صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


قيمتها 30 مليار دولار| «لوفر الشرق» كنوز «مخفية» منذ 32 عامًا.. والفاعل مجهول

نادية البنا

الثلاثاء، 27 أكتوبر 2020 - 12:48 ص

«لوفر الشرق».. أو متحف الجزيرة، ثروة قومية بمليارات الدولارات قادرة على أن تكون أحد الحلول السحرية لحل الأزمات الاقتصادية لمصر، كما أنه ثروة تثقيفية توثق مرحلة هامة في عمر الوطن، ولكن على الرغم من القيمة التي يمثلها «متحف الجزيرة»، إلا أنه أصابه الإهمال وأصبح بحاجة إلى معجزة، بعد إغلاقه ما يقرب من 32 عاما للتجديد والتطوير، ولكن لم ينل من التجديد سوى تغيير الإسم فقط ليصبح متحف الحضارة بدلا من الجزيرة.

 

وما بين الجزيرة والحضارة عمر وأجيال لا تعرف شيئًا عن كنوز ذلك المكان، فمنذ إغلاق المتحف في عام 1988 للتطوير والترميم، وإسناده لإحدى الشركات الكبرى للعمل على ترميمه، لم ينتهِ حتى الآن.

 

متحف الجزيرة.. «لوفر الشرق»

 

خلف أسوار أرض دار الأوبرا المصرية، يوجد كنز لا يقدر بثمن لم يكن ذلك الكنز هو الفن والإبداع فقط ولكن ثروات مصرية أصيلة، تقدر بمليارات الدولارات، وهي وحدها قادرة إذا تم استثمارها بشكل يليق بقيمتها أن تخرج مصر من أزمتها الاقتصادية، تلك الثروات التي خٌزنت بمتحف الحضارة، الذي لٌقب بـ "لوفر الشرق" لم يظهر عليه حتى الآن أي ملامح للتطوير بعد إغلاقه أكثر من 32 عاما.

 

كنوز متحف الجزيرة

 

 يحتوي متحف الجزيرة على كنوز أثرية لا تقدر بثمن، ولكن لم يلتفت أحد إليها لوجودها داخل أطلال مبنى متحف الحضارة، والذي تم الإعلان عن افتتاحه أكثر من مرة خلال السنوات الماضية، ولم يحدث أي تطوير للمتحف سوى بتغيير اسمه من متحف الحضارة لمتحف الجزيرة لعل تغيير اسمه يحسن من حظه وينجز ترميمه !!.

 

لقب متحف الحضارة بـ "لوفر الشرق"، لما يحتويه من لوحات وكنوز نادرة، فتم جمع كل المقتنيات الملكية لأسرة محمد علي بعد ثورة يوليو، بذلك المبنى الكبير، الذي يعلوه أشهر قبة سماوية، وتم افتتاح المتحف أول مرة في أغسطس 1957، وخرج جزء من تلك الكنوز لأول مرة منذ عقود للمشاركة بمعرض أقامه قطاع الفنون التشكيلية الشهر الماضي بقصر عائشة فهمي التابع لقطاع الفنون التشكيلية، ولاقى المعرض استحسان الجمهور.

 

مقتنيات متحف الجزيرة

 

لوحات متحف الجزيرة أو الحضارة ... يحوي متحف الحضارة كنوزًا طائلة لا تقدر بثمن، حيث يوجد به ما يقرب من 1300 لوحة لكبار فناني العالم من بينهم لوحة للفنان "هنري ماتيس" تقدر بحوالي 120 مليون دولار، ومجموعة أخرى من اللوحات التي لا تقدر بثمن لأشهر فناني العالم من بينهم " بيكاسو، جون كنستابل، بول روبنز".

 

مقتنيات العائلة المالكة في متحف الحضارة... كما يحوي المتحف تماثيل نصفية لأسرة محمد علي، ومقتنيات خزفية وتصل المقتنيات إلى 4288 قطعة، من بينها مجموعة كبيرة من الزجاج البوهيمي، ومجموعة زجاج إسلامي وأخرى من الزجاج الروماني والفرنسي، بالإضافة إلى قطع الخزف الإسلامي "المصري والإغريقي والدمشقي، والتركي".

 

بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من النسيج القبطي من القرون الخامس والسادس والسابع الميلادية، ومجموعة من النسيج الإسلامي وسجاد صناعة إيران وأصفهان وخراسان وسمرقند، كما يوجد به جوبلان بلجيكي من القرن 18، وجوبلان فرنسي من القرن 19م، بالإضافة إلى مجموعة تحف معدنية عبارة عن شمعدانات ومباخر وصوانٍ تنتمي للعصر المملوكي في مصر وأماكن أخرى كالموصل والصين، وكذلك يحوي متحف الجزيرة مجموعة فريدة من اللوحات والتماثيل من خامات مختلفة للفنانين الذين يمثلون رموزًا لمختلف المدارس الأوروبية من أمثال: رودان، ديلاكروا، مونيه، ديجا، رينوار، روبنز، كونستابل، بيكاسو، هنري ماتيس بلوحته الشهيرة سيدة شرقية في مخدعها بنحو 120 مليون دولار.

 

تاريخ متحف الجزيرة

 

أنشئ مبنى سرايا النصر "متحف الجزيرة"، عام 1938، وصممه وأشرف على بنائه مصطفى بك فهمي مدير "الخاصة الملكية" وتم استخدام المبنى في المرحلة الأولى كنادِ خاص بالملك فاروق، ويضم مبنى سرايا النصر متاحف " الجزيرة الذي تم افتتاحه في 25 أغسطس 1957م، ومتحف الحضارة الذي تم افتتاحه في بداية الستينات، والقبة السماوية وتم افتتاحها في منتصف الستينات، وقد تم تفكيك الجهاز الخاص بها وتخزينه بمجمع الفنون، ثم نقلها لمكتبة الإسكندرية، ومتحف الجزيرة، وقاعتين عرض سينمائي، تم استلامهم استلام ابتدائي وحتى الآن لم يتم تلافي الملاحظات الخاصة بأعمال الحماية المدنية بهم مما عرقل استخدامهم على الوجه الأمثل.

 

افتتح المتحف في 25 أغسطس 1957 في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وتم إغلاقه للتطوير عام 1988، وبدأ العمل على تطوير المرحلة الأولى عام 1990، وتم نقل كافة مقتنياته إلى المخازن الرئيسية بالمبنى في نفس العام، وتم تسليمه ابتدائيًا في 26 مايو 2010، ولكن لم ينته التطوير حتى الآن.

 

ما يمتلكه المتحف يتجاوز ثمنه الـ 30 مليار دولار من مقتنيات، وقد طالب بعض الفنانين وقت تولي وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني  في حملة تنادي ببيع مقتنيات المتحف لسداد ديون مصر، وفي ذلك الحين أصدر فاروق حسني بيانًا يعلن فيه أن مقتنيات المتحف لن تباع، ولن يتم التفريط فيها لأي سبب، ولكن لم تخرج للنور وظلت بمخازن الجزيرة حتى تلك اللحظة لم يرى منها النور إلا جزء بسيط.

 

اقرأ أيضا: 

خاص|بعد كارثة لندن.. كيف عزفت الأوبرا المصرية سيمفونية التحدي لفيروس كورونا؟

 

ضرب وسب لـ«سيدة القصر».. تجاوزات في «ثقافة أسيوط»

 

بعد توقف 3 سنوات.. وزيرة الثقافة ومحافظ الإسكندرية يفتتحان «ليسيه الحرية»

 

صور| رغم الجولات والافتتاحات.. بيت ثقافة القنطرة «خرابة»

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة