مفتي الجمهورية
مفتي الجمهورية


مفتي الجمهورية : مقام النبي يحتاج منا الوقوف تبجيلًا

إسراء كارم

الجمعة، 30 أكتوبر 2020 - 09:35 م

قال فضيلة الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم: إن ميلاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو ميلاد الرحمة للبشرية جمعاء، حيث ولد في ليلة 12 من شهر ربيع الأول على الراجح عند أهل العلم، وهي الليلة التي استضاء الكون فيها بأنواره الشريفة، وعم النور على كل الأرض واستبشر بمولده الكون.

وأضاف فضيلته -خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق في برنامج "نظرة" على فضائية صدى البلد-، أن ليلة ميلاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم تشرف الزمان بمولده الشريف وكذلك الليل والنهار والنبات والجماد.

ووجه فضيلته التهنئة إلى الشعب المصري والرئيس عبد الفتاح السيسي، والأمتين العربية والإسلامية بمناسبة حلول المولد النبوي الشريف، داعيًا الله أن يحفظ مصر بحق هذه الأيام المباركة.

وأشار مفتي الجمهورية إلى أن ليلة ميلاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال عنها بعض العلماء أنها أشرف الليالي على الإطلاق، وأنها تفوق ليلة القدر في الشرف كما ذكر ذلك ابن مرزوق الخطيب الذي قال بإيثار ليلة مولده عليه الصلاة والسلام على ليلة القدر، واحتج بمختاره في كتابه: جنا الجنتين في فضل الليلتين بإحدى وعشرين وجهًا على هذا الرأي.

وقال فضيلته: "المتتبع لسيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم يرى أنه ما كان يكره أحدًا ولا شيئًا على الإطلاق، بل كان محبًا لكل شيء من إنسان أو حيوان أو جماد، وكان هناك حالة من تبادل العشق بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم والكون الفسيح، حتى أنه لا يوجد حجر في مكة مر عليه النبي إلا وسلم عليه هذا الحجر".

وذكر فضيلة المفتي العديد من مواقف الرحمة والمحبة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، ومنها عندما دخل يومًا إلى بستان في المدينة فإذا جمل قد أتاه فجرجر وذرفت عيناه، قال بَهْز وعفان: فلما رأى النبيَّ صلى الله عليه وسلم حَنَّ وذرفت عيناه، فمسح رسول الله لى الله عليه وسلم سَرَاته وذِفْراه (ظهره وأذنيه) فسكن، فقال: من صاحب الجمل؟ فجاء فتى من الأنصار فقال: هو لي يا رسول الله، فقال صلى الله عليه وسلم: أما تتقى الله في هذه البهيمة التي ملككها الله، إنه شكا إلىَّ أنك تجيعه وتدئبه (تتعبه).

وتابع فضيلته: "بل حتى الجمادات كانت تحن إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقد كان له عليه الصلاة والسلام جذع منصوب في المسجد يستند إليه وهو يخطب الناس، وعندما صنع له الصحابة منبرًا من ثلاث درجات، حزن ذلك الجزع، وأصبح له أنين مسموع، فنزل إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من المنبر واحتضنه وهو يأن حتى سكن، ثم قال: أما والذي نفس محمد بيده لو لم ألتزمه لما زال هكذا إلى يوم القيامة".

وأكد أن من تبادل العشق في الكون مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما حدث من جبل أحد، فقد قال عنه النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "أحد جبل يحبنا ونحبه"، وعندما صعد عليه صلى الله عليه وآله وسلم مع سيدنا أبي بكر الصديق وعمر وعثمان رجف الجبل، فقال له النبي: "اسكن أحد فليس عليك إلا نبي وصديق وشهيدان".

ولفت فضيلة المفتي النظر إلى أن العلماء أحصوا المئات من المعجزات المعنوية والحسية للنبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى انتقاله إلى الرفيق الأعلى، وكانت المعجزة الخالدة الباقية في كل العصور هي القرآن الكريم.

وقال: "إن مقام النبي هو مقام كبير يحتاج منا أن نقف إعزازًا وتوقيرًا وتبجيلًا له صلى الله عليه وآله وسلم".

وأضاف أن بعض العلماء كتب سيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيما يزيد عن 16 مجلدًا، وأوجزها القاضي عياض المالكي رحمه الله في كتابه "الشفا بتعريف حقوق المصطفى"، وما قاله القاضي عياض في كتابه شفى الصدور والأبدان، حيث أثبت في الكتاب أجمل الصفات للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقال إنه بلغ الكمال في كل صفة بشرية، وضرب لذلك أمثلة كثيرة.

وتابع مفتي الجمهورية: "في ذكرى ميلاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم نحن أمام نعمة كبيرة لا يمكن أن يقف العقل حاصرًا لها أو تقع تحت أي حصر مهما كان"،  مضيفًا أنه جدير بنا أن نشكر الله سبحانه وتعالى ليل نهار على أن أنقذنا من الضلال، وأن نتذكر سيرته العطرة في كل وقت وحين، وخاصة في يوم مولده الشريف.

اقرا ايضا : الأزهر يعزي باكستان في ضحايا المدرسة الدينية.. ويؤكد تضامنه مع ضحايا الإرهاب

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة