الإثنين، 26 أكتوبر 2020 - 06:50 م

كنا ومازلنا نفخر بمشروع السد العالى وفوائده التى حمت مصر من أخطار الفيضان والجفاف التى كانت تكلف مصر أعباء تفوق طاقتنا، وحققنا العديد من الإنجازات، لكن أهم وأخطر إنجاز هو أن السد العالى كان بمثابة المدرسة القومية التى قدمت لمصر آلاف الخبراء والمهندسين والعمال على أعلى درجة من الوطنية والمهنية واتقان العمل والعطاء بلا حدود لهذا الوطن، وقدم المشروع قيادات تنفيذية وسياسية ترأست العديد من الشركات والهيئات والمؤسسات الناجحة، وتولت مناصب وزارية، بل ورؤساء حكومة، كل هؤلاء تخرجوا من مدرسة السد العالى!
ونحن نحتفل هذه الأيام بأعظم انتصار فى حرب أكتوبر المجيدة، نتذكر بكل التقدير والفخر أحد الأبطال من أبناء القوات المسلحة الذين عملوا فى مشروع السد العالى واكتسب خبرات لا تقدر بكنوز الدنيا، هذا البطل هو اللواء مهندس باقى ذكى صاحب الفكرة الأسطورة لهدم الساتر الترابى - التى اكتسبها من العمل فى المشروع - المنيع لخط بارليف الذى أكدت كل التقديرات استحالة هدم هذا الساتر الترابى المنيع والذى كان اقتحامه أحد أهم مفاتيح الانتصار العظيم!
اليوم لدينا عشرات بل مئات المشروعات القومية التى لا تقل أهمية عن السد العالى بل تزيد فى النتائج التى تحققها لهذا الشعب الصامد، قناة السويس الجديدة أنفاق القناة العملاقة، شبكات الطرق، أعظم الكبارى على مستوى العالم بحيرات طبيعية عادت للحياة مرة أخرى، مدن جديدة وجامعات على أحدث النظم العلمية فى سيناء وكل محافظات مصر، مجمعات صناعية عملاقة على أحدث تكنولوجيا العصر، أقوى جيش وطنى فى المنطقة. كل تلك المشروعات والإنجازات أدهشت العالم، لكن الأكثر فائدة والأهم نتيجة من هذه المشروعات هو إعادة بناء الإنسان المصرى إنسانا وطنيا مفكرا ومخططا وصانعا ومنتجا وملتزما بالمهنية العالية وأخلاقيات العمل، التى فقدنا الكثير منها رغم كل النجاحات والتقدم فى تنفيذ هذه المشروعات فإن أهم تلك الإنجازات هو إعادة بناء الإنسان المصرى الذى هو أصعب من بناء المصانع وهذا ما نجحنا فيه وأصبحت لدينا قوى بشرية منتجة نفخر ونباهى بها أمام العالم وأنفسنا.