د.ليلى الغلبان
د.ليلى الغلبان


ليس بعورة

بوابة أخبار اليوم

الخميس، 29 أكتوبر 2020 - 07:26 م

هل تعانى من الإرهاق والتوتر؟ هل تشعر بأنك مكبل بالهاتف وملتصق به لا تقوى على الفكاك منه؟ لا تقلق، تعال إلى مزرعتنا

ثمة مواقف متباينة تجاه أصوات النساء اللواتى يداومن على تلاوة القرآن فى المجتمعات الإسلامية فى الغرب، فالبعض يعتقد أنه يجب قصرها على الأماكن المخصصة للنساء فقط، وتلاوة الآيات فى حلقات الصلاة النسائية أو المحاضرات، خوفًا من أن يكون الصوت فى الأماكن العامة عورة.. ولم يرد فى القرآن والسنة -فى حدود ما أعلم- ما يحرم صوت المرأة.. هناك توجيه إلهى بعدم الخضوع بالقول كى لا يطمع الذى فى قلبه مرض.. كما جاء فى الآية الكريمة.. قال تعالى: (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِى فِى قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا) (الأحزاب: 32).
والخضوع بالقول قد يقع من الرجال أيضا.. إذ ليس حكرا على النساء. اللافت أن هذه الظاهرة المتنامية والتى سرت فى أوساط شباب المسلمين فى أوروبا وأمريكا، تعد بمثابة رسالة للمسلمين فى العالم أجمع بأن هذا الدين سيظل غضا جذابا باهيا وأن تلاوة القرآن الكريم التى أسرت القلوب ستظل معينا لا ينضب للجماليات التى تبهر الجميع.
الحافلة
تخرج لتوِّه فى الجامعة.. يقرر التبرع بجميع أمواله للأعمال الخيرية.. ليبدأ رحلته إلى البرية.. يدفعه شغفه بها الذى كبر معه منذ الطفولة، وأشعلت جذوته كتب الرحالة وأدب الرحلات التى كان يعشقها، مما دعاه إلى التوغل فى البرية إلى أبعد ما يكون.. لقد اختار أن يهرب من الحياة المعاصرة، من التكنولوجيا، من آفات وأمراض المدنية.. ليبحث لنفسه عن وطن جديد.. يستقر به المقام فى قلب برارى ألاسكا ليعثر هناك على حافلة قديمة مهجورة كانت تقل عمالا للشركات العاملة هناك فى فترة الأربعينيات من القرن الماضى.. يقيم فى الحافلة ويبدأ فى كتابة يومياته هناك.. يصف كل ما يجرى حوله.. الطقس، النباتات، والحيوانات، وحالته المزاجية اليومية.. وبعد بضعة أشهر، لم يعد لديه ما يكفى من الطعام.. ولم يكن هناك من الوسائل التكنولوجية المتاحة حاليا التى تساعد فى الوصول إليه.. ولم يخبر أحدا بمكانه.. يقرر العودة والرجوع مرة أخرى بالمزيد من الاستعدادات والتدابير.. يحول نهر صغير خطير بينه وبين ما يريد.. لقد تأخر القرار.. فقد ذابت مياه النهر وأصبح عبوره مخاطرة كبيرة.. يعود إلى الحافلة ليموت بعدها وحيدا بوقت قصير فى الحافلة..
إنه الشاب الأمريكى كريس ماكندلس الذى ألهمت قصته الكتاب وخرج فيلم عنها بعنوان Into the Wild.. أصبحت الحافلة وجهة لعشاق السفر والمغامرات والبرارى، يحجون إليها طوال العام، وقد يفقد بعضهم حياته فى عبور النهر أو تجرفه المياه المندفعة فى مجاهل ألاسكا مما يدفع السلطات إلى تكثيف البحث.. كل ذلك لا يهم.. المهم الوصول إلى المكان.. إلى المسرح الذى شهد فصول هذه القصة مهما كان الثمن..
يقول علماء النفس والبيئة إن المكان لا يكون مكانا إلا إذا سكنه الناس.. حيث يسكنهم ويسكنونه.. يكبر حبه فى قلوبهم.. تسكنه الذكريات والدفء والأسرة والرفاق والأشياء.. ومن دون ذلك يصبح مجرد فراغ.. ومن هنا كان الحنين إلى المكان الذى شهد حكاية شاب مغامر ونهايته المأساوية عام 1992.. يؤم المكان العشرات بل المئات وأصبحت الحافلة أيقونة ورمزا مفعما بالمشاعر الفياضة الغضة.. بعد ظهورها فى الفيلم.. الحافلة مازالت تحوى أغراض كريس.. كتبه.. مذكراته.. ملابسه ومخدعه.. ومع مرور الأيام وتوالى الحوادث، ضاقت السلطات بالحجاج إلى المكان وفى القلب منه الحافلة.. وتأتى يد الزمن عليها.. وأصبحت المحافظة على الحافلة مهمة تتطلب الكثير من الأموال.. وفى يونيو الماضى فجع عشاق المغامرات بقرار السلطات رفع الحافلة من المكان وإيداعها أحد المخازن للبت فى أمرها لاحقا.. فجر الخبر شلالات من ردود الفعل المتباينة ما بين مؤيد للخطوة للمحافظة على أرواح المغامرين ممن قد يلقون نفس مصير بطل القصة، ومعارض يرى فيها هدما لصرح من المشاعر الصادقة والذكريات الملهمة ولمقصد سياحى كان يمكن أن يتم تجهيزه بوسائل أمان كافية من قبيل إقامة جسر على نهر الموت هناك، وتوفير الخدمات للزائرين.. كانت صورة الحافلة بين قبضة الطائرة المروحية وفى الخلفية صورة من أعلى تظهر البرارى وقد تضاءلت والنهر المرعب الذى حال دون عودته، وقد أضحى مجرد خط متعرج لا يكاد يظهر.. شديد الإيحاء.. نعم.. يوحى بضعف وقوة الإنسان فى آن واحد.. نعم.. البرارى التى كانت مقبرة للشاب الحالم المغامر الهارب من المدنية والتكنولوجيا، هى ذاتها تقهرها التكنولوجيا التى اخترعناها كى نضيف إلى قوتنا وسطوتنا على المخاطر والمجهول.. ثنائية غريبة..
وبعد رفع الحافلة يظل السؤال: هل سيظل المكان ورمزيته كما هو أم سيطويه النسيان مع غياب تلك الأيقونة؟.. فقط وحدها الأيام هى من ستتكفل بالإجابة..
هذه قمامتكم ردت إليكم!
«سألتقط كل قطعة من القمامة التى ألقيتها، وأعبئها جيدًا فى صندوق وأرسلها بالبريد إلى منزلك كتذكار»، هكذا قال وزير البيئة التايلاندى تعليقا على قرار المسئولين فى حديقة خاو ياى الوطنية الشهيرة شمال شرق العاصمة بانكوك، باتباع نهج غير تقليدى للتعامل مع الزوار الذين يلقون بالقمامة فى الحديقة الوطنية. ونشر وزير البيئة Varawut Silpa-archa على حسابه على الفيس بوك صوراً للقمامة التى تم جمعها فى طرود وقد أصبحت جاهزة للشحن. فضلا عن الزجاجات البلاستيكية الفارغة والعلب وأغلفة الرقائق، حيث يحتوى كل طرد على بطاقة مهذبة تقول: "لقد نسيت هذه الأشياء فى حديقة خاو ياى الوطنية". مذكراً الناس بأن إلقاء القمامة فى حديقة وطنية يعد جريمة ويعاقب عليها بالسجن لمدة تصل إلى خمس سنوات وغرامات باهظة قدرها 16000 دولار!
كما سيتم تسجيل المخالفين لدى الشرطة؛ لذا يتعين على زوار الحديقة تسجيل عناوينهم، مما يسهل على الحراس تعقبهم إذا تركوا القمامة وراءهم.
وقال وزير البيئة فى البلاد إنه يريد لفت الانتباه إلى مشكلة القمامة فى حديقة خاو ياى الوطنية حيث تعرض الحيوانات التى يمكن أن تأكل القمامة أثناء البحث عن الطعام للخطر. فما رأيك عزيزى القارئ؟
احضنوا الأبقار!
"هل تعانى من الإرهاق والتوتر؟ هل تشعر بأنك مكبل بالهاتف وملتصق به لا تقوى على الفكاك منه؟ لا تقلق، تعال إلى مزرعتنا.. فبقرتانا الجميلتان بيلا وبونى ستساعدانك على الاسترخاء.. فقط تداعبهما وتحضنهما".. كان هذا هو نص الإعلان الذى استخدمته إدارة إحدى مزارع البقر فى الولايات المتحدة الأمريكية للترويج لخدماتها..
فاحتضان الأبقار عادة هولندية قديمة ولكنها تعد من أحدث أساليب التخلص من التوتر النفسى الذى لا يكاد يفلت منه أحد لأنه يقلل من نشاط هرمونات التوتر. التقليد الجديد يلقى رواجا ينتشر بسرعة كبيرة فى أماكن مختلفة من العالم.. فعقب تناول الطعام يستلقى البقر فترة طويلة من الوقت لمضغ الطعام.. وهو ما يوفر فرصة للتواصل معها ومداعبتها.. ونسيان مشاكلك وأوجاعك.. فقط نذكر بأن سعر الجلسة الواحدة 75 دولارا.. يا بلاش!
 إلى محبى الأشجار..
عزيزى القارئ..
هل تحب الأشجار؟ هل تراقب أشجار الشارع أو الحدائق أو الحقول من حولك ويقلقك ما قد يطولها أحيانا من إهمال أو أمراض أو آفات؟ وهل لديك رغبة فى المشاركة فى رصد وتحديد واستئصال مسببات الأمراض وكافة أشكال العنف ضد البيئة؟ إذا كانت لديك رغبة فيمكنك الانضمام إلى ما يسمى بمبادرة "العلماء المواطنون". تلك كانت الأسئلة التى طرحتها وزارة البيئة ولجنة الغابات فى بريطانيا للجمهور عند إطلاقها خطة عمل للحفاظ على ما يسمى بالأمن البيولوجي.
جاء ذلك فى سياق اهتمام الدولة هناك بإشراك المواطنين الأجهزة الحكومية المسئولية عن الأمن البيولوجى فى البلاد؛ نظرا لمحدودية الموارد وللحد من الإنفاق العام. لقد كان من المفيد النظر فى دور "علم المواطن" فى المساعدة فى دعم أطر مراقبة التنوع الحيوى والحفاظ عليه.
انطلق المشروع فى عام 2013 حيث كان رئيس الوزراء ديفيد كاميرون يروج حينئذ لمفهوم "المجتمع الكبير" الذى يشجع الناس على أن يصبحوا أكثر انخراطًا فى المجتمع من حولهم حيث يكتبون عن البيئة داخل نطاقهم الجغرافى ويرصدون التنوع بها مشفوعا بالصور.
وعلى إثر ذلك شكلت كلية إمبريال كوليدج، شراكة بحثية مع هيئة الغابات ووكالة أبحاث الغذاء والبيئة (فيرا) فريقا لمسح صحة الأشجار فى مايو 2013.
وعلى مدار ست سنوات، شارك ما يقدر بنحو 39000 شخص، وقد ذكر أكثر من 80٪ من المشاركين أنه ليس لديهم خبرة سابقة فى العمل مع الأشجار، كل ما لديهم حب للأشجار وشغف بأهمية التنوع الحيوى فى حياتنا.
وكان ما يقرب من 60 ٪ من الأشجار التى تم مسحها من بين تلك الأشجار التى تتواجد فى الشوارع أو المدارس أو المتنزهات أو الحدائق، مما يشير إلى أن معظم المواطنين المشاركين فى المشروع قرروا إجراء أبحاثهم بالقرب من منازلهم أو مدارسهم.  وبعد مرور ما يقرب من سبع سنوات على انطلاق المشروع.. حان الوقت لتقييمه لمعرفة مدى أهمية إسهامات المواطنين فى خطط الأمن البيولوجي، وأظهر التقييم نجاحا محدودا للمساهمات فى تقديم بيانات متعمقة فى هذا الشأن.
 غير أن المشروع نجح فى الوصول إلى جيل جديد من دعاة حماية البيئة، ومنحهم أول تجربة لهم فى هذا الشأن. ويعانى العالم من تدهور حاد فى التنوع النباتى اللازم للحياة على الكوكب، ويحذر الباحثون من تعرض خمسى النباتات إلى الانقراض. وأنهم يسابقون الزمن فى رصد وتسمية هذه الأنواع المنكوبة قبل اختفائها من مسرح الحياة.
أعتقد أننا بحاجة إلى إطلاق مشروع مشابه يجذب محبى الأشجار والبيئة ويربى أجيالا جديدة من المواطنين على حب البيئة المحيطة والانخراط فى جهود المحافظة عليها.. تحقيقا للأمن البيولوجى وهى مهمة لا يمكن لأى حكومة أن تنهض بها وحدها.
< رئيس قسم اللغة الإنجليزية بآداب كفر الشيخ

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة