المتحف القومي للحضارة المصرية
المتحف القومي للحضارة المصرية


«متحف الحضارة».. كنوز تحوي أسرار مصر القديمة

شيرين الكردي

الثلاثاء، 27 أكتوبر 2020 - 03:26 م

 

تتبنى الدولة المصرية واحدا من أهم المشروعات الرئيسية؛ وهو المتحف القومي للحضارة المصرية، والذي يعد أكبر متحف للحضارة فى العالم، وأحد أكبر المتاحف العالمية، وكذلك المتحف الوحيد من نوعه فى مصر والعالم العربى والشرق الأوسط وأفريقيا.

ويضم المتحف كل مظاهر الثراء والتنوع التى تمتعت به الحضارة المصرية خلال مختلف العصور بدءاً من عصور ما قبل التاريخ وحتى وقتنا الحاضر وسيضم بين جنباته آثاراً نادرة جدا.

وتسلط "بوابة أخبار اليوم" الضوء على حكاية المتحف التي تضرب بجذورها فى أعماق التاريخ ومن ثقافات متعاقبة وتاريخ لملوك وسلاطين وولاة وحكام وأديان، وعن آخر المستجدات المتحف القومى للحضارة المصرية وما سيتم عرضه أمام الجمهور وقت افتتاحه المقرر له العام الحالى 2020 عقب نقل المومياوات الملكية من المتحف المصرى بالتحرير إلى مكانه الدائم بمتحف الحضارة، من خلال السطور التالية.

استقبال موكب المومياوات

موكب ملكي مهيب يليق بعظمة الأجداد وعراقة الحضارة المصرية، يشحذ هممه لنقل 22 ملكًا وملكة من عهد الدولة القديمة من المتحف المصري بالتحرير، إلى المتحف القومي للحضارة بالفسطاط.

المتحف بما يحتويه من مجموعات أثرية وتراثية تضرب بجذورها فى أعماق التاريخ ومن ثقافات متعاقبة وتاريخ لملوك وسلاطين وولاة وحكام وأديان ومعتقدات وتعبيرات جمالية وعصور سطوع وعصور إندثار وتجارب وخبرات إنسانية فإنه يأخذ زائريه فى رحلة فريدة خلال حقب التاريخ المصرى ليتعرفوا على التاريخ الطويل الثرى لأقدم حضارات العالم وبمعنى أدق  أقدم دولة فى التاريخ .

استقبال المومياوات الملكية

ويجري العمل داخل المتحف على قدم وساق، استعدادًا لاستقبال المومياوات الملكية، في موكب ملكي مهيب من المتحف المصري بالتحرير، وتم تجهيز قاعة العرض المركزية تمهيدًا لافتتاحها، بجانب الانتهاء من سيناريو العرض المتحفى لهذه المومياوات داخل متحف الحضارة.

قاعة العرض الرئيسية بالمتحف

تتضمن مُقتنيات مُختلفة تحكى تاريخ وعراقة الدولة المصرية، وتضم مجموعة متنوعة من القطع الأثرية تصل إلى 1500 قطعة، منها مجموعة الكاهن "سنجم" من عصر الدولة الحديثة، ونماذج لمجموعات تماثيل لخدم من الدولة القديمة، إلى جانب مجموعة تماثيل خشبية ملونة لآلهة من عصر "أمنحتب الثانى".

ومجموعة أوان وتمائم للملك "تحتمس الرابع" مصنوعة من الفيانس الأزرق، وغيرها من المجموعات الأثرية والمقتنيات.

سيناريو العرض المتحفى

فيُعد جزءًا مكملًا لسيناريو العرض المتحفى، حيث يعد من أهم المؤثرات البصرية فى العرض، ويعتمد على الإبهار فى عرض المحتوى الذى يمهد للزائرين الدخول إلى القاعة الأهم فى المتحف، وهى قاعة المومياوات الملكية، ويتكون عرض "المالتيميديا" من شاشتى عرض تفاعلية ضخمة، ويوجد تزامن فى عرض المحتوى بين الشاشتين، وهناك أيضًا قاعة العرض المؤقت، التى تضم  350 قطعة أثرية.

وأكدت د. منال الغنام، مدير عام الترميم بالمتحف القومي للحضارة المصرية، أن عملية نقل التوابيت تمت وسط إجراءات أمنية من قبل شرطة السياحة والآثار وتحت إشراف آثري ومرممي متحف الحضارة، مشيرة إلى أنهم في حالة جيدة من الحفظ وأنه قبل عملية التغليف والنقل تم معاينة التوابيت وعمل تقرير حالة مفصل لكل تابوت على حدة لإثبات حالة حفظه بصورة دقيقة.

وأضافت أنه قام فريق الترميم، بأعمال التنظيف والترميم الأولي للتوابيت قبل التغليف، مؤكدة على أن عملية التغليف والنقل تمت على أعلى قدر من الكفاءة وطبقا للمعايير العلمية المتبعة في تغليف ونقل الآثار.

وأضافت مدير عام الترميم بالمتحف القومي للحضارة المصرية، أن جميع التوابيت تخضع الآن إلى أعمال الترميم من قبل فريق عمل متخصص من مرممي معمل الترميم بالمتحف لتقويتها، وتثبيت بعض القشور بها، لكي تكون جاهزة للعرض واستقبال المومياوات الملكية.


وفي هذا السياق قال د. أحمد غنيم، رئيس الهيئة التنفيذية لمتحف الحضارة، إن المتحف يبرز جوانب التراث المصرى المادى والمعنوى وتأثير الحضارة المصرية على الحضارات الأخرى التى نشأت وازدهرت على بنية أساسية من العلوم والمعرفة يرجع الفضل فيها إلى الحضارة المصرية.

وأوضح "غنيم"، أنه يتناول متحف الحضارة التراث المعنوى مركزاً على العادات المعيشية والفنون والحرف التى كان ومازال المصريون يزاولونها، وطبقاً للرؤى المستقبلية للمراحل المتبقية والتى نحن بصدد دراستها نحقق هدف من أهم أهداف المتحف وهو التواصل بين الزائرين ويضع دلالات الحضارة المصرية متمثلة فيما يمكن أن يضاف لعناصر المتحف من مراكز للصناعات، والحرف اليدوية والفنون التراثية، وكذلك المعارض التى تعرض فيها منتجات هذه الصناعات والحرف والفنون، وأيضاً الحدائق الأثرية المخطط تنفيذها والاستفادة كذلك من كل ما تجود به البيئة المحيطة بالمتحف كالخصائص المتفردة للبحيرة، وتأثيرها الفاعل فى شفاء العديد من الأمراض، وأخيرا فى وجود المواقع الأثرية الحقيقية داخل حدود المشروع وحوله.

وأضاف "غنيم"، أن المتحف بذلك يمثل نوعية جديدة من المتاحف تتعدى بكثير المتاحف التقليدية التى تعرض بها الكنوز والآثار  ليشاهدها زوار مصر وغيرهم، لذا فإن أهم أهداف هذا المتحف أن يتشارك الجميع فى المعرفة ويتواصلون مع البيئة المصرية المحيطة والمواقع الأثرية والتاريخية داخل وحول المتحف، كما يتيح للزوار أن يتعرفوا أكثر على الحضارة المصرية وما احتوته من ثقافات وعلوم وقيم وفنون عبر العصور، ويعتبر بذلك المتحف القومى للحضارة المصرية متحفاً رائداً يتيح رؤية جديدة للتراث ويحافظ عليه ويجعله حياً متفاعلا مع زائريه ومؤثرا فيهم .
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة