كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

أولاد الشوارع !

كرم جبر

السبت، 24 أكتوبر 2020 - 07:14 م

استفزنى حادث الإسماعيلية، بقيام بعض البلطجية باغتصاب زوجة أمام زوجها فى المقابر، وحتى لو كان حادثاً فردياً، إلا أن تسليط الضوء عليه ضرورة:
> المقابر.. أصبحت مستنقعات خطرة لأنواع كثيرة من الجرائم، ويمكن لأى مجرم أن يفر من العدالة باللجوء إليها، وهو يعلم جيداً أنها أماكن آمنة لا يطارده فيها أحد.
< المخدرات.. وأخطرها الأنواع الشعبية رخيصة الثمن، وهى لا تذهب بالعقل فقط، ولكن تصيب متعاطيها بقوة زائفة، وتبلد فى الإحساس وانعدام الشعور والإدراك.
> الشهامة.. صارت بعداً غائباً فى معظم الحوادث، فلا يهب أحد لنجدة مظلوم أو مستجير، ويكتفى الجميع بالفرجة أو التصوير بالموبايل، وبث الفيديو على فيس بوك.
> الاستهتار.. فكثير من الجرائم تحدث بسبب استهتار الضحايا، مثل الزوجة المغتصبة التى أخذها زوجها وذهبا للمقابر بمفردهما، للبحث عن التروسيكل المسروق منهما.. فوقعت الجريمة.
والشىء الأخطر هو: أولاد الشوارع.
والمقصود بهم بشر منزوعو الضمير، لا يفرقون بين الحلال والحرام، ولا الطيب والخبيث، ولا المروءة والندالة، وقرروا أن يستبيحوا بقايا الأخلاق والشهامة، والاعتداء على الآخرين.
فلماذا يفرح شباب متهورون، وهم يطاردون ولدا صغيرا من ذوى القدرات الخاصة، بكلب شرس ومتوحش، فيضحكون ويصورون بالموبايل، ويتباهون وهم ينشرون الفيديو اللا إنسانى على فيس بوك؟
ولماذا يسعد شاب بدون ضمير وهو يرمى رجلا مسنا فى الترعة ويضحك ويصفق ويصوره بالموبايل، فى مشهد يثير الفزع والبكاء؟
وتتعدد صور التعدى على الإنسانية، وحتى إن كانت حالات فردية، إلا أن تأثيرها ممتد المفعول، ويحتم ضرورة مقاومتها بالقبضة الحديدية:
> أولاً: التفتيش على المقابر، فلا ينبغى أن تكون أماكن مغلقة، حتى لو اضطر الأمر إلى مسحها بطائرة هليوكوبتر، وتشديد الدوريات وإيجاد نظام أمنى محكم ودقيق يحولها إلى مناطق آمنة، وضرورة قطع المياه والكهرباء تماماً عنها، بعد أن تحولت لأماكن سكنية وورش وغيرها.
> ثانياً: أولاد الشوارع.. بعضهم ضحايا الظروف الصعبة، ويجب أن تتضافر جهود الدولة والمجتمع المدنى لإنقاذهم من الوقوع فى براثن الجريمة، وهو بعد غائب عن الجمعيات الأهلية ويجب الالتفات إليه.
> ثالثاً: المناطق الخطرة، إذا كانت مصر ستعلن خلوها منها فى نهاية هذا العام، فالاختبار الحقيقى هو عدم السماح بعودتها مرة ثانية، بأى صورة من الصور، والقضاء على العشوائيات أولاً بأول.
لا نبحث عن مدن فاضلة لا تعرف الجرائم، ولكن عن مجتمعات رشيدة تعلى شأن القيم والأخلاق والضمير، وتبث فى شبابها بالذات معانى الرجولة والشهامة، التى كانت موجودة وافتقدناها.
وتتسع الدوائر إلى المدرسة والبيت والإعلام والمسجد والكنيسة وغيرها.. وكل عليه واجب وفى رقبته دين لهذا الوطن بحثاً عن مستقبل آمن.. كلنا مسئولون أمام الله.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة