هالة العيسوى
هالة العيسوى


من وراء النافذة

حذار من خبائث «أيلاند»

هالة العيسوي

الخميس، 29 أكتوبر 2020 - 06:59 م

من آن لآخر يخرج علينا الجنرال جيورا أيلاند الرئيس السابق لمجلس الأمن القومى الإسرائيلي الباحث بمعهد الأمن القومى بافتكاسات خبيثة تصب جميعها فى اتجاه السياسة التوسعية وتكريس الانقسام الفلسطيني. ومع كل فكرة خبيثة تجد عينه على مصر فهو صاحب فكرة توطين الفلسطينيين فى سيناء، التى طرحها فى عام 2009 كحل نهائى لإقامة الدولة الفلسطينية، وتقوم على مضاعفة مساحة غزة مرتين أو ثلاث مرات، بضم 600 كيلو من سيناء للقطاع، لتتجاوز مساحة غزة حدود 1967، التى لم يعد الالتزام بها مقبولا من الناحية الأمنية لدى إسرائيل، فى مقابل منح مصر 600 كيلو من صحراء النقب فى جنوب إسرائيل.. لتكون هناك فرصة لبناء مدن جديدة للفلسطينيين فى سيناء مع إقامة ميناء بحرى ومطار دولي، ما يحقق فى زعمه تنمية اقتصادية حقيقية للفلسطينيين. الفكرة أعاد طرحها فى زمن الإخوان وكادت أن تنجح لولا أن وقفت الدولة المصرية له ولأفكاره الصهيونية بالمرصاد وأحبطت خطته اللئيمة التى تآمر بها الإخوان معه.
مؤخرًا خرج بافتكاسة خبيثة جديدة نشرها فى صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية مفادها التعامل مع غزة باعتبارها دولة فلسطينية مستقلة. معتبرًا أن تخطيط الرئيس عباس لإلغاء اتفاقات السلطة مع إسرائيل يشكل فرصة لصياغة سياسة إسرائيلية مستقلة تجاه غزة، وأنه لا بد من التوقف عن اعتبار غزة والضفة بأنهما سيبقيان كيانًا سياسيًا واحدًا كما يرى الفلسطينيون!
هذه المرة اقترحأيلاند، إجراء تغيير جوهرى وفورى فى النهج الإسرائيلي، وتبنى استراتيجية من سبعة بنود تقوم على أساس تدعيم سلطة حركة حماس فى غزة وتقويض السلطة الفلسطينية فى رام الله عبر تعزيز الاعتراف بأن غزة دولة. والاعتراف بأن حكومة غزة ستحدد من قبل سكانها (فى هذه المرحلة، حماس هى الحاكم الشرعي)، ولمزيد من إسالة لعاب حماس أكد على وجوب وصول التبرعات من أجل إعادة إعمار غزة وتسليمها إلى حكومة غزة. ثم الوعد بضمانات الرفاهية لسكان القطاع عبر الاشتراط بأن يتم استخدام التبرعات فى بناء البنى التحتية الخاصة بالكهرباء والمياه والصرف الصحي. والأكثر من هذا دعا إلى الموافقة على بناء ميناء فى غزة وهو الأمر الذى ترفضه إسرائيل تمامًا حتى الآن. وتتعاظم الإغراءات واقتراحات السخاء الإسرائيلي بزيادة كمية الكهرباء والمياه الواصلة للقطاع من الطرف الإسرائيلى إلى الضعف حتى يتم الانتهاء من تجهيز البنية التحتية بشكل كامل. أما آخر البنود وأغربها فهو اقتراحه بممارسة الضغط على المصريين للسماح للآلاف من سكان قطاع غزة للعبور إلى مصر ومن ثم السماح لهم للعمل فى الدول العربية، مع أن موجة التطبيع الراهنة مع الدول العربية تسمح بقبول الفلسطينيين للعمل فى بلادهم دون الحاجة لتوريط مصر فى هذا المستنقع.
لا يمكن النظر لخطط أيلاند التى يحرص على بثها فى أوسع الصحف الإسرائيلية انتشارًا على أنها محض تهييسة أو على أنها مجرد بالونة اختبار. فثمة خط ثابت فى طرحه يعيد تدويره كل فترة للقفز على حل الدولتين وفى كل مرة يقدم إغراءات للطرف الآخر لقبول فكرته، وفى هذه الآونة يجب التصدى لهذه الخطط الخبيثة التى يشجع المناخ الإقليمى على تقبلها بكل أريحية خاصة أن حماس لم تعلق حتى الآن على هذه الخطة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة