هناء عبدالفتاح
هناء عبدالفتاح


كل يوم

فى ذكرى مولده "صلى الله عليه وسلم"

بوابة أخبار اليوم

الإثنين، 26 أكتوبر 2020 - 06:47 م

المفارقة فى تزامن توقيت الإساءة لسيد الخلق عليه الصلاة والسلام مع توقيت ذكرى مولده الشريف وانتفاض الكل لسب وقذف مصدر الإساءة والنيل من كرامته هى فى الواقع مفارقة تدعو للتأمل الشديد فى مشهد معقد وغريب، مشهد عظيم جداً فى ظاهره لكنه فى مجمله عشوائى ومتناقض ويخاصم المنطق، شخصياً لا أعرف أحد لم يشارك فى حملة الهجوم على من أساء لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، وهنيأ للمسيء ما استقبله من سب وقذف وتذكير بتاريخ شخصى غير مشرف ووقائع مخجلة ومعايرة بعلاقة شاذة ودعوات من سويداء القلب أن يموت ميتة السوء وأن تحترق بلاده على رأسه و..و...و.. عظيم جدا وادعو الله أن يتقبل وأقول آمين، ولكن ليس بسب وقذف المسيء فقط يرد اعتبار رسول الله، اعتباره يرد بتفعيل تعاليمه المعطلة وما أكثرها، لا نكذب، لا ننافق، لا نخوض فى الأعراض، لا ننصب أنفسنا حكاما على غيرنا، ولا نوزع صكوك الجنة والنار، كل هذا وأكثر نفعله بوضوح شديد وبتطور مذهل ومخيف، ولو كان البحر مداداً للأمثلة على هذا لنفد البحر قبل أن تنفد الأمثلة على هذا، مذهل ومخيف جداً أن تجد الشخص الذى ينتفض لرد الإساءة عن رسول الله هو نفس الشخص الذى تناول سيرة الفنانات اللواتى ظهرن فى مهرجان الجونة على مواقع التواصل الاجتماعى بكم قسوة وشراسة وحجم بذاءات وتطاول غير مسبوق، ومؤكد أن صاحب الخلق العظيم عليه الصلاة والسلام لا يرضى عن هذا، وأن تجد الشخص الذى اشترك فى هاشتاج «إلا رسول الله» هو نفسه الذى اشترك فى الهجوم على المرحومة فتاة المعادى التى سحلها مجموعة من السفلة حتى فارقت الحياة مؤكداً أن ملابسها هى السبب فى بداية التحرش بها، ومؤكد أن صاحب الخلق العظيم عليه الصلاة والسلام لا يرضى عن هذا، لا أفضل التمادى فى تفنيد حجم الفجوة الفسيحة بين ما أمرنا به نبينا محمد وبين التطبيق العملى على الأرض لأنه حديث محبط جداً، أفضل الحديث عن أهمية تفعيل تعاليم سيدنا المعطلة قبل «الحمقة» عليه، ذكرى مولده عليه الصلاة والسلام نفسها ليست لأكل السمسمية والفولية والبندقية ومتابعة فيلم الشيماء فحسب، وإنما لوقفة مع النفس نراجع فيها ما فاتنا من كلامه، وما سقط منا سهواً أو عمداً من أوامره، وأخيراً أؤكد، تطاول سفلة البشر على رسول الله لا يقلل منه شيئاً ولا يسئ إليه، الإساءة أن نبتعد عن تعاليمه وان نناقض أنفسنا ونحن نتشدق بعظمته فى حين أننا فى الغالب لا ندركها.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة