِّد فاروق أنَّه و»فى اللَّحظة الرَّاهنة لا يقلُّ الدَّور المركزيُّ لإيطاليا فى صناعة الحضارة الإنسانيَّة عن الماضي، فى القرن العشرين حصل ستَّةُ إيطاليِّين على جوائز نوبل فى الأدب، وما تزال إيطاليا تلعب الدَّور الرَّائد فى مجال الابتكار، فيما يتعلَّق بالجمال والصُّورة. نُترجم الشِّعر الإيطاليَّ ليس لكلِّ هذه الأسباب، وإنَّما لسببٍ آخر، هو أنَّ هذه الثَّقافة انعجنت مع الثَّقافة العربيَّة لآلاف السِّنين، تلاقت معها فى حواراتٍ وصداماتٍ مُستمرَّةٍ منذ العصور القديمة، لذلك نجد آثار المدن والكلمات والصُّور والنِّكات العربيَّة، حتى الآن، فى الثَّقافة الإيطاليَّة.


ويختم النَّاقد فاروق بقوله: «فى إيطاليا تطالعُ الذَّاتُ العربيَّة نصفَها الآخر، وجهها الآخر، زمنها الآخر، كيف إذن لا نُترجم شعرها!؟».


 ماريَّا غراتسيا كالاندْرونِه، شاعرةٌ، وكاتبةٌ مسرحيَّة، وصحفيَّةٌ إيطاليَّةٌ من مواليد ميلانو 1964، مقيمةٌ في روما، وتعمل مؤدِّيةً مسرحيَّةً، كما أنَّها مُعدَّة ومقدِّمة برامج ثقافيَّة فى الإذاعة، وناقدةٌ أدبيَّةٌ. حازت على العديد من الجوائز منها جائزة بازوليني (2003)، وجائزة نابُّولى (2010). تُرجِمَت قصائدُها إلى عدَّة لغات.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة