نشأت الديهى
نشأت الديهى


يوميات الأخبار

كم شجرة قطعتها فى حياتك؟

بوابة أخبار اليوم

الأربعاء، 28 أكتوبر 2020 - 06:42 م

وأخيراً جاء رد أم كلثوم على التابعى جامداً خالياً من المشاعر

عندما تعرف أن كل طن ورق هو نتاج قطع ١٧ شجرة، وعندما نعرف أن أكثر من٦٠٪ من الأمراض التى تنتقل من الكائنات الحية إلى الإنسان تحدث نتيجة خلل فى التوازن البيئى، وعندما نعرف أن تكلفة التدهور البيئى تصل إلى ١٫٤٪ من الناتج المحلى الإجمالى، أى ما يعادل ١٠٠ مليون جنيه سنوياً، من هنا وجبت علينا وقفة عاجلة مع أنفسنا نراجع فيها سلوكنا المعادى للبيئة، فالطبيعة لا تحتاج منا ما نحتاجه نحن منها، نحن نقوم بضرب التوازن البيئى فى مقتل ونحن لا ندرى، نقضى على كائنات طبيعية لم يخلقها الله عبثاً، وإنما خُلقت لحِكَم وعلل قد لا يعلمها الكثيرون، إننا ندمر الحياة البحرية والبرية والغابية بأفعالنا التى تتسم بالأنانية الشديدة، الصناعات الملوثة والمدمرة للبيئة تُخرج لسانها للطبيعة، وللأسف لا يُقِدر هؤلاء حجم الغضب الكامن فى أعماق الطبيعة، الذى سيخرج يوماً فى صور كارثية.. حمم وبراكين وأعاصير وارتباك مناخى شامل، ارتفاع مخيف فى درجات حرارة الأرض وذوبان الجبال الجليدية فى القطبين وارتفاع منسوب مياه البحار والمحيطات وما يتبعه من نحر الشواطئ وابتلاع المياه لليابسة، كل هذه الظواهر والمظاهر ليست من صنع الطبيعة، ولكنها من غرس يدينا، بيد أن الفيروسات التى تهاجمنا مثل كورونا وغيرها لم تكن تحدث لو كان هناك توازن وتنوع بيئى، هذا التنوع الذى قضينا عليه بأيدينا عندما تسببنا فى انقراض العديد من الكائنات من طيور وحشرات وزواحف وحيوانات برية وبحرية، وكذلك ما تقترفه أيدينا فى المعامل البيولوجية من جرائم تسببت فى تشويه حياتنا. إن ملف البيئة يجب أن يصعد إلى قمة جدول أعمالنا الوطنية دون تأخير أو تسويف.
«بهجة الشتاء»؟
تهل علينا نسمات الشتاء المنعشة، فتبعث فى الروح حنيناً وحياة، استحضر أياماً خوالى بتفاصيلها المبهجة التى تسللت إلى روحى فرسمت لوحة من فسيفساء الطبيعة... حبات المطر المتساقطة على خصلات شعرى متسللة إلى فروة رأسى، فترقد فى فتنة ودلال، وفجأة أسترق السمع لصوت البهجة يطرق نوافذ روحى، تبلغ النشوة مداها حينما تفوح رائحة المطر لتعبق الأجواء، وهنا يأبى الهواء المنعش المحمل برذاذ حبات المطر إلا أن يقتحم أبواب الروح ونوافذها ليفعل بها الأفاعيل فتنتشى نشوة العاشق بمعشوقته، وهنا تصدح موسيقى الروح إيذاناً بافتتاح موسم البهجة، من هنا اكتشفت سر حفاوتى بشهر نوفمبر، هذا الشهر الذى يشهد بدايات موسم البهجة، ومعه تبدأ مزاجيتى تعتدل وتدب الحياة فى أوصال أنشطتى المهنية وواجباتى الاجتماعية.. إنه نوفمبر، وما أدراك ما نوفمبر، فمن يشاركنى موسم حصاد البهجة والنشاط والانطلاق فى نوفمبر؟
بين التابعى وأم كلثوم
خصلة شعر وأربعة خطابات ومجموعة صور كانت موجودة فى مظروف كبير مكتوب عليه من الخارج «كروانة الكراوين»، عثرت عليه السيدة هدى التابعى زوجة أميرنا وأمير الصحافة العربية محمد التابعى فى مكتبه بعد رحيله، كشفت هذه الخطابات قصة الحب المجهولة بين محمد التابعى وأم كلثوم.. الخطاب الأول كتبه التابعى بعد سفره إلى ميلانو بأسبوعين، تحديداً يوم ٩ يونيو ١٩٣٦، وجاء فى هذا الخطاب الغرامى:
«لست أطمع فى أن يبعث مرأى هذا الخطاب الدم إلى خديك، أو يزيد من سرعة دقات قلبك، أو أن يعقد لسانك لحظة أو لحظتين، أو أن تقرأيه وراء أبواب مغلقة وأنت غارقة فى بحر الذكريات.. لكنى أطمع فقط، وليس هذا بالشيء الكثير، فى أن تصدقى كل حرف سوف أخطه».
وبعد مرور أسبوع، تحديداً فى ١٨ يونيو ١٩٣٦، أرسل التابعى إلى أم كلثوم رسالته الثانية، رغم عدم ردها على رسالته الأولى، فكتب يقول:
«فى ذمتى لك كلمة، يوجب أداؤها عهدى لك بأن أكون دائماً صريحاً معك، لقد اكتمل اليوم أسبوعان منذ سمعت صوتك آخر مرة، أسبوعان كنت دائماً فيهما فى خاطرى.
ولعلى ألمحت إلى شيء من هذا فى صدر خطابى الأول إليك، لأننى أخرج كسير النفس مغلوباً على أمرى، جريحاً فى أدق مشاعرى، لأننى لم أستطع أن أكون لك أو أكون منك فى المنزلة التى تريدين. وكانت النتيجة أننى هممت أو على الأصح شرعت فعلاً فى أن أحاول نسيانك، لأنى إذا لم يكن فى استطاعتى أن أحظى بحبك كما أريد، فعلى الأقل أن أحظى بكرامتى».
ثم جاءت الرسالة الثالثة والأخيرة من التابعى إلى أم كلثوم:
«أنا لم أتورط معك، وكل كلمة قلتها لك كانت من كل قلبى وكل عاطفة أو خلجة كانت صادقة خالصة لا أثر فيها لإحراج أو تورط.. أرجو منك أن تؤمنى معى بأننى لا أريد ولا أقصد. ليست هناك ساعة واحدة أستطيع القول إنها ملكى، أو أننى فيها ملك نفسى، لأنك دائماً معى، تطلين عليّ وتهمسين فى أذنى. بكل ما كان بيننا فى كل ساعة من ساعات الشهور الستة التى اتصلنا فيها، وعرفت معنى القرب ومعنى الخصام. وفى محفظتى صورتك الصغيرة. وخصلة من شعرك.. أشمها. إننى أمام صورتك الصغيرة أحس أننى تلميذ يشم معبودته الأولة، التى حرق أمامها أول بخور اشتراه، بأول قطرة من دم قلبه الشاب»!
وأخيراً جاء رد أم كلثوم على التابعى جامداً خالياً من المشاعر:
«عزيزى محمد التابعى أشكرك على برقيتك، ثم أشكرك أكثر على رسالتك، وإنى سعيدة بأن أسمع أنك بأحسن حال، ومقالاتك الأسبوعية الممتعة فى أخبار اليوم وآخر ساعة تحمل لى كل أسبوع خير الأنباء عنك. تقبل خالص تحياتى وشكرى.. أم كلثوم».
العقاد والملاخ
كان موت العقاد صدمة قاسية لجميع مريديه، منهم أنيس منصور الذى أورد فى كتابه «فى صالون العقاد كانت لنا حكايات»، تفاصيل دقيقة ونادرة ومثيرة حول ملابسات الأيام الأخيرة فى حياة العقاد، ينقل أنيس منصور ما رواه له الأديب والكاتب كمال الملاخ بنفسه عن تلك المكالمة المثيرة بينه وبين العقاد قبل وفاته، التى تحولت إلى معركة حامية الوطيس بين القامتين، حيث انتهت بإغلاق كليهما الهاتف فى وجه الآخر فى نفس اللحظة، عن هذه الواقعة يقول كمال الملاخ:
«إننى حزين على وفاة هذا الرجل العظيم، وآسف لهذه المناقشة الحادة التى دارت بينى وبينه قبل أن يموت. فقد طلب منى المخرج عاطف سالم أن أتوسط له لدى الأستاذ العقاد لكى يخرج رواية (سارة)، ثم التقى الرجلان العقاد وعاطف سالم فى مكتبة الأنجلو، ووافق الأستاذ على عرض المخرج، ولكنه لم يجرؤ أن يسأله عن الأجر الذى يريده.. فطلب منى عاطف سالم أن أسأل الأستاذ بنفسى عن طريق التليفون، يقول الملاخ اتصلت بالأستاذ وبعد التحيات قلت له: المخرج يريد أن يعرف كم تريد أن تتقاضى أجراً عن روايتك؟
قال الأستاذ: أتقاضى ما يتقاضاه طه حسين لا أكثر ولا أقل، ولكن لعلك تعرف أن روايتى ليست بها أحداث، إنها تحليلية، ولا أعرف كيف يمكن إخراجها، ولا من هى الممثلة التى تؤدى هذا الدور.
أجبته بسرعة: أرشح مديحة يسرى، فهى أقدر من أية واحدة أخرى، لكننى سأدخل بعض التعديلات على الرواية الأصلية.
وهنا حدث ما لم أتوقعه، حيث رد الأستاذ عليَّ محتداً وغاضباً: ما هذا الذى تقول، إننى لا أحب أن أتعامل مع مثلك من الجامعيين الأجلاف!!
هل تعرف من الذى تكلمه؟
أنت تكلم العقاد يا أفندى!!
فرددت عليه بنفس النبرة والحدة والغضب
- وأنت أيضاً تكلم الملاخ يا أستاذ إذا كنت أنت العقاد فأنا كمال الملاخ!!
فرد العقاد وهو فى قمة الغضب:
ومن تكون أنت يا هذا، العقاد هو الأهرام.. وأنت تتسول أمام الأهرام.
إن أقصى ما تستطيعه هو أن تشير بإصبعك إلى الأهرام، فإذا فعلت ذلك فأنت تستحق أعلى جائزة أدبية، فقط لأنك أشرت إلى الأهرام.. هذه حدودك أنت وغيرك».
وهنا أغلق كل منا الهاتف فى نفس اللحظة.. رحم الله قاماتنا الأدبية الذين تركوا لنا ما نحكيه ونسعد به حتى الآن.
>>>
من القائد جوهر الصقلى إلى القائد
عبدالفتاح السيسى.. «ربنا معاك وتسلم الأيادى»
على مدار ١٠٥١ عاماً، لم يفكر أحد فى بناء عاصمة جديدة للدولة المصرية، فمنذ عام ٩٦٩ عندما قام القائد جوهر الصقلى بإنشاء مدينة القاهرة، وبعد ثلاث سنوات وصل الخليفة المعز لدين الله الفاطمى فاتخذها عاصمة لمصر وجعلها مقراً للحكم، وبعد مرور ١٠٥١ سنة جاء قائد جديد لينشئ عاصمة جديدة فى وسط الصحراء تلبى احتياجات العصر، وتكون عنواناً لعصر جديد، وجال بخاطرى أن القائد جوهر الصقلى تقابل مع القائد عبدالفتاح السيسى، فماذا يمكن أن يكون موضوع الحوار؟
فى تقديرى أن الصقلى سيقف مبهوراً وهو يرى شكل مصر الجديدة وعاصمتها الجديدة، وعندما يسمع عن حجم التحديات والعقبات والمؤامرات سيقف ويلقى التحية العسكرية للقائد السيسى، ويقول له: ربنا معاك.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة