كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

اليمامة والغراب !

كرم جبر

الثلاثاء، 27 أكتوبر 2020 - 07:08 م

قال البيان الصادر وقتها إن وحدة المارينز الأمريكية دفنت بن لادن فى البحر، وفقاً للشريعة الإسلامية التى تشترط إكرام الميت بدفنه بعد ساعة من وفاته، ورتلوا على جثمانه دعوات الرحمة باللغتين الإنجليزية والعربية.
أمريكا كانت تخشى أن يتحول قبره إلى مزار، فالخوف من الأموات يفوق الأحياء، نفس ما فعله الثوار مع القذافى، فلا أحد يعرف قبره، وحجبوا رائحته بالجير الحى، وربما اغتالوا من دفنوه.
وتتردد الأساطير حول قبر صدام حسين، وهل هو الذى دفن فيه أم شبيه؟، ووصلت الخرافات إلى حد الزعم بأن البعض يراه ليلاً يتجول فى المقابر، وحاولوا أن يجعلوا مدفنه مزاراً.
وحدة المارينز التى تمكنت من اصطياد بن لادن، بطلقة فى الرأس فى وكره الحصين قرب إسلام أباد وبعد ساعة واحدة حملته إحدى المروحيات إلى قبره فى مياه المحيط العميقة، وتم إخفاء جثمان القذافى ولكن صدام الذى أعدم على مشهد مأساوى فى صباح عيد الأضحى كان الأسعد قبراً.
بن لادن كان قاتلاً، صنعته أمريكا ليكون ذراع الحرب ضد السوفيت فى أفغانستان، تحت شعار حماية الإسلام من زحف الشيوعية، فجمع المقاتلين من كل بقاع الأرض، للجهاد فى مستنقعات وجبال وكهوف أفغانستان.
سربت أجهزة المخابرات الغربية، تقارير تفيد أن بن لادن عميل تم تجنيده مبكراً تحت اسم «تيم عثمان»، بقصد حرقه عندما انتهت مهمته حان وقت قتله.
ودارت الدوائر على أبو بكر البغدادى، زعيم تنظيم داعش، العراقى الجنسية الذى أذاق العراقيين عذاباً لم يعرفوه، والذى فجّر نفسه قبل أن تقتله غارة أمريكية فى منطقة صحراوية على الحدود السورية العراقية، وكان قبل ذلك كائناً يُستعصى على الاغتيال.
وقبل قتل البغدادى سربت أجهزة المخابرات الغربية تقارير لحرقه، تقول إن الموساد جنده مبكراً تحت اسم «سايمون»، لتنفيذ مخطط الحرب الأهلية فى العراق والشام لصالح إسرائيل.
الخلاصة: اصنع العميل وزوده بالخيانة، واجعل منه بندقية للقتل، وعندما تنتهى مهمته اجعله مثل خيل الحكومة وأطلق عليه رصاصة الرحمة، ولكن قبل قتله لابد من اغتياله معنوياً ليكون الموت مرتين.
وعندما تنتهى المهمة ويحين وقت التخلص من العميل يكون السؤال الصعب هل هو مطلوب حياً أم ميتاً؟.. والفارق هو أن الجاسوس الحى يكون له قبر، والمطلوب ميتاً إما بتمزيق جسده أشلاء صغيرة «البغدادى» أو فى البحر «بن لادن» أو الجير الحى «القذافى»، مع التأكيد أن القذافى لم يكن جاسوساً يوماً من الأيام، ولكن «هدف ثابت».
وكذلك صدام، خدعوه فظن أنه يملك جيوشاً غاشمة، وفى الحرب اختفت طائراته ودباباته وصواريخه والنووى والكيماوى، وكأنهم كانوا ألعاباً على الكمبيوتر.
لن يكون البغدادى ولا بن لادن ولا غيرهما من الخونة هم النهاية، مادامت الأرض العربية تنجب الشيطان بمخالبه وأنيابه، فلا يفرق بين اليمامة والغراب.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة