أدب ابنه بسبع سنوات سجناً
أدب ابنه بسبع سنوات سجناً


أدب ابنه بسبع سنوات سجناً

أخبار اليوم

الجمعة، 30 أكتوبر 2020 - 07:24 م

رشا عدلى

مشادات كلامية وأصوات عالية تشق هدوء المنزل الصغير يوميا، تكثر الخلافات ويتمادى الزوجان فى العناد، لم يفكر أى منهما لحظة فى طفلهما الوحيد، ازدادت المشاجرات حتى سئمت الزوجة وقررت الانفصال، لم يمانع الزوج، فقد كانت رغبته هو الآخر.

انفصل الزوجان وأخذت هند صغيرها لتعيش فى منزل والدها، وقررت أن تكرس حياتها لطفلها الوحيد، ورفضت الزواج من جارها الذى تقدم لخطبتها أكثر من مرة ولم ييأس، وظلت تبحث عن عمل حتى تستطيع تحمل نفقات ولدها الصغير.


لم يحتمل مجدى العيش بمفرده فتزوج من قريبة له، وعندما علمت  هند بزواجه، اشتعلت الغيرة فى قلبها خاصة أنه توقف عن إرسال نفقات ابنه الصغير، تصادف ذلك مع تكرار عرض جارها للزواج بها، فجأة تملكت القسوة من قلبها وقررت التخلى عن صغيرها وإرساله إلى أبيه ووافقت على الزواج من جارها انتقاما من طليقها.


انتقلت هند إلى محافظة أخرى للعيش مع زوجها فى مكان عمله وتناست ابنها الوحيد، ولم يرق قلبها لحاله، وأثناء ذلك عانى الصغير من معاملة والده القاسية، كان يستيقظ مفزوعا يبحث عن والدته ويبكى بشدة حتى يغلبه النعاس مرة أخرى، وبدأ الطفل تبدو عليه مظاهر العدوانية والعناد، وازدادت قسوة أبيه معتمدا على ضربه بشدة ظنا منه أنه بذلك يقوم سلوكه.


حتى كان ذات يوم انتابت الطفل الصغير نوبة صراخ ولم يهدأ ولم يرتدع من تهديدات أبيه، وفجأة فقد الأب السيطرة على أعصابه وقام بضربه بعنف وأمسك برأسه وظل يرطمها بالحائط حتى سكت الطفل عن الصراخ، ظن الأب أن ابنه هدأ، ولم يعلم أنه سكت للأبد.


انزعج الأب واقترب من ابنه ليجده قد فارق الحياة، ملأ الخوف قلبه وبكى بشدة ولكنه تماسك وحمل طفله وذهب به إلى المستشفى وهناك أكد الأطباء أنه فارق الحياة.


هرب الأب خائفا وترك جثة ابنه ولكن المستشفى حررت محضرا بالواقعة واستطاعت المباحث القبض عليه واعترف بجريمته وأقر بأنه كان يقصد تأديب ابنه ولم يقصد قتله، واتهمته النيابة بالقتل العمد وأحالته  إلى محكمة جنايات المحلة الكبرى لتقضى برئاسة المستشار ضياء الدين أبو الوفا وعضوية المستشارين جهاد الألفى ومحمود الغزولى بمعاقبة الأب القاتل بالسجن المشدد لمدة سبع سنوات كأقصى عقوبة لتهمة القتل المفضى إلى موت بعد أن عدلت وصف التهمة بعد أن قالت فى حيثيات حكمها أنه لا يوجد باعث على ارتكاب الأب تهمة قتل ابنه عمدا.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة