الفنانة الراحلة أسمهان - أرشيفية
الفنانة الراحلة أسمهان - أرشيفية


موت أسمهان.. مشهد في فيلم تحول إلى حقيقة 

محمد أمين

الإثنين، 26 أكتوبر 2020 - 10:09 ص

ألا تبدو على هذه القسمات الجميلة سحابة حزينة من سحب الموت هي أسمهان البلبلة التي غابت عن روضة الحياة والحب ونجمة فيلم «غرام وانتقام» مع الفنان الكبير يوسف وهبي، الفيلم الذي كانت نهايته هي نفس نهاية أسمهان التي كانت في طريق رأس البر فسقطت سيارتها في النيل وأسلمت أنفاسها بين أمواجه.

 

تلك أول نهاية يقترب فيها الخيال بالواقع في تاريخ السينما المصرية والأجنبية.. فيلم «غرام وانتقام» كان مقرر عرضه في 10 ديسمبر 1944 بسينما ستوديو مصر، لكن القدر حال دون أن تشاهد أسمهان آخر أفلامها، كما جاء في جريدة أخبار اليوم في 2 ديسمبر من العام نفسه.

 

الفيلم هو ثاني أفلام أسمهان والأخير، وقد توفيت على نحو غامض قبل إتمامه؛ فاضطر يوسف وهبي إلى إحضار ممثلة بديلة لتصوير بعض المشاهد، غنت أسمهان في الفيلم مجموعة من الأغاني أشهرها: «إمتى حتعرف»، و«ليالي الأنس في فيينا».

 

اقرأ أيضًا| حبيبته «الخائنة».. أصعب مقلب في حياة إسماعيل ياسين 

 

حينها، أوضح الفنان يوسف وهبي في برنامج تليفزيوني أنه قبل دفنها أظهر جثمانها في آخر مشهد بنهاية الفيلم بعد الحادث المشئوم.

 

قصة الفيلم.. سهير (أسمهان) هي مطربة مشهورة تحب وحيد عزت (أنور وجدي) الثري، وتعتزل من أجله، لكنه يموت برصاصة طائشة مجهولة. 

 

تدور الشبهات حول الموسيقار جمال حمدي (يوسف وهبي)، لكن لا تتوافر أدلة كافية على إدانته، فتحاول سهير إغراءه لكي تعرف الحقيقة منه، ويعترف لها بأنه قتل وحيد في مشاجرة، لأنه غرر بأخته الساذجة أميرة. 

 

يتم يُقبض على جمال، ويعرف بأن سهير خدعته، ولكنها تعترف له بأنها أحبته. يُفرج عن جمال، وفي ليلة زفافه من سهير تموت في حادث، وهنا تتشابه نهاية أسمهان بطلة الفيلم مع نهايتها في الحقيقة.

 

أسمهان اسمها الحقيقي هو آمال الأطرش، وهي الابنة الوحيدة التي كتب لها الحياة في أسرتها. والدها فهد الأطرش وهو درزي من جبل الدروز في سوريا، ووالدتها علياء المنذر، ولديها شقيقين هما: فؤاد وفريد الأطرش المطرب والموسيقار المعروف والذي كانت على وفاق تام معه وهو الذي أخذ بيدها إلى عالم الفن وجعلها نجمة غناء لامعة إلى جانب شهيرات ذلك الوقت أم كلثوم، نجاة علي، ليلى مراد وغيرهن.

 

اقرأ أيضًا| حل لغزها فنان كبير.. أغرب جريمة في مصر

 

ظهرت مواهب أسمهان الغنائية والفنية باكرًا، فقد كانت تغني في البيت والمدرسة مرددة أغاني أم كلثوم وعبد الوهاب وشقيقها فريد. 

 

وفي أحد الأيام استقبل فريد في المنزل (وكان وقتها في بداية حياته الفنية) الملحن داود حسني أحد كبار الموسيقيين في مصر، فسمع آمال تغني في غرفتها فطلب إحضارها وسألها أن تغني من جديد، فغنت آمال فأعجب داود حسني بصوتها، ولما انتهت قال لها "كنت أتعهد تدريب فتاة تشبهك جمالًا وصوتًا توفيت قبل أن تشتهر لذلك أحب أن أدعوك باسمها أسمهان" وهكذا أصبح اسم آمال الفني أسمهان.

 

أسمهان في السينما

 

فتحت الشهرة التي نالتها كمطربة جميلة الصوت والصورة أمامها باب الدخول إلى عالم السينما، فمثلت سنة 1941 في أول أفلامها «انتصار الشباب» إلى جانب شقيقها فريد الأطرش، وشاركته أغاني الفيلم. وفي خلال التصوير تعرفت إلى المخرج أحمد بدرخان ثم تزوجته عرفيا، ولكن زواجهما انهار سريعًا وانتهى بالطلاق دون أن تتمكن من نيل الجنسية المصرية التي فقدتها حين تزوجت الأمير حسن الأطرش. 

 

كانت أسمهان في طريقها إلى رأس البر صباح الجمعة 14 يوليو 1944 ترافقها صديقتها ومديرة أعمالها ماري قلادة، وفي الطريق فقد السائق السيطرة على السيارة فانحرفت وسقطت في الترعة (ترعة الساحل الموجودة حاليا في مدينة طلخا)، حيث لقيت مع صديقتها حتفهما عن عمر ناهز 32 سنة أما السائق فلم يصب بأذى وبعد الحادثة اختفى، وبعد اختفائه ظل السؤال عمن يقف وراء موتها دون جواب. 

 

لكن ظلت أصابع الاتهام موجهة نحو كل من: المخابرات البريطانية وإلى زوجها الأول حسن الأطرش وإلى زوجها الثالث أحمد سالم وإلى أم كلثوم وشقيقها فؤاد الأطرش.

 

ومن غريب المصادفات أنها قبل 4 سنوات من وفاتها، أي في أوائل 1940 كانت تمر في المكان عينه فشعرت بالرعب لدى سماعها صوت آلة الضخ البخارية العاملة في الترعة، ورمت قصيدة أبي العلاء المعري (غير مجدٍ) التي لحنها لها الشيخ زكريا أحمد، وكانت تتمرن على أدائها حينذاك استعدادًا لتسجيلها في اليوم التالي للإذاعة. 

 

وقالت للصحفي الكبير محمد التابعي رئيس تحرير مجلة "آخر ساعة" والذي كان يرافقها: "كلما سمعت مثل هذه الدقات تخيلت أنها دفوف جنازة".

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة