د.أسامة السعيد
د.أسامة السعيد


خارج النص

حروب غير مقدسة !

أسامة السعيد

الإثنين، 26 أكتوبر 2020 - 06:55 م

 

بعض الغاضبين على وسائل التواصل الاجتماعى وحتى فى الواقع من الصفاقة الفرنسية بحق رسولنا الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم يتصورون أن غضبتهم وحتى توجيه الشتائم والسباب لفرنسا ورئيسها وثقافتها هى نوع من الحرب المقدسة أو الجهاد ردا على الإهانات المتكررة من جانب مثقفين وسياسيين غربيين لنبينا وديننا الإسلامى.
لكن - وللأسف الشديد - نحن لا نكلم سوى أنفسنا، ولا نصرخ إلا فى فراغ، واسمحوا لى أن أصارحكم بالحقيقة المرة، فنحن من وضعنا أنفسنا فى تلك المكانة المتدنية بين أمم العالم.
لا يحق لنا أن نغضب من إهانات الغرب المتكررة لرموزنا وثقافتنا، بينما نحن نهين ذلك الدين العظيم كل يوم، بل كل لحظة، فعندما يتصدر الجهلاء والمتطرفون والمتلاعبون بالدين المشهد، ويعبثون بعقول الناس بجهالات لا علاقة لها بالإسلام، فإذن نحن من يهين ديننا.
وعندما نحول الإسلام من طاقة روحية وحياتية عظيمة صنعت يوما ما واحدة من أعظم حضارات البشرية فى العلم والفقه والإبداع، إلى مجرد طقوس للدروشة ومظاهر لا تتجاوز الشكل والملبس، أو يلوى حفنة من الجهلاء عنق القرآن والسنة ليطوعوا نصوصهما لخدمة ظلام عقولهم ولتبرير حقد قلوبهم، فنحن الذين نطعن ديننا بأيدينا، قبل أن تمتد إليه أيادى وألسنة الغادرين بالسوء.
أمة الإسلام يقترب تعدادها أو يتجاوز ١٫٥ مليار مسلم، فكم تساوى فى ميزان الحضارة أكثر من غثاء السيل؟ ماذا سيضير الصانع الأمريكى أو الفرنسى لو أحرقت علم بلاده وشوهت صورة رؤسائه، بينما ستذهب بعدها لبيتك تستهلك منتجاته.
كفانا عبثا، فالانتصار الحقيقى للإسلام ولرسوله هو أن نستعيد ذلك الدين النورانى العظيم المختطف على أيدى ضعاف العقول وضيقى الآفاق، أن نخلصه من شوائب التطرّف والاستغلال السياسى، أن تكون مبادئه الداعية للعلم والعمل والتسامح والإتقان هى أعمدة حياتنا اليومية، لا أن يكون مجرد طقوس ليوم الجمعة أو شهر رمضان.
علينا أن نحترم ديننا أولا، وساعتها سنجبر العالم كله على احترامه.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة