الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم
الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم


وزير التعليم: نظام «الفصل المقلوب» حول دور المدرس لـ«مرشد» بدلا من «ملقن»

فاتن زكريا

الأحد، 25 أكتوبر 2020 - 04:31 م


نائب الوزير لشؤن المعلمين: النظام معمول به في الدول المتقدمة وليس اختراع مصري

خبراء التعليم: نظام التدريس العكسي سينجح في مصر

 

أصبحت استراتيجية الفصل المقلوب أو ما يسمي بالتدريس العكسي، موضع اهتمام من قبل وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني التي قرر الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، أن يطبقها بداية من العام الدراسي الجديد.

بدأت الوزارة، إلزام المدارس في تطبيق هذا النظام لأول مرة هذا العام، فبعد أن كان 90% من التعلم عبارة عن محاضرة يلقيها المعلم في غرفة الصف، و10% واجبا منزليا يؤديه الطالب في المنزل، أصبح التعلم عبارة عن أنشطة استقصائية واستراتيجيات تهتم بالتعلم النشط ومهام ينفذها الطلبة في غرفة الصف بنسبة 90%، ومحاضرة يشاهدها الطالب في المنزل بنسبة 10%.

يعتبر الفصل المقلوب أو المعكوس flipped classroom، مفهوم ليس بالجديد على ميدان التدريس عامة، حيث يعتبره الكثير أنه الطريق الأسهل إلى تكنولوجبا التعليم دون المساس بمبادئ التعليم التقليدي، والذي يعتبر التفاعل المباشر بين المتعلم والمعلم من جهة وبين المتعلمين فيما بينهم من جهة أخرى ركيزة أساسية لبناء التعلم.


وشهدت المدارس على مستوى الجمهورية، ترحيب واسع بتطبيق هذا النظام داخل الفصول، مؤكدة على أن نظام الفصل المقلوب يساعد الطلاب علي الفتكير والإبداع واكتشاف مهاراته، كما أنه ساعد على القضاء بنسبة أكثر من50% على أزمة العجز بين المعلمين في مختلف التخصصات على مستوى كافة المحافظات.


وأكد الدكتور طارق شوقي ، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، أن نظام الفصل المقلوب يدمج بين تقنيات التكنولوجيا الحديثة والتفاعل المباشر مع المعلم، مع حضور طلابي أقل داخل الفصول.


وأوضح شوقى: "أننا نركز حاليا على بناء نظام تعليمي جديد يعتمد على زيادة الاستثمار في مجال التعليم، ويهدف إلى تزويد أبنائنا الطلاب بالمعارف المطلوبة، وتنمية قدراتهم التنافسية، مع توفير بيئة مدرسية آمنة، ومجتمع متماسك؛ تحقيقًا لمبدأ "مجتمع التعلم" وصولًا إلى تخريج متعلم ومتدرب قادر على التفكير، يتمتع بالشخصية المتكاملة، ومؤهل فنيًّا وتقنيًّا وتكنولوجيًّا، فضلًا عن كونه مواطنًا معتزًّا بذاته، ومستنيرًا، ومبـدعًا، ومسئولًا، وقابلًا للتعددية، يحترم الاختلاف، ويقبل الآخر، ويستطيع أن ينافس مع الكيانات الإقليمية والعالمية، وذلك في ضوء رؤية مصر 2030".

وأضاف شوقى، أن تحقيق هذه الرؤية يتطلب تبني أساليب جديدة في التدريس والتقويم، تغير النظرة إلى التعليم قبل الجامعي من مجرد وسيلة للالتحاق بكليات القمة إلى رحلة تعليمية ممتعة بعيدة عن ضغوط الامتحانات، والتنافسية على المجموع، بحيث يتمكن الطالب فيها من بناء مهاراته وقدراته على البحث والتحليل، والتفكير الناقد، وصقل شخصيته، وتحقيق استقلاليته الفكرية، وتشكيل وعيه القومي، بما يمكنه من أداء دوره في تنمية اقتصاد مصر، واستدامة نتائج هذه التنمية.

وتابع شوقى، أن الوزارة تعطى الأولوية لإطلاق الطاقات الإبداعية لأبنائنا الطلاب من خلال دمج التكنولوجيا في عمليتى التعليم والتعلم، وتنفيذ ممارسات تعليمية مبتكرة ومخططة بعناية، إلى جانب تطويرِ مهاراتِ المعلمين فى طرائق التدريس؛ وتمكينهم من مواكبةِ التطورِ العالمي، وتحسين مخرجاتِ العمليةِ التعليميةِ، والاستثمارِ الأمثلِ لهَا في التنمية البشريةِ، وفتحِ القنوات الاتصال بينَهم وبينَ مُتغيراتِ ومستجداتِ أنظمةِ التعليمِ فِي العالمِ؛ بحيثُ تكــونُ أساسًا لتنميةٍ مهنيةٍ مستديمةٍ لهم،إلى جانب استخدام استراتيجيات تدريس قائمة على التعلم النشط؛ بهدف إكساب أبنائنا الطلاب مهارات القرن الحادى والعشرين.

وذكر شوقي، أنه يتم حاليا دراسة تطبيق استراتيجيات تعتمد على الطالب في التعليم الذي هو محور العملية التعليمية، مثل ، استراتيجية الفصل المقلوب، والتي من شأنها أن تعلم الطالب كيفية البحث عن معلومات تخص موضوعات الدروس، قبل أن يناقشها المعلم داخل الفصل، وفي هذه الحالة سيتحول دور المعلم إلى الميسر والمناقش والمرشد بدلًا من الملقن والشارح، وسيتعلم الطالب مبادئ التعلم الذاتي والاعتماد على النفس.

وتابع: "كما يتم دراسة البدائل التي تمكننا من إلغاء نظام امتحانات الثانوية العامة، وإلغاء نظام التنسيق الذي من شأنه أن يحول تركيز الأسرة من المنافسة؛ للحصول على أعلى مجموع إلى المنافسة؛ للحصول على أفضل تجربة تعليمية حقيقية لأبنائهم، على أن يتم ابتكار وسيلة تشبه التقدير العام المعمول به بالجامعات، والقياس عليه؛ للقبول بكليات ومعاهد التعليم العالي".

وأوضح الدكتور رضا حجازي، نائب وزير التعليم لشؤن المعلمين، أنه كان لابد من أن يطبق نظام الفصل المقلوب في ظل جائحة كورونا، مشيرا إلى أنه ليس بنظام جديد علي التعليم، حيث كان مطبقا منذ فترة الثمانيات والتسعينيات داخل المدارس، حيث كان الطالب يذاكر ويحضر الدرس في المنزل ويذهب للمدرسة لمناقشته مع المعلم لتذليل العقبات التي تواجه.

وأضاف حجازي، أن نظام الفصل العكسي أو المقلوب هو نظام معمول به في الدول المتقدمة فهو ليس اختراع مصري، قائلا: "هذا النظام سينجح في تطبيقه بالمدارس، خاصة في ظل تطبيق نظام التعليم عن بعد".


من جهته، قال الدكتور حسن شحاته، أستاذ المناهج بكلية التربية بجامعة عين شمس، إن حلقة من حلقات تطوير التعليم هو استخدام نظام الفصل المقلوب، بمعنى أن التلاميذ يقومون بالتطبيقات والمفاهيم عبر مصادر متعددة من مصادر التعلم عن بعد منها بنك المعرفة ومنصة ادمودو والمنصة التفاعيلية و القنوات التليفزيونية التعليمية المجانية ومواقع "اسال المعلم"، المتعلم، واتصل"، بالإضافة لمصدر أخر من مصادر التعلم وهو مجموعات التحسين داخل المدارس، مشيرا إلى أن هذة المصادر تتيح للمتعلم معلومات ومفاهيم والمدرسة دورها التطبيق والمناقشة والتصحيح والتصويب وحل المشكلات، فالمنزل له دور مهم في مذاكرة المواد الدراسية، والمدرسة دورها ان يناقش هذة الافكار والتطبيقات وحل المشكلات التي تقابل الطلاب، وبالتالي فإن نظام التعليم المعكوس يعني أن المدرسة لها دور لايقل عن دور المنزل، وهذة ادوار متساوية مع بعضها، وهذا النظام يتناسب مع المجتمع المصري وبيئته، وهذا النظام معمول به في الدول المتقدمة يساعد علي استقلاليه المتعلم وإبداء الرأي والحوار والتعليم ومهارات اساسية عليا، قائلا: "الطلاب حاولوا المذاكرة داخل المنزل وكان لهم تجارب قبل ذلك في الدروس الخصوصية".


وأشار استاذ المناهج، إلى أنه من مميزات التعليم المقلوب، أنه يمكّن المدرس من تقديم تقييم أفضل لمهارات الطلاب، ويتحول لمحفز وموجه أكثر منه ملقن، كما أنَّه يحول الطالب إلى باحث عن المعلومات، نظرًا لتعدد مصادر المعرفة أمامه وسهولة الحصول عليها في أي وقت، كما يعزز "التعليم المقلوب" الطرق النقدية في التفكير والتعلم الذاتي وبناء الخبرات ومهارات التواصل والتعاون بين الطلاب.


ولفت د.شحاته، إلى أن من ضمن مميزات نظام الفصل العكسي أو المقلوب هو تطبيق المعلومات وحل المشكلات واسترجاع الاشياء الصعبة والمناقشة والتطبيق وهذا امر مهم للغاية، مؤكدا على أن هذا النظام مأخوذ به في دول كثيرة متقدمة وهناك دراسات كثيرة أجريت في كلية التربية اثبتت نجاح تطبيق نظام الفصل المقلوب عن النظام التقليدي للتعليم، مؤكدا على أن مصر ستنجح في تطبيق هذا النظام خاصة في ظل استمرار جائحة كورونا.


وأكد محمد رجب فضل الله، الأستاذ بكلية التربية بجامعة العريش، والمدير الأسبق للمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، أنه في بداية أود التأكيد على أن التربية والتعليم وفق الأصول؛ يجب أن يكونا في المدرسة، المدرسة هي المؤسسة التربوية والتعليمية التي تتجاوز التعليم إلى تكوين الشخصية، حيث أن المدرسة مجتمع متكامل، التدريس الحقيقي هو الذي يتم داخل الفصول، وفي قاعات الدرس، والقاعدة في التدريس هي التدريس وجهاً لوجه؛ حيث التواصل، والتفاعل الصفي، والتغذية الراجعة، وانتقال أثر التعليم، وغير ذلك مما لا يتوفر إلا من خلال استراتيجيات التدريس الجمعي والفردي داخل الصف الدراسي، لافتا إلى أن انتقال عملية التعليمية (في جزء منها) خارج الفصل الدراسي أمر متعارف عليه في طرق التعليم والتعلم ؛ حيث يتم التعليم في بعض المواقف، في المعامل والمكتبات والحدائق والرحلات التعليمية والزيارات الميدانية، وما شابه ذلك، ودائماً كان للأنشطة الصفية واللاصفية، والأنشطة المصاحبة، وغير المصاحبة للمنهج المدرسي أكبر الأثر في إحداث عمليتي التعليم والتعلم.


واضاف د.رجب فضل الله، ​ولعل الظروف الحالية التي نعيشها مع استمرار جائحة كورونا، وما يرتبط بمواجهتها من إجراءات احترازية تستوجب التباعد الاجتماعي، وعدم التواجد في تجمعات، وعدم الخروج من المنازل إلا للضرورة، مع احتمال سرعة انتشار العدوى وسهولتها إذا ما تمت الدراسة داخل فصول ذات كثافة عالية. هذه الحالة الضارة وجهت لأمر نافع هو (دمج التكنولوجيا في التدريس)، وتوظيف الوسائط التكنولوجيا في التعليم والتعلم، فانتشرت المنصات التعليمية ، والدروس عبر اليوتيوب، والفيديو، وزادت القنوات والبرامج التعليمية التلفزيونية، وبدأنا في إنتاج الكتب التفاعلية، وتوفير المكتبات الالكترونية ، ناهيك عن بنك المعرفة المصري، قائلا: "هذه الوسائط إذا ما توفرت أو توفر، ولو القليل منها، يمكن أن تكون خير معين في تطبيق ما عُرف بالفصول المقلوبة (المعكوسة).


​وتابع استاذ التربية: "من وجهة نظري؛ فإن التوجه لاستراتيجية (الفصل المعكوس)، واعتمادها لتعليم مدمج يجمع بين التدريس وجهاً لوجه لعدد قليل، ولوقت محدود (يومين أو ثلاثة أسبوعياً)، والتعليم عن بعد (باقي أيام الأسبوع، في المنزل، وباستخدام وسائط تكنولوجية متنوعة؛ هو أمر ضروري، تفرضه ظروف، هو محظور مُباح؛ بل هو اختيار ذكي ومناسب ومفيد.


وأضاف في التعلم المقلوب، يقوم المعلم (قبل الدرس) بإعداد الدروس باستخدام التقنيات الحديثة و شبكة الإنترنت ومقاطع الفيديو أو الملفات الصوتية أو غيرها من الوسائط، ويطلع عليها الطلاب في منازلهم أو في أي مكان آخر باستعمال حواسيبهم أو هواتفهم الذكية أو أجهزتهم اللوحية قبل حضور الدرس، و(في المدرسة)، و(في الفصل)؛ يُخصص وقت الحصة للمناقشات والمشاريع والتدريبات، ويعتبر الفيديو التعليمي عنصرا أساسيا في هذا النمط من التعليم؛ حيث يقوم المعلم بإعداد مقاطع فيديو مدة كل منها ما بين 5 إلى 10 دقائق، ويشارك طلابه في مواقع الـويب أو شبكات التواصل الاجتماعي، وقد يقدم دروسه عبر منصات تعليمية.


وأوضح أستاذ التربية، و​في استراتيجية الفصول المعكوسة تكون الصعوبة دائماً في قدرات المعلمين على تجهيز دروسهم بوسائط تكنولوجية ليتلقاها المتعلمون عن بٌعد، وهو ما أعلنت الوزارة عن توفيره عبر منصاتها ، وقنواتها التعليمية، وفي الفصول المقلوبة، المعلم (إذا كان فاهماً ومخلصاً وملتزماً) يستثمر وقت الحصة كاملاً، في بدايتها: يقيّم مستوى الطلاب، وأثناؤها: يٌنفذ الأنشطة التي توضح المفاهيم وتثبت المعارف والمهارات، وفي آخرها، وخلالها يشرف على أنشطة الطلاب، ويقدمُ الدعم المناسب للمتعثرين منهم.


وأشار إلى أنه ​في الفصول المقلوبة، تبدأ الحصة من المنزل، وليس من الفصل، وينتهي الدرس في الفصل وليس في المنزل، وفي المنزل المتعلم يحضر، ويذاكر، ويحدد مواطن الصعوبة، ويجهز الاستفسارات، ويمضي في الدرس حسب جهده، وحسب قدراته، يسير بسرعة أو ببطء، ويجمع المواد من مصادر عدة متنوعة إنه متعلم إيجابي منشغل بعملية التعلم، وفي الفصل، يكتمل الدرس بالأنشطة والرد على الاستفسارات وحل الواجبات،​ وتظل المشكلة دائماً في عدم وجود وقت وفرص كاملة لتهيئة الرأي العام، ولتكوين اتجاهات موجبة نحو هذه الاستراتيجية، وما يتطلبه تطبيقها من تدريب للمعلمين، وللمتعلمين، بل ولأولياء الأمور.


 

أقرأ أيضا: «تعليم القاهرة» تؤكد عدم إلغاء طابور الصباح.. وتوضح الحقيقة

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة