نازلي محمد جاد المول
نازلي محمد جاد المول


طبيبة مشاغبة.. أول نائبة «باطنة» بقصر العيني

منةالله يوسف

الجمعة، 30 أكتوبر 2020 - 05:52 م

"نازلي محمد جاد المولي"، اسم أثار جدلًا واسعًا بين أساتذة كلية طب قصر العيني بمصر لأكثر من شهرين في عام 1955، لدرجة أنها كانت تهدد بانقسام في مجلس الكلية والامتناع عن العمل فيه. 

ففي ديسمبر من العام 1955، أعلنت كلية طب قصر العيني عن حاجتها إلى طبيبين نائبين بقسم الأمراض الباطنية، ورشحت نازلي نفسها لتخوض تلك التجربة الشيقة.

ولكنها سمعت زملاءها وأساتذتها يتهامسون، ثم ينصحوها بالعدول عن تلك الفكرة.. وقيل لها بالحرف الواحد: "بلاش لعب عيال .. كفاية عليكم علاج الأطفال!"

وقعت تلك الكلمات كالصاعقة على أذن نازلي، وصحيح أن مجموع درجات نازلي – في الأمراض الباطنية وحدها- بلغت 223 من 300 درجة، وترتيبها كان الرابع والعشرين بين زملائها خريجي دفعة ديسمبر 1952 وعددهم 211 طبيبًا. 
وصحيح أيضًا أن درجاتها في سنة الامتياز في أقسام الأطفال وأمراض النساء والأمراض الباطنية بلغت 495 من 500، وأن هذه الدرجات يعطيها الحق في التعيين بوظيفة "نائب" وأن أستاذ القسم رشحها للوظيفة، ولكن قوانين ولوائح تعيينات الأطباء تحرم أمثالها أن يشغلن تلك هذه الوظائف والمناصب إلى الأبد. 

كبرت المشكلة حينها، وقرر مجلس الكلية عقد اجتماع عاجل ليحسم تلك المشكلة والقضية، وحينما بدأت عملية الترشيح للمنصب جاءت الدكتورة نازلي في الصفوف الأولى والمقدمة، ومن هنا وقعت المشكلة، وزجر بعض الأعضاء وهددوا بالاستقالة وانقسم المجلس حينها إلى فريقين، أولهما يؤيد التعيين والآخر يعارض ويهدد بمقاطعة الجلسات، وخرج كل فريق يدعو لوجهة نظره الخاصة.

واستطاع عميد الكلية الدكتور أحمد حندوسة حسم الجدل لحل تلك المشكل، ورجحت كفة الفريق الأول، بعد أن قرر العميد تعيين تلك الطبيبة. 

وصدر وقتذاك قرار المجلس بتعيين أول نائبة للأمراض الباطنية من الطبيبات كما قررت منح طبيبات الامتياز نسبة 20% من وظائف النواب، بحسب ما نشرته آخر ساعة عام 1955.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة