الفنان عبد السلام النابلسي
الفنان عبد السلام النابلسي


«عنطوز السينما».. حين أجبرته حبيبته على ارتداء فستانها

علاء عبدالعظيم

الأربعاء، 28 أكتوبر 2020 - 10:49 ص

جسد دور "العنطوز" الذي يبدو شامخًا الرأس سواء امتلأ جيبه بالأموال أو كان من أكثر الناس احتياجا، ويبدو مرفوعا الرأس يتكلم بكبرياء واضح، وثقة عمياء، إنه الفنان عبد السلام النابلسي الذي تعرض لموقف لا ينساه وهو في سن المراهقة بسبب بنت الجيران، وأصبح سجينا داخل الدولاب هربا من علقة ساخنة، أو سيكون مصيره خلف أسوار السجن.

 

البداية عندما انحرفت عيناه لبنت الجيران ذات الوجه الصبوح، والتي تتمتع بأنوثة متفجرة.. وأخذ يختلس نظرات الإعجاب حتى اقترب منها، وبابتسامة رقيقة يطلب منها تحديد موعد لمقابلتها ليصف مشاعره، وحبه لها من أول نظرة، انفجرت أساريره وتملكته سعادة بالغة عندما اتفقت معه على أن يكون اللقاء بمنزلها.

 

ذهب النابلسي يمني نفسه باللقاء، وسيطرت عليه أحلام اليقظة، وارتدى أفخر الثياب، وبخطوات خفيفة دخل المنزل على أطراف أصابعه خشية أن يسمع أو يشعر به أحد، لكنها قالت له : "خد راحتك كلهم بره" .


جلس يمطرها بكلمات الغزل، ومشاعره الفياضة، يرسم مستقبل حياته معها فهي فتاة أحلامه، وفجأة ارتعشت أنامله، وتحول الحلم إلى كابوس، عندما تردد على مسامعه صوت طرقات على الباب، انتفض من فوق مقعده، تعلو وجهه علامات الريبة والقلق، لكنها سرعان ماأدخلته داخل دولاب الملابس الخاص بها، وبدأت معاناته داخل الدولاب، تحيط به ظلمة حالكة، يدعو ويتمتم أن يخرج سالما، من هذا المأزق، وهو جالسا القرفصاء، وظل حبيسا، حتى كاد أن يختنق، وتزهق أنفاسه، تتملكه حالة من الذعر كلما تردد على سمعه صوت والد الفتاة أو أحد أفراد عائلتها.


وبعد مرور أكثر من ساعة، جاءه الفرج، وانتابته رعشة شديدة، عندما قامت الفتاة بفتح ضلفة الدولاب، وبلسان حال يقول جالك الموت ياتارك الصلاة، ووضع يده على عينيه يخفي وجهه، وما إن طمأنته بأنها فتاة أحلامه، تنفس الصعداء، وهرول مسرعا يحاول الهرب كعصفور انطلق من القفص، لكنه فوجئ بها تطلب منه أن يرتدي أحد فساتينها، خشية أن يراه أحد مصادفة فلا يتعرف عليه أثناء خروجه.

 

سابقت قدماه الرياح فوق درجات السلم، وسار يلتفت يمينا ويسارا معكم يا أن تشق الأرض وتبتلعه، حتى وصل إلى المنزل، ومستقبله أصدقاءه المقيمين معه بكلمات المزاح، والترفية مما يرتديه، وأنه لم يكن من عادته التأخير لهذا الوقت المتأخر من الليل.


أحس بأن مياه المحيطات تنصب  عليه من شدة الخجل، والكسوف، وتعلو ضحكاتهم كلما يروي لهم حالته وهو داخل الدولاب، يلعن فتاة أحلامه التي جعلته أضحوكة، وحبيبي داخل الدولاب، وأنه لن ينسى هذا الموقف.

 

الكواكب ١٩٥٠/٦/١

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة