عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


شىء من الأمل

العالم يوم ٣ نوفمبر!

‬عبدالقادر شهيب

الإثنين، 26 أكتوبر 2020 - 07:04 م

يوم ٣ نوفمبر الذى يفصلنا عنه بضعة أيام قليلة جدا هو يوم الانتخابات الرئاسية الأمريكية، والتى بدأ التصويت فيها بالفعل بالبريد منذ فترة مضت. وفى هذا اليوم سوف نعرف سيد البيت الأبيض لأربع سنوات مقبلة، أو قد نحتاج لأيام أخرى حتى يتم الانتهاء من فرز أصوات الناخبين الأمريكيين الذين صوتوا بالبريد، والذين بلغت نسبتهم حتى كتابة هذه السطور إلى نحو عشرين فى المائة من الناخبين. وقد تمتد فترة الانتظار بضعة أسابيع إذا استدعى الأمر اللجوء للمحكمة الدستورية إذا طعن أحد المرشحين المتنافسين فى نتائج الانتخابات.
وينتظر العالم باهتمام أكبر يوم إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية لأنه خبر كيف ستدار السياسة الخارجية الأمريكية فى حالة فوز أى من المرشحين المتنافسين.. فإن مرشح الحزب الديمقراطى بايدن والذى ترشحه معظم استطلاعات الرأى للفوز بهذه الانتخابات كان نائبا لأوباما وشاركه بالموافقة والتأييد للسياسات التى انتهجها سواء فى الداخل أو الخارج، وهى السياسات التى كان أبرزها إعادة الصياغة السياسية لمنطقتنا، وخلال حملته الانتخابية لم ينتقد بايدن ما اتخذه أوباما من قرارات مهمة وكبيرة، بل إنه تبنى بعضها بوضوح خاصة تلك المتعلقة بالعلاقات الأمريكية مع أوروبا والعلاقات مع روسيا والصين والعودة للاتفاق مع إيران.. أما الرئيس الحالى ترامب الذى يقاتل بكل ما فى جعبته من أسلحة ليظفر بأربع سنوات أخرى فى البيت الأبيض فقد أحدث انقلابا فى السياسة الخارجية الأمريكية، أسفر عن صدام وبوادر حرب تجارية مع الصين وتوتر فى علاقة أمريكا مع روسيا التى كانت تراهن عليه لإنهاء العقوبات الأمريكية المفروضة عليها فقام بزيادتها، كما أسفرت عن فتور علاقة أمريكا بحلفائها الأوربيين بعد الانسحاب من الاتفاق مع إيران والانسحاب أيضا من اتفاقية باريس للمناخ ومطالبة أوروبا بتحمل أعباء الدفاع عن نفسها فى حلف الناتو
وهكذا العالم يعرف تقريبا ما ينتظره من أمريكا إذا فاز أى من المرشحين المتنافسين على البيت الأبيض.. ترامب أم بايدن.. وثمة انقسام داخل العالم فى هذا الشأن.. فهناك فى عالمنا من يتمنون فوز بايدن لأنهم ينتظرون أن يستأنف ممارسة ذات السياسة الخارجية الأمريكية التى انتهجتها أمريكا فى عهد أوباما، أو ينتظرون سياسة خارجية قريبة منها بعد مراعاة ما شهده العالم من تغيرات خلال السنوات الأربع الماضية.. وهناك على النقيض من يتمنون أن يستمر ترامب فى البيت الأبيض لأربع سنوات مقبلة رغم نهج الصدمات التى يدير بها السياسة الخارجية الأمريكية، لأنهم عانوا من سياسات أوباما الخارجية من قبل.
ولذلك فقد استعد كثيرون ليوم ٣ نوفمبر المقبل.. أو استعدوا للتعامل مع السيد الجديد للبيت الأبيض.. سواء كان بايدن الذى استفاد كثيرا انتخابيا بتداعيات جائحة كورونا على الاقتصاد الأمريكى والتى أفقدت ترامب أهم سلاح كان يدخره فى هذه الانتخابات الرئاسية وهو سلاح الإنجازات الاقتصادية التى أطاحت بها تلك الجائحة، أو الرئيس الأمريكى الحالى الذى مازال يقاتل بقوة ليظفر بأغلبية المجمع الانتخابى حتى وإن فقد الأغلبية الشعبية، على غرار ما حدث فى انتخاباته السابقة التى نافس فيها هيلارى كلينتون.
لكن رغم أهميةَ هذا اليوم الذى صار مؤثرا ومهما فى حياة العالم كله، نظرا لأن أمريكا هى الدولة الأولى اقتصاديا فى عالمنا حتى الآن، فإن ثمة حقيقة مهمة وهى أن العلاقات مع أمريكا لا تتوقف وحدها على الجانب الأمريكى وإنما أيضا على الطرف الآخر.. أى على قدراته وحرصه على استقلال قراره، وهو الأمر الذى يتحقق بتماسك شعبه.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة