ريتشل ليزلي
ريتشل ليزلي


ريتشل ليزلي: تطلعاتنا في مصر كبيرة ولا تقتصر على التعاون السينمائي

إسراء مختار

السبت، 24 أكتوبر 2020 - 12:59 م

ريتشل ليزلي: تطلعاتنا في مصر كبيرة ولا تقتصر على التعاون السينمائي
ريتشل ليزلي: التكنولوجيا أنقذت التواصل العالمي.. ووجودنا في "الجونة" افتراضيا
ريتشل ليزلي: الولايات المتحدة حريصة على التعاون مع الجونة رغم جائحة كورونا

قبل عام من الآن، التقيت بالملحق الثقافي الأمريكي بالقاهرة السيدة ريتشل ليزلي، عقب المؤتمر الصحفي لمهرجان الجونة، في لقاء صحفي معد مسبقا من قبل السفارة الأمريكية، في أجواء اتسمت بالألفة وتبادل أطراف الحديث بشكل مباشر بين شباب الصحفيين والسيدة الجميلة التي كانت قد تقلدت منصبها لتوها، وتناقشنا حول مشاركة السفارة الأمريكية في المهرجان، أما اليوم، فقد كان لكورونا رأي آخر حول آلية إجراء اللقاء، الذي تم عبر منصة زووم الإلكترونية، ولكنه لم يفتقد روح التواصل الفعال وتبادل النقاش، وإلى تفاصيل اللقاء.
إصرار على المشاركة
في البداية سألتها حول تأثير وباء كورونا وإجراءات العزل الصحي على مشاركة الولايات المتحدة هذا العام، فقالت ريتشل: إن جائحة فيروس كورونا أرغمت دول العالم على تشديد إجراءات التباعد والعزل الصحي، ونحن بالتأكيد ندعم كافة هذه الإجراءات التي تحمي صحة الإنسان، هذا ما جعلنا نقوم بتحويل المشاركات في مهرجان الجونة هذا العام إلى مشاركات تناظرية تتم جميعها عبر شبكة الانترنت حفاظًا على فكرة التباعد.
وأعربت ريتشل عن سعادة الولايات المتحدة بالمشاركة في مهرجان الجونة السينمائي منذ انطلاقه في عام ٢٠١٧، مؤكدة حرصها على التواصل مع المهرجانات العالمية، والمساهمة في تطوير صناعة السينما، وقالت: مشاركتنا تؤكد على أهمية الحضور، وأهمية الدفع بخبراء صناعة السينما الأمريكيين، وتأكيد مشاركتهم المستمرة، مع أهمية الحفاظ على صحتهم، وهذا ما تساعدنا عليه التكنولوجيا، أن نتجمع جميعًا بالفعل لكن في نفس الوقت نبقى على مسافات آمنة.
٣ فعاليات فنية افتراضية
قالت ريتشل أن جائحة كورونا لم تمنع الولايات المتحدة من مواصلة دعمها للمهرجان، ولكنها تسببت في تغيير آلية إجراء فعالياتها، إذ أن جميع مشاركات الولايات المتحدة تتم بشكل رقمي.
واستطردت ريتشل موضحة أن الولايات المتحدة تقدم ٣ فعاليات في المهرجان، أولها حلقات نقاشية افتراضية تضم مجموعة من الأسماء اللامعة من كبار صناع السينما في أمريكا، وتدور حول موضوعين مهمين، الأول هو التعامل بعيدا عن النمط الإنتاجي الذي فرضته الشركات العملاقة في هوليود، والثاني يتعلق بالتواجد النسائي في الوسط السينمائي وصناعة السينما.
وأضافت: الفعالية الثانية هي ورشة عمل افتراضية عن الكتابة والقصة السينمائية، مقدمة لعشرة مشاركين مصريين، يقدمها آمان عباسي أحد كبار صناع السينما في أمريكا، بالاشتراك مع المخرجة المصرية أيتن أمين.
أما الفعالية الثالثة فتتمثل في اختيار اثنين من صُنّاع الأفلام المصريين عبر منصة الجونة السينمائية، حيث يسافران إلى الولايات المتحدة، ويقضيان وقتًا وسط نظرائهم الأمريكيين، ليقضوا للتدريب والمُعايشة وتحسين قدراتهم السينمائية.
تقييم التجربة
بعد تعاون استمر على مدار ٤ دورات من المهرجان، ترى ليزلي أن هذا التعاون كان دائما مثمرا وناجحا، لأن صناعة السينما في مصر تشهد حراكا كبيرا، خاصة فيما يتعلق بالمهرجانات السينمائية، كما أن بلدينا لديهما تاريخ سينمائي قيم ومهم وممتد، وهو ما يجعل للتعاون بينهما خصوصية وتميزا كبيرا، إذ يهدف لدعم وتقوية السينما المستقلة وصناع الأفلام المستقلين، ولقد كنت محظوظة العام الماضي بحضور الدورة الماضية من المهرجان، حيث حضرت ورش العمل منذ بدايتها وحتى ختامها، وشاهدت بنفسي ما يحدث من أساليب للتعليم والتعاون ونقل الخبرات.
جسور ممتدة من الجونة إلى القاهرة
أوضحت ليزلي أن الولايات المتحدة لا تهدف فقط للتعاون مع مهرجان الجونة في مصر، بل لها وجودا بارزا في مهرجانات أخرى، منها "القاهرة السينمائي"، حيث يشارك فيه أيضا العديد من خبراء صناعة السينما الأمريكية بما يتناسب مع طابع المهرجان وخصوصيته، وتتم تلك الفعاليات بالتعاون مع مؤسسة سينمائية أخرى هي "American Show Case"، بينما تتم فعاليات مهرجان الجونة بالتعاون مع مؤسسة " Film Independent فيلم إندبندنت"، كما أن السوق المصري شديد الثراء، سواء فيما يتعلق بصناعة السينما بشكل عام، أو المهرجانات الفنية على وجه الخصوص، والتعاون بين البلدين يفتح مجالا لدخول الأفلام المصرية للسوق الأمريكي، وتبادل الخبرات والأفكار والتجارب، وفتح آفاق العمل والتعاون بين صناع السينما في البلدين.
السينما.. ليست نهاية المطاف 
كما كشفت ليزلي أن البرنامج الثقافي للسفارة الأمريكية في القاهرة لا يقتصر على التعاون السينمائي، بل يمتد لما هو أبعد من ذلك، إذ تقدم السفارة برنامجا موسيقيا يتم من خلاله إجراء حفلات موسيقية لفنانين أمريكيين بالقاهرة والعكس، كما يتم تقديم برنامجا خاصا للدبلوماسية الرياضية بالتعاون مع الهيئات الأمريكية، وتهتم الولايات المتحدة أيضا بالاكتشافات المستمرة للحضارة والتاريخ المصري والأعمال الأثرية، وهناك تطلعات مستقبلية تهدف إلى تبادل المشاركات المسرحية بين فرق أمريكية وأخرى مصرية، ونطلع أيضا للوصول إلى الجمهور في الأماكن المحرومة سينمائيا مثل بعض قرى ومراكز الدلتا والصعيد، ونعمل أيضا على خطط طويلة الأجل فيما يخص الأفلام الوثائقية مع الجيل الجديد من المؤلفين والمصورين ومخرجي الأفلام.
صناعة السينما وتمكين النساء
أعربت ريتشل عن اهتمام الولايات المتحدة بالالتفات لأصوات النساء وخبراتهن في مجال صناعة السينما، لأنه رغم وجودهن في تلك الصناعة ظل الرجال يسيطرون بقوة على صناعة الفيلم في هوليود وكانوا دائما الأغلبية العظمى، لذلك رأت الولايات المتحدة أنه من الضروري دعم وجود المرأة في تلك الصناعة، وتناول نوعية قضايا تناسب تطلعات النساء وجعلته جزءا من برنامجها لتقديم سينما برؤى نسائية مستقلة ومنفصلة عن سطوة الرجال على الصناعة. 
التغيير هدف وليس رفاهية

أضافت ليزلي أن التعاون السينمائي بين مصر والولايات المتحدة ليس مجرد برنامج ثقافي، بل هو أبعد من ذلك، فهو وسيلة لاستكشاف الأشياء وما هو مختلف حولنا في العالم؛ وسبيل لعرض الأفكار والغايات الجديدة ومحاولة إحداث تغيير، وهذا التعاون يكمل الصورة الناقصة حول صناعة السينما، ويساهم في إحداث تواصل عميق بين صناعة السينما في كل من مصر والولايات المتحدة، عبر القصص القوية التي يُمكنها المساهمة في تحقيق تلك الأهداف.

التكنولوجيا أنقذت التواصل العالمي

وفي نهاية اللقاء قالت ليزلي إن تقنيات التكنولوجيا الحديثة والتواجد الافتراضي أنقذت التواصل العالمي الآن، حيث إن الكثير من الفعاليات تتم عبر مشاركات إلكترونية من مسافات طويلة للغاية، وقد علمتنا التكنولوجيا أهمية القيام بأفكار إبداعية عبر المنصات الافتراضية، وتمكين كل شخص من أي مكان في العالم من التواجد في الفعاليات والمشاركة وطرح أفكاره وإثراء الحوار والتواصل مع شخصيات مختلفة حول العالم، وفيما يتعلق بمهرجان الجونة فقد جعلت التكنولوجيا التواصل ممكنا في ظل ظروف تمنع السفر والتحرك بين البلدان بشكل طبيعي، فأقيمت كل الفعاليات الخاصة بنا عبر منصات إلكترونية، حتى المشاركون الذي سيصعب عليهم القدوم من لوس أنجلوس، سيلتقون بطلابهم في المهرجان وسوف تتم جميع الفعاليات وحلقات النقاش التي كان من المفترض لهم أن يحضروها، فقد أثبتت تقنيات التواجد الافتراضي أهميتها القصوى في تلك الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة