خـالد مـيرى
خـالد مـيرى


نبض السطور

ما بين النواب والشيوخ نزاهة الانتخابات وشفافية الاختيارات

خالد ميري

الثلاثاء، 27 أكتوبر 2020 - 07:20 م

 

رغم كل التحديات تواصل مصر مسيرتها الناجحة بقيادة الزعيم عبدالفتاح السيسى.. يد تحمل السلاح وتحمى الحدود وتدفن الإرهاب تحت تراب الوطن، ويد تبنى وتعمر وتستكمل مسيرة الإنجازات.

على مدار الأيام والأسابيع الماضية كانت انتخابات مجلسى الشيوخ والنواب هى العنوان الأبرز لمسيرة استكمال البنيان السياسى.. نواب اختارهم ويختارهم الشعب بكل نزاهة وشفافية، يعبرون عن إرادة المواطنين وحدهم ويستعدون لأداء دورهم كاملا فى التشريع والرقابة وكتابة سطور النجاح فى مصر الجديدة.
السبت والأحد الماضيين كنا على موعد مع انتخابات ساخنة على نصف مقاعد مجلس النواب.. المرحلة الأولى جرت انتخاباتها فى 14 محافظة.. حيث تنافست القائمة الوطنية من أجل مصر مع قائمة نداء مصر على 142 مقعدا للقوائم.. وتنافس 1879 مرشحا غالبيتهم من المستقلين مع مرشحى الأحزاب على 142 مقعدا فرديا.
وإذا كانت الأرقام لا تكذب ولا تتجمل فقد كشفت حقيقة ما جرى ودار فوق أرض المحروسة.. الهيئة الوطنية للانتخابات تمتلك وحدها الحق القانونى لإعلان النتائج، لكن الإحصاءات العددية التى أعلنتها اللجان العامة والفرعية تعلن حقائق فى وضوح الشمس، ما يقرب من 30٪ من الناخبين توجهوا للجان الاقتراع دون خوف من كورونا.. ذلك الوباء الذى مازال يضرب العالم بقوة وينشر الفزع فى كل مكان.
المواطنون اختاروا من يريدون بحرية كاملة ووسط رقابة ومتابعة المرشحين ومندوبيهم وممثلى كل الصحف ووسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدنى المصرية والعربية والأجنبية.
لم نكن فى حاجة لشهادة أحد بنزاهة الانتخابات التى لمسناها بعقولنا وشاهدناها بأعيننا، لكن الجميع شهد بالنزاهة واعترف بها.. فمصر الجديدة بعد ثورة 30 يونيو تمنح الحق الكامل والحرية لكل المواطنين فى اختيار من يريدون.
رأينا مرشحين من العيار الثقيل لحزب مستقبل وطن يودعون الانتخابات من الجولة الأولى دون حتى أن يخوضوا الإعادة، ليكشف الواقع كذب الشائعات التى حاولت الترويج بأن الحزب يعيد إنتاج الحزب الوطنى ويحظى بدعم الدولة ويستخدم المال السياسى، الأرقام المعلنة قطعت ألسن الكاذبين، رأينا مرشحين مستقلين كانوا ملء العين والبصر يسقطون أيضا من الجولة الأولى.. المواطن اختار من يريد.. منح صك النجاح لمن يشاء وأبعد من يريد إبعاده، تجلى الوعى الشعبى فى انتخابات حرة، تنافس فيها المرشحون واختلفوا سياسيا وفكريا تحت راية الوطن، والشعب استمع للجميع واختار من يريد.
ورغم أن الأرقام العددية المعلنة تكشف نجاح القائمة الوطنية من أجل مصر وحسمها 142 مقعدا، لكنها تكشف أيضا أن المنافسة كانت حرة وساخنة مع قائمة نداء مصر.. الأرقام المعلنة تحت شمس نهار مصر الدافئ تؤكد أن فكرة القائمة الوطنية التى ضمت تحالفا من 12 حزبا وتنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين كانت مبدعة.. ومنحت فرصة ربما لن تتكرر بوجود حزبى قوى تحت قبة البرلمان.. فرصة إذا لم تستغلها الأحزاب لتواجد حقيقى فى الشارع فهى قطعا لن تتكرر.
المرحلة الأولى لم تنته بعد.. فى انتظار جولة إعادة على غالبية المقاعد الفردية بين مرشحين حزبيين ومستقلين، والمواطن وحده هو من سيختار لمن يمنح بطاقة النجاح.
الشكر هنا واجب وحق للهيئة الوطنية للانتخابات برئاسة المستشار الجليل لاشين إبراهيم.. حق لـ10 آلاف قاض أشرفوا على كل اللجان الفرعية والعامة بنزاهة كاملة.. حق لرجال الجيش والشرطة الذين نجحوا فى التأمين الكامل للعملية الانتخابية.. حق لكل أجهزة ومؤسسات الدولة التى قامت بدورها كاملا فى نجاح الانتخابات دون أن تتدخل فى مسارها بأى شكل.
ومن مجلس النواب إلى مجلس الشيوخ الذى بدأ جلساته الأحد قبل الماضى بعد انتهاء الانتخابات التى أفرزت 100 نائب للمقاعد الفردية و100 نائب عن القائمة.. وصدور قرار الرئيس عبدالفتاح السيسى بتعيين 100 نائب.
الانتخابات جرت بنزاهة وشفافية والشعب اختار من يريد، ولمسنا وشهدنا حالة رضا واسعة وربما غير مسبوقة بعد إعلان أسماء المعينين.. أسماء كشفت عن الجهد الكبير الذى تم بذله لضمان تمثيل كل فئات وطوائف المجتمع، فضمت 20 سيدة و12 ممثلا للأحزاب و19 من رجال الجيش والشرطة السابقين و6 ممثلين للنقابات و4 من تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، و2 من الأكاديمية الوطنية لتأهيل الشباب و5 ممثلين للكنيسة و6 إعلاميين وفنانين و2 من شيوخ القضاة السابقين و8 ممثلين لرجال التعليم والجامعات و16 شخصية عامة.
اختيارات تعبر عن مصر وشعبها بعيدا عن المجاملات، اختيارات تضمن لمجلس الشيوخ أداء دوره القانونى والدستورى كاملا بنجاح.. الاختيارات ضمت رموزا ناجحة لكل طوائف المجتمع، رموزا كان بعضهم قد ابتعدوا عن الأضواء، لكن مصر الجديدة لا تنسى أبناءها وتمنح فرصة المشاركة للجميع بشفافية ونزاهة، فالهدف كان ومايزال هو مصلحة مصر وحدها.
والحقيقة أن انتخاب المستشار عبدالوهاب عبدالرازق رئيس حزب مستقبل وطن ورئيس المحكمة الدستورية العليا الأسبق رئيسا لمجلس الشيوخ هو اختيار كاشف، فالرجل المناسب يجد نفسه فى المكان المناسب، الرجل الذى يجمع بين الخبرة القانونية والدستورية الرفيعة والانتماء لعائلة سياسية عريقة هذا هو مكانه.
مصر ثورة ٣٠ يونيو بها مكان لكل أولادها، ولا فضل لمواطن على مواطن إلا بقدر ما يجتهد ويعمل.
شعب مصر قادر على الفرز وحسن الاختيار.. والدولة تعمل ليل نهار ليرتفع البنيان بقيادة رجل الأقدار الزعيم عبدالفتاح السيسى.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة