جو بايدن
جو بايدن


هل تقود «خلطة الديمقراطيين» التقليدية بايدن للبيت الأبيض؟ 

آية سمير

الجمعة، 30 أكتوبر 2020 - 06:16 م

 

الكثير من القضايا تحدث عنها المرشح الديمقراطي «جو بايدن» خلال مناظراته مع الرئيس الحالي دونالد ترامب، إلا إنه لم يتحدث ولو مرة واحدة عن سياساته الخارجية حال انتخابه رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية على مدار الأربعة سنوات القادمة.

وفي الوقت الذي تحتل فيه أزمات مثل «كوفيد-19» و العنصرية والاقتصاد والتأمين الصحي محور النقاشات الحالية في المجتمع الأمريكي، تأخذ العلاقات الخارجية هذا العام اتجاهًا ثانويًا لا يشغل بال المرشحين أو الناخبين في الولايات المتحدة. 

اقرأ أيضًا: «هذا هو خصمنا الحقيقي».. ما سبب العداء بين ترامب والإعلام؟

والحقيقة أن الولايات المتحدة الأمريكية تواجه في انتخابات 2020 منافسة سياستين مختلفتين كليًا لإدارة البلاد خلال، فلا يمكن اعتبار ملف سياسة واشنطن الخارجية هي القضية الوحيدة غير المحسومة بشكل كامل مع اقتراب الانتخابات الرئاسة.

لكن يمكن ببساطة توقع مخالفة «بايدن» الديمقراطي، والذي في حال فوزه سيصبح الرئيس الأكبر عمرًا في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، لسياسات الرئيس الحالي «ترامب»، والذي يأتي من خلفية جمهورية، وبتاريخ رجل أعمال.

اقرأ أيضًا: «وهم المساواة في أمريكا».. لما لا تحكم النساء البيت الأبيض؟

فعلى سبيل المثال من المتوقع أن ينضم بايدن لعدد من الاتفاقيات أو يعقد اتفاقيات جديدة بدلا من تلك التي تخلى عنها ترامب كاتفاقياته فيما يخص إيران والصين والمناخ.

كما يمكن توقع عودة بايدن لمنظمة الصحة العالمية مرة أخرى بعد أن كان أكد ترامب في تصريحاته أن الصين تسيطر عليها وأنه سيوجه الأموال الأمريكية التي كانت توجه إليها من قبل لمنظمات بديله.

اقرأ أيضًا: «كيو أنون».. كيف تتحكم نظرية المؤامرة في الانتخابات الأمريكية؟

وهنا تظهر ببساطة الفروق، ليس فقط بين ترامب وبايدن كمرشحين رئاسيين، ولكن كمرشحين قادمان من أحزاب تختلف إلى حد التراشق بالألفاظ في وسائل التواصل الاجتماعي والمناظرات واللقاءات الإعلامية.

وللديمقراطيين بشكل خاص عدد من الخصائص التي طالما اشتهروا بها، و «خلطة» يمكن رصدها بسهوله في أي سياسي يعمل بالولايات المتحدة دون الحاجة لقراءة تاريخه، لتظهر في أرائه وتصريحاته ووجهات نظره وإن كانت تدعم الدور التقليدي للولايات المتحدة، كواحدة من أقوى الدول سياسيًا في العالم.

نشأ الحزب الديمقراطي الأمريكي على أساس توجهات يسارية وليبراليه في عام 1824.

اقرأ أيضًا: من هم أبناء المرشح الديمقراطي جو بايدن.. ولماذا يهاجمهم ترامب؟

وفيما يخص الاقتصاد والضرائب، يرى الحزب الديمقراطي ضرورة وجود حد أدنى للأجور في الولايات المتحدة، وضرائب تصاعدية - ما يعني معدلات ضريبية أعلى لشرائح الدخل المرتفعة- على عكس الجمهوريين الذين يرون أن الأمر ببساطه يجب أن يترك لما تفرضه السوق الحرة في البلاد.

وفيما يخص التأمين الصحي على سبيل المثال فيؤمن الجمهوريين أن الشركات الخاصة يمكنها أن توفر التأمين الصحي للأمريكيين بكفاءة أفضل وأعلى مما يقدمه التأمين الصحي الحكومي، خاصة خطة «أوباما كير» التي أطلقها الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما وانتقدها الرئيس الحالي ترامب، ويعمل بايدن على إعادتها حل فوزه بعد إدخال بعض التعديلات باسم «بايدن كير».

اقرأ أيضًا: «قدمت لهم أكثر من أي رئيس آخر».. ماذا فعل ترامب لذوي البشرة السوداء؟

كما أن ملف الهجرة واللاجئين هو أحد أكبر الخلافات بين الحزبين، ففي الوقت الذي يؤمن فيه الديمقراطيون بضرورة توفير طرق لتوفير الجنسية بشكل قانوني للمهاجرين واللاجئين، ومعالجة القضية الأشهر و المعروفة باسم ملف «الحالمون» على سبيل  المثال، ينتقد الجمهوريون بشكل عام أي إجراءات من شأنها العفو عن أي مهاجر غير شرعي. 

وفيما يرى الديمقراطيون أن الحزب الجمهوري يتعامل مع أزمة المهاجرين بلا إنسانية، يرى الجمهوريون أن الديمقراطيون يسمحون بدخول الإرهابيون والمتطرفين للبلاد.

كما يتبنى كل من الديمقراطيين والجمهوريين وجهات نظر متناقضة فيما تجاه المثليين وحق الإجهاض للمرأة.

وعلى الرغم من كل هذا، فلا يمكن الجزم بأن معادلة الديمقراطيين ستتمكن من تحقيق النجاح هذا العام، خاصة مع تصدر قضايا مختلفة تهم المواطن الأمريكي في الداخل، وبقاء قضايا أخرى على السطح – لا تشغل باله في الوقت الحالي-.


 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة