علاء عبدالوهاب
علاء عبدالوهاب


انتباه

إمبراطورية المخلصاتية!

علاء عبدالوهاب

الأربعاء، 28 أكتوبر 2020 - 05:45 م

 

أغلب الظن -وهنا ليس إثما- ان مهنة «المخلصاتى»، أو «المشهلاتى» انقرضت فى كل الدنيا إلا عندنا!
مازلت استمع لقصص، وأقرأ شكاوى، تترجم معاناة أصحاب الحقوق فى اضطرارهم إلى اللجوء لـ»شخص ما» تنشق الأرض ليظهر عارضاً خدماته «الجليلة»، وانجاز ما يعجز عنه المواطن، فالبديل أن «يدوخ السبع دوخات»، ويقضى أياما لا يعلم سوى الله متى تنتهى عذاباته، ويصل إلى مبتغاه!
ثمة محاولات لم تجدى حتى الآن لمواجهة ظاهرة أخرى ننفرد بها، أقصد «الركين» الذى تحول إلى إمبراطور فى شوارع المحروسة، لا تستطيع أن تجد مكانا لسيارتك إلا من خلاله وبرضاه.
الثلاثة يعكسون مفهوم العشوائية المجتمعية بأسوأ تجلياتها، وإذا كان «الركين» قد يُواجه - عما قريب- بما ينظم دوره، ويُخضعه للمراقبة والحساب، فإن «المخلصاتى» مازال بمأمن عن أى مساءلة، وبمنأى عن تهديد دوره الذى يدر عليه مبالغ طائلة بعيدا عن التزامات يؤديها، إلا لمن يقتسم معه غنائمه،  حتى يبسط عليه حمايته!
دون شك فإن هؤلاء لا يعملون فرادى، وإنما ينتظمون فى شبكات، تعكس فسادا يضرب بجذوره حيث يظهر «المخلصاتى».
استمرار تلك الظاهرة يهدم مصداقية أى حديث عن الإصلاح الإدارى، ومكافحة الفاسدين، ويجعل من نوافذ الحكومة الالكترونية مجرد ديكور، وفكرة الشباك الواحد فى تقديم الخدمة حلماً صعب المنال.
ثم ان انتشار «المخلصاتى» فى العديد من المواقع الخدمية يجعل -أيضا- مدونات السلوك الوظيفى «مجرد حبر على ورق»، ولا يترجم مفهوم ارتباط دور الموظف العام بحقوق المواطن على النحو المتوخى.
نفى أى جهة لوجود الظاهرة، بل تفشيها، يعنى الاصرار على ممارسة «فعل النعامة»، والأصوب يكون عبر تفعيل الاطر الكفيلة بوصول الخدمة للمواطن بعيدا عن أى ممارسات عشوائية، أو ادوار تحيط بأصحابها الشبهات، لأنهم ببساطة يعملون خارج المنظومة الرسمية، ويقفزون فوق أسوار القانون.
أحلم بالقضاء على «إمبراطورية المخلصاتية»، وتحرير المواطن من قبضتها القوية.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة