سارة الذهبى
سارة الذهبى


يوميات الأخبار

عيا الرجالة

بوابة أخبار اليوم

السبت، 24 أكتوبر 2020 - 07:18 م

سارة الذهبى

بس تعالى قيسيلى الضغط والسكر احتياطى وربنا ما يحوجنى لواحدة قلبها قاسى زيك.

اااااه يابا يانا يا أمّا..
= مالك يا عمرو؟ خير فى ايه؟
- مش شايفة يعنى مالى؟ للدرجة دى ولا بقيت أفرق معاكى! والا مفيش حاجة بتشغل بالك الا العيال! انا تعبان يا مدام... مريض وانتِ ولا الدموع!
= الف سلامة عليك، طب قولى حاسس بإيه؟
- عندى رشح وصداع فظيع ودماغى هتتفرتك.
=برد يعني؟
ايه نبرة الاستهتار اللى سامعها فى كلامك دي!
= لأ مقصدش والله بس يمكن من التكييف اللى بتخليه على أبرد درجة ده انا بتغطى باللحاف وانت ما بتتغطاش بمنديل حتى!
- انا كده يا ايمان.. طبعى كده والا بقيت مش عاجبك خالص.
= محدش اتكلم.. طب ما تيجى نكشف لحسن تكون كورونا بعد الشر.
- انتِ بتفوّلى عليا كمان! بعد الشر عليا ويارب اللى يكرهوني
= يا حبيبى بعد الشر طبعاً بس عشان ناخد احتياطاتنا.
- عايزة تعزلينى يا ايمان صح؟ نفسك لا تشوفينى ولا اشوفك، ده بدل ما تقوليلى سلامتك بتقوليهالى فى وشى عندى كورونا، وتلاقيكى خايفة بس على العيال مش أكتر لكن أنا ولا بفرقلك أساساً.
= لا حول ولا قوة الا بالله، ايه الكلام ده يا عمرو؛ لأ طبعاً انت فارق معايا وصحتك تهمنى طبعاً.
- طب سيبك من كل ده وتعالى قيسيلى حرارتى أنا حاسس انى نار.
= حاضر... متقلقش اهو.. ٣٧ وشرطة.
- مقلقش ازاي.. مش بتقولى وشرطة... يبقى الشرطة دى بتدل انى سخن..
= سخن ايه بس انا آخر مرة سخنت كنت ٣٩ وطبخت ومسحت وكنست وعزمت أهلك كلهم على الغدا.. فمتقلقش من الشرطة دي.
- ايوووووه وشهد شاهد من أهلها، انتى دايماً شيفانى بتدلع وبتتريقى على مرضي.. أصلاً انا حاسس انى مولع... صدّق العليل ولا تصدق التحاليل يا حبيبتي..
= طيب تحب أديلك خافض للحرارة؟
- أحب! اتريقى اتريقى على مرضي.. ما هو طبعاً لو كان مازن اللى سُخن كنتى جريتى بيه على الحُميات... لكن أنا مليش لا قريب ولا غريب ولا حبيب..
= يا حبيبى انت كويس، بتفّول على نفسك ليه.
- طب كلمى الاسعاف ييجو حالاً..
= ليه بس؟ بعد الشر.
- افرضى ان ضغطى وِطى وانا مش حاسس أو عِلى وأنا مش دريان، يبقى ازى الحال بقي؟
والا افرضى الشرطة طلعت شرطتين وأنا سُخن مولّع والترمومتر بتاعك بايظ ألحق نفسى ازاى بقي؟ قوليلهم ييجوا وبسرعة..
وبعدين قومى اسلقى لحمة واعمليلى شوربة والا هتسيبينى على لحم بطني.. ما هو طبعاً لو اللى كان تعبان مازن والا ملك كنتى فطيتى ونطيتى وعملتيهم ما لذ وطاب لكن أنا اتعب عادى ممكن تفتحيلى كيس اندومى اقرقشه وخلاص.
= انت عايز تتخانق على أى حاجة يا عمرو؟ فى ايه؟؟ انا قايمة اهو اسلقلك اللحمة عايز حاجة تاني؟
- طب بذمتك هفضل قاعد مستنى لحد اللحمة ما تتسلق وكل ده على لحم بطني! ما تقومى تعصريلى برتقان فريش عشان انا محتاج ڤيتامين سى ضرورى ومتنسيش تكلمى الاسعاف عشان حاسس انى دايخ..
= هكلم الاسعاف أقولهم ايه يا عمرو؟؟ والا انت شاكك ان عندك كورونا ومخبى علينا!
- فال الله ولا فالك.. انا كويس الحمد لله بس عايز اتطمن ان كل العمليات الحيوية فى جسمى شغالة كويس مش أكتر.
= طيب كلمهم انت
- يا سلام! فكرانى هخاف يعني.. هكلمهم.. ربنا ما يحوجنى لحد..و لا يحوجنى ليكى انتى بالذات.
الوووو لو سمحت عايز عربية اسعاف على العنوان ده بأقصى سرعة..
> الحالة ايه يا فندم؟
- فى حد هنا تعبان جداً.
> جلطة؟
- لا يا عم مش جلطة.
> ذبحة؟
- يا أخى الملافظ سعد، لا جلطة ولا ذبحة..
> اشتباه فى كورونا؟
- الشر بره وبعيد.
> المدام بتولد والطلق حامي؟
- دى بشرة خير بس لأ مش طلق، ممكن تقول طلاق.
> اومال فى ايه؟
- حاسس ان عندى همدان وحرارتى ٣٧ وشرطة.
> حرارتك ٣٧ وشرطة!! وعايزنا نجيلك... اقفل السكة يا حبيبى بدل ما أجيب تليفون باباك واقوله انك بتلعب فى التليفون من وراه وبتعاكس.. اقفل بدل ما اديلك حقنة..
احنا ناقصين لعب عيال... متتصلش هنا تاني... تييت تييت تييت.
= ها يا عمرو هما جايين؟ احضرلك الشنطة؟
- شنطة ايه؟! انتى بتزيطى فى الزيطة وخلاص! مش رايح فى حتة، انا هشرب البرتقان وهتدّفى وهبقى كويس واوعى تردى على التليفون الأرضى لو رن.
= ليه يا حبيبي؟
- من غير ليه أصل الخطوط داخلة على بعض وفى معاكسات وعيال صغيرة بترن بالغلط، والا اقولك شيلى فيشة التليفون أحسن.
= طيب ما تيجى أوديك انا المستشفى لو حاسس انك تعبان.
- عقبال ما افتكرتي! لأ شكراً يا هانم.. جه خيرك.. المهم لو التليفون رن قوليلهم ابنى الصغير كان بيلعب فيه وخلى يومك يعدّى على خير يا ايمان..
بس تعالى قيسيلى الضغط والسكر احتياطى وربنا ما يحوجنى لواحدة قلبها قاسى زيك.
 الرحمة حلوة!
 ليه لما حد يقرر يفتح صفحة جديدة ويبدأ من تانى اللى حوليه بيصروا يرجّعوه لنقطة الصفر...
مبيهونش عليهم يسيبوه فى حاله ولا يدوله الفرصة انه يعيش من تانى ويجرّب من أول وجديد!
بيحطوه فى قالب معين بسبب تجارب ممكن جداً ميكونش ليه اليد فيها أو اتظلم فيها وبيبدأوا يعاملوه على هذا الأساس..
لما واحدة تنفصل عن جوزها وتبدأ حياتها يفضلوا يحاوطوها بأسئلة مستفزة زى « انتى مش بتفكرى ترجعيله بقى حرام عليكى عيالك؟ فيها ايه لو بيضربك!».
«متخربيش على نفسك».
«هو انتِ أول واحدة يتعمل فيها كده، ما ترضى بعيشتك عشان البطران عيشته قطران».
«كان ايه اللى حصل لكل ده ما البيوت ياما بيجرى فيها»
مع انهم لا عارفين تفاصيل ولا أحداث بس قرروا من دماغهم يهاجموا الست ويطلعوها هى بس اللى غلطانة فمعرفش ايه لازمة الجمل دي؟
ما خلاص اللى حصل حصل وكل واحد اختار طريقه.
محدش عارف التفاصيل ومحدش مجبر يدخلك فى خصوصياته عشان تعرف أصل الحكاية وتحكم براحتك لإن البيوت أسرار وياريت نسيب الناس تعيش وتتخطى المرحلة البايخة دي.. طالما الناس دى مطلبتش منك رأيك لأن غالباً علاقتك بيهم سطحية او اللى حصل بينهم ما يتحكيش عشان للبيوت حرمة!
تلاقى واحدة كانت حامل وربنا مكتبش للحمل ده يستمر.. وبعد ما تشد حيلها وتقوم وترجع لحياتها تلاقى اللى يقولها «أنتِ أكيد لسه زعلانة أصل اللى حصل مش شوية»
أو ازاى فلانة رجعت للشغل هى مش فارق معاها ابنها اللى راح!!
اموت وافهم انتوا بتقيّموا مشاعر الناس على أساس ايه وايه رد الفعل اللى هيريحكم لو شوفتوه، أصل لا الحزين عاجبكم ولا اللى بيحاول يتجاوز عاجبكم! لازم بتصدروا أحكام سطحية على أى حد باختلاف حالته وابتلاؤه!!
يعنى فى نوعية من التقطيم فى الكلام منتشرة هدفها انها تحسس الستات بالذنب سواء بعد طلاق او اجهاض.. لازم نسمّعها ان العمر بيجرى وأكيد نفسها تشيل عيل قبل ما تكبر ولازم تشد حيلها وكأن البنت دى هى اللى كانت السبب فى ان الحمل يسقط!! أو هى السبب الوحيد لخراب الجوازة!!
و أكتر كلام بيوجع لو حد اتوفاله عزيز وبيحاول يتعايش بس الناس مش بترحمه ولا بتحترم حزنه، فمش كل ما تشوفوه تفكروه بالتفاصيل اللى توجعه بلا رحمة وتسترجعوا معاه أحداث توجع قلبه وترجعوا تقولوا هو ماله اتقلب فجأة كده ليه؟ لأن مش معنى انه ساكت انه ناسى بس أديه بيصّبر نفسك وبيحاول يتلهى وبيحاول يعيش..
واحدة اتخطبت ومحصلش نصيب.. كل ما نشوف وشها... امتى بقى ربنا يعوضك! أمك عايزة تفرح بيكى حرام عليكى متكلكعيهاش بقى !! فبيتقالها كلام يحطها تحت ضغط رهيب وساعات البنات بتقبل حد مش مناسب عشان بس تخلص من تلقيح الكلام والنأرزة!
لما تلاقى حد بيحاول يتعافى من اى مرحلة صعبة فى حياته ومبيجبش سيرتها.. افهم!!
افهم انه عايز يتجاوزها عشان يعرف يعيش!
افهم ان فى خصوصيات لازم تحترمها وتفاصيل انت ولا تعرف عنها حاجة..
افهم انه مش عايزك تدوس على جرح بيحاول يقفله وتفعص فيه بإيدك!!
افهم انه مش عايز ينكش فى تفاصيلها وياريت تتكلم فى أى حاجة تانى غيرها!
افهم انه راضى باللى ربنا كتبه وبكلامك بتدّخل الشيطان ووساوسه لقلبه تاني!
بلاش تقولوا كلام يجرح او يتفهم انه قسوة على اللى بتكلموه!
سيبوا اللى بيحاول يقّوى نفسه يقوى، لو كلامكم كله تكسير مجاديف وانكوا تحسسوه بالذنب بلاش منه عشان محدش ناقصكوا خالص!

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة